
تامر، ومنذ بداية ظهوره على الساحة الفنية، يحرص دائما على أن يقترن اسمه باسم عمرو دياب، رغم فارق التاريخ الفنى والموهبة والشهرة، فإن هذا لم يسبب أية مشكلة له، بل على العكس كان يحاول الظهور وكأنه المنافس الجديد للهضبة، ولم يتعلم من التاريخ، الذي سيجد في أوراقه القديمة مطربين أكثر منه موهبة وذكاء لم يستطعوا الصمود أمام عمرو دياب كثيرًا، لذلك قرر عام 2009، بعد أعوام من التصريحات والأخبار والبرامج التي يتحدث فيها عن الهضبة وكأنه منافس، أن يطرح ألبومه الجديد معه.
وفى 28 يونيو من هذا العام طرح تامر ألبومه "هعيش حياتى"، الألبوم الأول له بعد تركه لمنتجه ومكتشفه نصر نحروس، وتعاقده مع شركة "مزيكا"، قبل أن يطرح الهضبة ألبومه "وياه"، يوم 30 من نفس الشهر، وهو الألبوم الذي اضطر الهضبة لطرحه سريعًا قبل موعده بأيام بعد تسرب عدد من أغانى الألبوم، وتوقع الجميع حرب مبيعات وحفلات طاحنة بين الهضبة ونجم الجيل، إلا أن المباراة كانت من جانب واحد فقط.
وكانت النتيجة أن ألبوم عمرو دياب حقق مبيعات تعدت الـ 2 مليون نسخة، بالرغم من تسريب الألبوم، وهى من المرات القليلة التي يحقق فيها ألبوم غنائى هذا الرقم في الشرق الأوسط خلال الألفية الجديدة، وحصل عمرو دياب على ثلاث جوائز Afracia Music Awards، وهى أفضل مطرب، وأفضل أغنية "وياه"، وأفضل فيديو كليب عن نفس الأغنية.. وفى الجانب الآخر لم تتخط مبيعات ألبوم تامر 50 ألف نسخة، ولم يحصل على أي جائزة، ولم يجد أمامه سوى التشكيك في مبيعات ألبوم عمرو دياب، في تصريحات لم تأت على لسانه وإنما على لسان بعض أصدقائه داخل الوسط الفنى.
المواجهة الثانية كان موعدها عام 2011، إلا أنها تأجلت، عندما قرر عمرو دياب دخول مجال التمثيل، ليقرر تامر هو الآخر دخول مجال الدراما من خلال مسلسل "آدم"، بعد سلسلة أفلام سينمائية حققت نجاحًا جيدًا، ليفاجئ الهضبة جمهوره بتأجيل مسلسله الذي لم يبدأ فيه حتى الآن، وقدم تامر مسلسله الأول "آدم" الذي حقق نجاحًا جيدًا.
ثم جاء عام 2014 وكان سيشهد المواجهة الثانية في رمضان الماضى، ولكنها تأجلت أيضًا، وذلك عندما عاد الهضبة للإعلان عن دخوله سباق رمضان الماضى بمسلسل "الشهرة"، ليقرر تامر هو الآخر دخول السباق الدرامى بمسلسل "فرق توقيت"، إلا أن الهضبة تراجع عن تقديم المسلسل، ولأن تامر قرر دخول السباق لمجرد مناطحة عمرو دياب ولم يحضر جيدًا للعمل، فكان مصيره الفشل.
ومنذ أيام قررت شركة "روتانا" طرح ألبومى عمرو دياب وتامر حسنى نهاية شهر أغسطس، ولكن هل ستكون النتيجة مشابهة لنتيجة المواجهة الأولى؟ ففشل مسلسل "فرق توقيت" دليل على أن "نجم الجيل" يعانى من انخفاض شعبيته، إضافة إلى أن آخر ألبومين له لم يحققا النجاح المطلوب، وألبومه الأخير فشل بدرجة لم يتوقعها أحد، على عكس ألبوم عمرو دياب الأخير "الليلة" الذي حقق نجاحًا جيدًا.
استعد كلٌ منهما لهذه المعركة بفريق من الشعراء والملحنين والموزعين.. وبالطبع اعتمد الهضبة على مجموعته المفضلة، فعلى مستوى الكتابة استعان بأغانٍ للراحل مجدى النجار، وشاعره المفضل في الفترة الأخيرة تامر حسين، بالإضافة إلى عبد المنعم طه ومحمد رفاعى، في حين أن تامر حسنى قرر الاستعانة بفريق شعراء قوى وعلى رأسهم الشاعر الكبير بهاء الدين محمد، أمير طعيمة، أحمد على موسى، أحمد الجندى، والسيد على.
وعلى مستوى التلحين فيتعاون الهضبة كالعادة مع عمرو طنطاوى الذي يعتبر أحد أقدم أفراد فريق الهضبة، ومعه خليل مصطفى ومدين، وعلى الجانب الآخر يتعامل تامر حسنى مع مدين ومحمد رحيم.. أما على مستوى التوزيع الموسيقى فالهضبة عاد للتعامل مع أسامة الهندى وعادل حقى لتوزيع أغانى ألبومه بالكامل، وذلك بعدما غابا عنه في ألبومه الأخير "وياه" الذي وزعه موسيقيًا بالكامل حسن الشافعى، في حين أن الأخير يتعاون للمرة الأولى هذا العام مع تامر حسنى، وكذلك الموزع نادر حمدى الذي يتعاون للمرة الأولى مع نجم الجيل، بالإضافة إلى الموزعين كريم عبدالوهاب، خالد عصمت وجلال فهمى.
فهل يشهد أغسطس الحالى بداية الحرب الغنائية الثانية بين الهضبة ونجم الجيل؟، إما أن أحدهما سينسحب في اللحظات الأخيرة؟، هذا ما سيتضح خلال الأيام القادمة.