مصر تعانى من مشكلة طاقة تكمن فى نقص الغاز والوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء مما يؤدى إلى قطع الكهرباء أكثر من مرة يوميا، لهذا فمن الضرورى إيجاد وسيلة أخرى للحصول على الكهرباء ومصر بلد مشمش فى أغلبية أيام السنة ومن الطبيعى أن نسعى إلى الحصول على الطاقة من الشمس التى حبانا بها الله سبحانه وتعالى، ولقد درستُ الفكرة طويلًا وناقشتها مع عدد من العلماء الذين أخبرونى أن المشكلة كلها تكمن فى بطاريات الشحن التى تتصل بخلايا الطاقة الشمسية لتخزين الطاقة المكتسبة فى أثناء سطوع الشمس وإعادة استخدامها بعد مغيب الشمس، هذا لأن هذه البطاريات باهظة الثمن جدا، وعمر استخدامها لا يتجاوز خمسة أعوام، قبل أن يتحتم تغييرها، كما أنها معرضة للسرقة والتلف، ولهذا فمن الضرورى إيجاد وسيلة لاستغلال الطاقة الشمسية الهائلة من دون تلك البطاريات المكلفة، والوسيلة موجودة بالفعل وعلمية تماما، سيتم تغطية أسطح جميع المصالح الحكومية بوحدات الخلايا الشمسية التى ستولِّد كمية هائلة من الطاقة طوال فترة الصباح، طاقة ستساوى ثلاثة أضعاف احتياجات تلك المصالح من الكهرباء، حتى تغلق أبوابها، وسيستمر تدفق الطاقة بعدها حتى مغيب الشمس، كل الكهرباء الفائضة سيتم نقلها عبر نفس الكابلات إلى شبكات الكهرباء التى ستُعيد بثها إلى المنازل غير المزودة بالخلايا الشمسية، وبهذا سيتمتع الجميع بطاقة نظيفة رخيصة من شروق الشمس حتى مغيبها، وبعدها ستعود شبكات الكهرباء إلى العمل بالوقود العادى حتى طلوع شمس اليوم التالى.
الفكرة ليست خيالية ولكنها علمية بحتة ومستخدمة فى الولايات المتحدة الأمريكية بالفعل مع الكثير من مستهلكى الكهرباء بالمنازل الذين تم استبدال العدادات العكسية بعدادات الكهرباء العادية لديهم تخصم ثمن الكهرباء التى يتم أخذها من وحدات الطاقة الشمسية على أسطح المنازل من ثمن الكهرباء التى تبثها الشبكة إليهم فى المساء، ولكن ولأن المستهلك العادى لن يمكنه تحمل تكلفة الخلايا الشمسية، فقد اقترحت فكرة استخدامها على أسطح المصالح الحكومية. الفكرة تنفيذها قد يحتاج إلى عام أو يزيد، ولكن بعدها سينخفض سعر الكهرباء التى لن يدخل فيها ثمن وقود التشغيل وستنتهى مشكلة الطاقة، ولو نفَّذت المصانع الكبرى الفكرة ستنخفض مصاريف التشغيل فيها بعد تغطية ثمن وحدات الطاقة الشمسية، وسيصير لديها مولد كهربائها الخاص النظيف. المدن الجديدة يمكن أن تعتمد فكرة الطاقة الشمسية، وكذلك مصايف الساحل الشمالى والفنادق وحتى المستشفيات. ربما لن تكفى وحدات الطاقة الشمسية لتلبية كل احتياجات تلك المنشآت ولكنها ستخفض استهلاكها من الكهرباء على الأقل، وسينعكس هذا حتما على خفض الدعم، وعلى المستهلك العادى والبسيط. هذا المشروع أيها السادة يتساوى فى أهميته ونتائجه مع مشروع القناة الجديدة ويساعده على النمو أيضا.
إن خروج مصر من حالة العوز لن يتأتى إلا بتفعيل كل الأفكار المتطورة، وإنجاز كل مشروع من شأنه زيادة الدخل أو تخفيض الإنفاق العام، حتى ولو كانت تلك الأفكار جديدة وغير مألوفة، لأنها مسألة بناء وتنمية، وطاقة، طاقة السواعد، وطاقة الشمس، والأهم طاقة العقل.