إلى متى تستمر أزمة الكهرباء؟
لا أحد يريد الإجابة عن هذا السؤال حتى الآن من المسؤولين الذين يديرون البلاد، وحتى إن تصدى أحد للإجابة فتأتى متضاربة وغامضة، وربما عبثية، ودون أى معلومات مع غياب الشفافية الكاملة، ولا حديث سوى عن الأحمال وخفضها.
وأصبح انقطاع الكهرباء فى كل مكان لا يفرق بين الزمالك وبولاق، وحدّث ولا حرج عما يجرى فى الأقاليم، خصوصا فى الصعيد، الذى يصل الانقطاع به أحيانا إلى أكثر من عشر ساعات فى اليوم!
لقد تحمل الناس الكثير فى انقطاع الكهرباء، لكن استمرار ذلك يؤثر فى كثير من حياتهم ويفسدها ويعطل أجهزة البيوت.
لقد تحمل الناس ارتفاع فاتورة الوقود والكهرباء ورفع الدعم على أمل الحصول على خدمة متميزة، لكن لم يحدث أى شىء، بل قطع الكهرباء يزيد وبمعدلات أكثر، ومع هذا فالحكومة غائبة، اللهم إلا التصريحات المتضاربة حول الأزمة.
وأصبح وزير الكهرباء يتكلم فقط عن الأحمال، ومع هذا يطلق تصريحات غريبة عن حل الأزمة، ففى مرة يقول إن المشكلة ستنتهى فى شهر ديسمبر، ومرة أخرى يقول إننا نحتاج من ٣ إلى ٤ سنوات.
هناك ارتباك.. وعبثية تزيد يوما بعد يوم، وكان الأمر انتهى بالحديث عن الجدول اليومى للأحمال، ويبدو أن الحكومة تركت الأمر فى يد وزير وزير الكهرباء فقط ليتصرف، رغم أن تلك الأزمة تدخل فى صميم عمل الحكومة، وهى الأولى بالرعاية، بل إنها مشروع قومى لا يقل عن مشروع قناة السويس الجديدة، فالكهرباء مرتبطة بكل شرايين الحياة فى البلاد بما فى ذلك المشروع القومى الجديد، مشروع قناة السويس، فمن أين ستأتى الطاقة والكهرباء اللازمان للتشغيل فى أوقات الحفر وما بعدها؟
إى نعم، وزير الكهرباء واحد من المتخصصين الكبار فى الشأن الكهربائى وإنشاء المحططات، لكن يبدو أنه لا يجد حلا فى وضعه الحكومى.
وإى نعم، باتت الناس تعرف أن هناك أزمة وقود لتشغيل المحطات، وكذلك أزمة فى سقوط بعض المحطات من الخدمة نتيجة الإهمال الذى جرى فيها خلال السنوات الماضية، ففقدت الكثير من الكفاءة.
مع الأسف هناك إهمال حكومى، أو قل فشلا فى العبور من الأزمة التى باتت تؤرق الجميع، ويزيد من الأزمة انعدام الشفافية فى التعامل معها.
لا بد من مصارحة الشعب بالأزمة.. وبالحلول.
فهناك أزمة وقود، وبالطبع ستطول، لأننا نعتمد على الاستيراد ومعونات الدول الصديقة.. فإلى متى؟
وماذا عن الربط الكهربائى مع الدول المجاورة، وكما قيل من قبل مع السعودية تحديدا. حيث يمكن استخدام بعض الفائض هناك فى أوقات الذروة، وهو المشروع الذى يجرى الحديث فيه منذ أن كان ماهر أباظة وزيرًا للكهرباء فى تسعينيات القرن الماضى، وتجديد الحديث عنه مرة أخرى.. فأين؟!
وماذا عن إنشاء المحطات الجديدة، هل هناك مشروعات أو رؤية للحكومة فى ذلك، خصوصًا أنه جرى الطرح خلال الفترة الماضية عن إشراك القطاع الخاص فى الإنشاء، وأن هناك بعض الشركات الجاهزة بدراسات الجدوى والتمويل للمشاركة، وقيل أيضا إنه جرت مباحثات مع الحكومة فى هذا الأمر، لكن لم يحدث شىء.. ولم يكن هناك قرار حتى الآن.. فلماذا الصمت؟
وإذا لم يتم التحرك من الآن.. فالأزمة ستتصاعد، وإذا كنا لا نستطيع حل الأزمة الآن فماذا عن المستقبل فى ظل زيادة الاستهلاك والحاجة إلى الطاقة والكهرباء فى المشروعات الكبرى التى يعلن عنها الآن؟
إن حل أزمة الكهرباء من المشروعات الكبرى.. فهل تفهم الحكومة ذلك؟