ايجى ميديا

الأربعاء , 15 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب: أغانٍ بختم النسر!!

-  
طارق الشناوي

عندما سألوا رئيس الإذاعة عبد الرحمن رشاد عن الأغانى التى تلقّاها وتتناول الاحتفاء ببدء تنفيذ مشروع الفرع الثانى من قناة السويس، أجاب بأسًى شديد شاعر واحد وهو صلاح فايز كتب ثلاث أغنيات، وتحمس ملحن واحد لتلحينها هو حلمى بكر، ولكن لم يتقدم أحد بعد.


سعدت لأنه لم يتقدم أحد، وأتمنى أن يستمر هذا العزوف، فالمشاعر لا يمكن أن تنتظر إشارة من مسؤول ولا دعوة من دولة تختار وتحدد المواصفات القياسية للغناء الوطنى، لا يوجد فى الفن كتالوج، قنوات التواصل الاجتماعى مفتوحة لمن يريد الإدلاء بدلوه الغنائى، لو تابعت على أرض الواقع ستكتشف أن الأغانى الفولكلورية والمطعمة بمذاق السمسمية قد سبقت الجميع إلى شاطئ القناة، ولم تتلقَّ أمرًا من محافظ ولا مسؤول و لا رئيس إذاعة، بالمناسبة لا أتشكك فى صدق أحاسيس الشاعر فايز ولا فى تدفق مشاعر بكر، فهما من جيل قدم الكثير والممتع. للتذكرة فقط حلمى هو ملحن الأغنية الوطنية التى أبكتنا بعد هزيمة 67 «حبايب مصر» والعاطفية «عَ اللى جرى»، وكلمات فايز رددها العمالقة شادية «اتعودت عليك» وهانى شاكر «كده برضه يا قمر» وسعاد محمد «وحشتنى» ومحمد فوزى «بعد بيتنا ببيت كمان»، ولكن نحن نعيش فى زمن آخر.


فى عهد الوزير الأسبق أسامة هيكل عندما تولى مسؤولية وزارة الإعلام قبل عامين أنشئت لجنة برئاسة الإذاعى الصديق الكبير الراحل وجدى الحكيم، وبالفعل اكتشفنا أن اللجنة -أقصد العديد من أعضائها- هم الذين استغلوا مواقعهم وكتبوا ولحنوا وأجازوا أغانى لثورة 25 يناير، وتغير الوزير فلم يتم تنفيذها، أتيح لى أن أقرأ كلمات بعضها، وحمدت الله أنها لم تغادر الدرج.


الإحساس الغنائى الوطنى هو فقط الذى يخرج عفويا، أحدث أغنية أحدثت نجاحا فى الشارع «بشرة خير» لم تكن وراءها دولة، ولا مؤسسة ولكنها انطلقت إلى الشارع بصوت حسين الجسمى، وكلمات أيمن بهجت قمر، وتلحين عمرو مصطفى، أعلم أن عمرو لديه تصريحات تسد نفسك عن الحياة كلها، ولكن أنا أتحدث هنا عن أغنية عايشناها مثل دفقة لمست فى لحظة قلوب الناس.


ابعدوا الدولة عن أى حدث وطنى أو غير وطنى تعيشه مصر، التوجيهات ذقنا منها الكثير وعلى مر التاريخ، ولا تضربوا مثلا بالماضى مثل أغانى السد العالى فالظرف الزمنى مختلف، كانت الدولة تملك فى الستينيات كل مظاهر الحياة لا الإعلام فقط، ورغم ذلك لو ذهب أحد الزملاء إلى أرشيف الإذاعة وأحصى عدد الأغنيات التى قُدمت فقط عن السد العالى باعتباره مشروعنا الوطنى فى زمن عبد الناصر أو توشكى، وما أدراك ما توشكى فى زمن مبارك، سوف تُذهله النتائج، لم يعش من أغانى السد وردده الناس سوى «قلنا حَ نبنى» لعبد الحليم، وكلمات أحمد شفيق كامل، وتلحين كمال الطويل، مات الباقى، أكثر من 100 أغنية وقصيدة لكبار مطربينا تم تشييعها إلى مثواها الأخير لحظة غنائها لأنها كانت أشبه بتوقيع الحضور والانصراف الذى تفرضه المؤسسات الحكومية على العاملين بها، ليس مهمًّا أن تنجز الأهم أن توقِّع، أما «توشكى» فلن تجد لأغانيها فى الذاكرة أثرا يذكر، وأغلبها قدموها على طريقة «توشكى يا توشكى قلبى متشحتف عليكى يا توشكى»، أصبحت هذه الأغانى وتلك الأوبريتات هى وثيقة حية على تبديد المال العام.


مشاعر الناس لا يمكن أن تحتويها أغانٍ ممهورة بختم النسر، اتركوا الباب مفتوحا بعيدا عن الصندوق الرسمى وستكتشفون أن الشارع هو الذى اختار وردد أغنيته الوطنية.

التعليقات