ايجى ميديا

الخميس , 16 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب: أنتيكة

-  
طارق الشناوي

استعدت مؤخرا مقالا قديما للموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب يعود زمنه إلى الخمسينيات، يتحدَّث فيه عن تفصيلة يعرفها، وكثيرا ما اختلف حولها الناس قبل نحو 65 عاما، إنه السؤال الذى حارت وراءه ثلاثة أجيال: مَن تُفضِّل.. موسيقى وأغنيات عبد الوهاب القديمة أم الحديثة؟ شهد جمهور السمِّيعة مع بداية سطوع ألحان الخمسينيات للطويل والموجى وجها آخر لعبد الوهاب يقدِّم فيه ألحانا عصرية، تنافس شباب الملحنين فى ما أصبحنا نُطلق عليه الآن «الروشنة»، مما أغضب على الجانب الآخر معجبيه وحواريِّيه وعشَّاقه، أقصد جزءا لا بأس به منهم، بينما الأغانى العصرية التى قدَّمها عبد الوهاب مثل: «أنا والعذاب وهواك» و«أحبك وانت هاجرنى» و«آه منك يا جارحنى»، وغيرها، بقدر ما رفضها قطاع لا يستهان به من «الوهابيين» بقدر ما أسعدت ورشقَت فى قلوب «وهابيين» كُثر.


أعلم أن ما يزعجكم الآن ليس عبد الوهاب القديم أو الحديث أو المتوسط، لكن هذا الظلام الذى صرنا نعيش فيه أكثر من خمس مرات فى اليوم، دعونا نتعايش مع الواقع، وُعُود إبراهيم محلب بالحل لم تعد تُجدى، فهو لم ينجح إلا فى مصادرة فيلم لهيفاء وهبى، لماذا لا نبحث فى هذه الظلمة عن الجانب المضىء من الصورة؟! الظلام أحيانا يفتح قلوبنا ويحفِّز الذاكرة للتقليب فى صفحات الماضى.


«عبد الوهاب القديم.. وعبد الوهاب الحديث»، كان هو عنوان المقال الذى كتبه عبد الوهاب ساخرا بنفسه ومن نفسه، ويكتب: «عندما أستمع إلى مَن يطلقون عليه عبد الوهاب القديم، أقول مستحيل يكون ده أنا، أشعر أننى أستمع إلى واحد تانى يُغنِّى ويطيل فى الحرف، وليس فقط فى الكلمة، الواو واو والياء ياء، تتكرَّر مثنى وثلاث ورباع»، وأعلن عبد الوهاب فى نهاية المقال «أنه أبدًا مهما بلغت حدة الاعتراضات فلن يعود إلى عبد الوهاب الدقَّة القديمة».


راجعوا مثلا أغنية «يا ترى يا نسمة هتقولى إيه» كلمة «يا ترى» كرَّرها عبد الوهاب نحو 50 مرة، وفى كل مرة تستمع إلى آهات مستمعيه، لكن عبد الوهاب مع مرور الزمن وبزوغ جيل جديد تطوَّر، وابتعد عن الأسلوب القديم، أدرك أن الزمن طرح نبضا آخر وجمهورا مختلفا، عبد الوهاب بالطبع لم يعترف أنه تغيَّر لأن هناك جيلا جديدا ظهر، ولاحظ الموسيقار الكبير أن الناس بدأت تتابعهم وتردِّد ألحانهم أكثر، وهو مثل كل فنان يريد أن تنحاز إليه الأغلبية، اشتعلت على الفور بداخله كل عوامل البقاء التى يكتشف الإنسان مدى قوتها المذهلة فى لحظات الخطر، وهكذا قرَّر أن يرتدى زيا عصريا، وأن يتمرد على عبد الوهاب أبو «طربوش» على الرأس و«منشَّة» فى اليد، بل يُنكر فى المقال أنه يعرف هذا الرجل، التمرد هو قرين التجدد، أهم سلاح يمتلكه المبدع، فأنت تتعلَّم ليس فقط ممن سبقك زمنيا، لكن مَن جاء بعدك يفتح أمامك نوافذ جديدة.


استعدتُ حكاية عبد الوهاب وأن أشاهد عددا من نجومنا ومخرجينا القدامى يتباكون على الماضى العتيد، لا يستطيعون صراحة أن يقولوا بأنهم مع القديم، ولكنهم يؤكدون أن هناك العديد من التجاوزات على الشاشة الآن، ولهذا يفضِّلون الابتعاد عن الساحة، يعزّ على الفنان الاعتراف بوقوفه على الخط، مَن تابعت أحزانهم ودموعهم فى العديد من البرامج وعدد من لجان التحكيم دائما ما «يتشحتفوا» عن الفضيلة التى يتم اغتصابها فى مسلسلات وأفلام هذه الأيام.


أتحدَّث عمن أصبحوا خارج حدود الزمان والمكان فى الدراما التليفزيونية، أرى فى جزء منها وجها من تصفية الحساب مع المبدعين الشباب الذين أزاحوهم بعيدا عن صدارة المشهد، نعم الجيل الجديد مثل كل الأجيال به كثير من الأدعياء وقليل من الموهوبين، إلا أن هذا لا ينفى أن الدنيا تغيَّرت والشاشة كانت يجب أيضا أن تتغيَّر، أرى هؤلاء فى إبداعهم لا يزالون يحتفظون بـ«الطربوش» فوق رأسهم و«المنشّة» فى يدهم، أصبحوا «أنتيكة دقِّى يا مزيكة»!!

التعليقات