هناك مَن يريدون الوقيعة بيننا.. وإذا لم أقتنع بأداء سليمان لشخصية «ناصر» فلماذا شاركته فى المسلسل؟
حداثة الطرح والمصداقية فى التمثيل والفريق النسائى.. وراء نجاح «سجن النسا»
رغم تألقها هذا العام فى أداء شخصية «دلال» مسلسل «سجن النسا» وبرلنتى عبد الحميد فى مسلسل «صديق العُمر» فإن البعض شنّ هجوما عنيفا على الفنانة درة، بعد نسب كلام لها تنتقد فيه الفنان جمال سليمان، متهمةً إياه بعدم إتقانه اللهجة المصرية خلال أدائه شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. وعن حقيقة هذا الهجوم، ورأيها فى أداء جمال سليمان لهذا الدور، ونجاحها فى مسلسل «سجن النسا»، وخطواتها القادمة، حاورنا درة.
هناك مَن يريدون الوقيعة بيننا.. وإذا لم أقتنع بأداء سليمان لشخصية «ناصر» فلماذا شاركته فى المسلسل؟
حداثة الطرح والمصداقية فى التمثيل والفريق النسائى.. وراء نجاح «سجن النسا»
■ أُثيرت ضجة خلال الأيام الماضية بسبب الأخبار التى انتشرت عن انتقادك للفنان جمال سليمان فى أداء شخصية «عبد الناصر»، فما حقيقة ذلك؟
- فى البداية.. أريد أن أؤكد أن جمال سليمان ممثِّل كبير وأحترمه، وإذا لم أكن مقتنعة من البداية بجمال سليمان فلماذا سأشاركه فى المسلسل؟! وكل ما قلته أن مَن يؤدى أدوارا مصرية بالتأكيد يجب أن يتقن اللهجة المصرية، ولم أُشِر من قريب أو بعيد لجمال سليمان، لكننى تحدَّثت عن اللهجة، وأن الأدوار فى العالم كله ليست حكرا على أحد، فعلى سبيل المثال أنطونى كوين قدَّم «عمر المختار» فى هوليوود، فهناك لا يذكرون جنسية الممثل، فالدور يكون لصاحبه بصرف النظر عن جنسيته، وأشرت إلى أن مَن يريد أن يعمل فى مصر يجب أن يُتقن لهجتها.
■ لكن أخذ البعض كلامك وكأنكِ تقومين بتوجيهه لجمال سليمان، فما ردك؟
- مع الأسف الشديد حدث تحريف لكلامى، بأننى قمت بانتقاد جمال سليمان، وأنا لا أستطيع أن أفعل ذلك أو حتى أفكِّر فى انتقاده، فمَن أنا حتى أنتقد جمال سليمان؟! فحديثى كان بوجه عام، وبعيدا عن ذلك، فجمال سليمان نفسه خلال أول لقاء له بعد عرض المسلسل تحدَّث للإعلامى وائل الإبراشى عن أنه كانت لديه أخطاء بسيطة، وأكرّر كلامى أن هذا الرجل لا غبار عليه.
■ لماذا انزعجتِ بشدة من الصحافة بعد هذه الواقعة؟
لأن ما قلته فى هذا الجزء لم تنقله بعض المواقع الإلكترونية كما قلته، وتم تحريف كلامى وفقا لأهوائهم، وكان مغلوطا وخاطئا، والحديث فى الجزء الخاص باللهجة المصرية لم يتعدَّ الدقائق، لكنهم تركوا الحلقة بأكملها وتمسكوا بهذا الجزء بهدف الوقيعة بينى وبين جمال سليمان، ومع الأسف عندما سألت الذين كتبوا أننى هاجمت جمال سليمان عن مُشاهدتهم لذلك بالبرنامج، نفوا رؤيتهم للحلقة من الأساس، معترفين بأنهم اعتمدوا على نقل الأخبار من المواقع الأخرى، لكننى أتعجَّب من ذلك، فأنا ما زلت على قيد الحياة، ولم أمُت بعد حتى يحدث ذلك، فكان عليهم سؤالى عما إذا كنت قلت ذلك أم لا، أو على الأقل سؤال مُعد البرنامج أو مقدِّمه، فكل ذلك حدث رغم أن كلامى مسجّل صوتا وصورة، ومع الأسف نحن نشقى ونتعب ويأتى أشخاص لديهم حقد يقومون بفرقعة أخبار عارية من الصحة، بهدف الوقيعة بين الفنانين، لكننى لن أخسر أحدا، وهم الخاسرون فى النهاية.
■ أكدتِ لأكثر من مرة على موضوع اللهجة المصرية وضرورة إتقانها، فلماذا؟
كما قلت من قبل هناك أدوار تستلزم أن تكون اللكنة مضبوطة حتى يشعر الجمهور بمصداقية الفنان مهما كانت جنسيته، وما أشرت إليه أن شخصية الزعيم جمال عبد الناصر كانت محبوبة ومعروفة عند الجميع، فهو رمز من رموز مصر وله شعبية كبيرة، فيجب مَن يجسّد دوره أن يتقن اللكنة بشكل مضبوط، ولم أشِر إطلاقا إلى جمال سليمان، وانتقدونى فى هذا الجزء لأننى قلت ذلك، وأنا تونسية وجسَّدت شخصية برلنتى عبد الحميد، لكن فى رأيى ومع احترامى لهذه الشخصية فهى ليست مثل الزعيم الراحل، وليست لها نفس الشعبية الكبيرة التى كان يمتلكها، وأكدت وقتها فى كلامى فى هذا الموضوع أن الأدوار بالنهاية ليست حكرا على أحد.
■ مع الحديث عن برلنتى عبد الحميد كيف تعرَّفتِ على تفاصيل حياتها، خصوصا أن المسلسل رصد الجانب الإنسانى والشخصى أكثر لحياتها؟
قرأت الكتابين اللذين قامت بتأليفهما، واستمعت جيدا لمن عاصروها، بالإضافة إلى اعتمادى على سيناريو العمل الذى قدَّمه لنا السيناريست الراحل ممدوح الليثى، فكانت لديه تفاصيل كثيرة عن حياتها الشخصية وجوانب إنسانية لم أكن أعلمها، خصوصا أن حياتها الشخصية كانت مختلفة تماما عن حياتها الفنية.
■ ولماذا تعمَّد المسلسل إظهار حياتها الشخصية أكثر من الفنية؟
- حياتها الفنية لم تكن كبيرة، لكن الجوانب الحياتية والشخصية كانت أكبر وثريّة بالنسبة إلينا، ولا يعرفها أحد، لذلك تجسيدها من خلال العمل كان له أثر جيد بالنسبة إلى الجمهور، فتعرّفوا أكثر عليها وعلى حياتها مع المشير، وتأكدوا أنها لم تكن ممثلة إغراء فقط كما كان يشاع عنها، لكنها كانت تلعب دورا مهما فى حياة رجل من أهم الرجال الذين صنعوا التاريخ خلال فترة زمنية مهمة ومؤثِّرة فى تاريخ مصر، وتعرّف المشاهد على جرأتها، وأنها كانت شخصية مثقفة إلى جانب أنوثتها، وعن إخلاصها وحبها لزوجها وقبولها الزواج منه سرا نظرا لظروفه.
■ لم تكن أشكال الفنانين قريبة بشكل كبير من الشخصيات الحقيقية، فما رأيك؟
- أعتقد أن إقناع المُشاهد بالشخصية هو الأهم، فلا يمكن أن يكون الاعتماد على الشكل وحده، وأعتبر أن إيصال روح الشخصية يكون أفضل بكثير من الاعتماد على الشكل الخارجى دون نتيجة مُرضية، وأعتقد أن النجاح يتمثَّل فى إقناع المشاهد بالأداء وروح الشخصية معا، وهو ما حدث بالفعل، وأيضا ما أنصفنى هو عدم حضور شخصية برلنتى فى ذهن الجمهور بشكل مستمر، فهى ليست مثل سعاد حسنى على سبيل المثال التى تظل فى ذهن الجمهور بشكل مستمر، والاقتراب منها يكون مغامرة بسبب المقارنات التى ستحدث.
■ بعد نجاح مسلسل «سجن النسا»، لماذا حقَّق هذا العمل كل هذا النجاح عن غيره من الأعمال الدرامية التى عُرضت فى نفس الوقت؟
- اقتراب العمل من الواقع هو الذى أسهم فى نجاحه، فهو يعدّ أكثر عمل درامى تحدَّث عن «سجن النسا» بمنظوره الحقيقى، فقيام المخرجة كاملة أبو ذكرى والمؤلفة مريم ناعوم بزيارة السجن لأكثر من مرة قبل البدء فى التصوير والحديث مع السجينات هناك، أسهم فى مصداقية العمل، وجعله تجسيدا للواقع الذى نعيشه وفى رصد المشكلات الحقيقية التى تواجهها المرأة فى المجتمع، والحديث عن النماذج المختلفة مثل فتاة الليل والسجَّانة والفقيرة والخادمة وتاجرة المخدرات، كل ذلك جعل الجمهور يتعرَّف على مأساة كل منهن ويتشوق لمعرفة مشكلة كل واحدة ونهايتها، فلم يكن العمل مجرد أكليشيهات أو مشاهد مكرّرة تعوّدناها، لكن حداثة الطرح والمصداقية فى التمثيل ونجاح كل عناصر العمل فى إيصال رسالة المسلسل، كل ذلك جعل المسلسل يحقِّق نجاحا كبيرا فور عرضه.
