نشرت مجلة ” نيوستيتسمان” البريطانية مقالا للصحفي صني هاندال، حذر فيه من مغبة تدّخل الغرب عسكريا للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”.. وقال إن القضاء على هذا التنظيم لن يكون إلا بقيادة عربية إسلامية.
واستهل هاندال مقاله بالإشارة إلى تصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة الماضي بأن تنظيم “داعش” الإرهابي هو مشكلة عربية، وأن على القادة الإقليميين التعامل معها؛ “فطبيعة هذه المشكلة لا يمكن للعسكرية الأمريكية حلها.. على أن أمريكا يمكن أن تكون من بين دول عديدة تتعامل مع التهديد الشامل الذي يمثله هذا التنظيم غير أنها لن تتولى القيادة”.
وزعم الصحفي البريطاني أنه على مدار السنة الماضية استطاع تنظيم داعش الاستيلاء على مساحات من الأرض تجاوزت في اتساعها الآن بريطانيا العظمى على حد قوله.. ووصف “داعش” بأنه واحد من أسرع التنظيمات الإرهابية نموا وأكثرها ثراء على الإطلاق بفضل أعمال الابتزاز والتهريب وسرقة الأموال من البنوك والاستيلاء على حقول النفط وبيع منتجاتها في السوق السوداء..وأشار الكاتب كذلك إلى استيلاء التنظيم من الجيش العراقي على ترسانة من الأسلحة العصرية أجبرت القوات الكردية رغم تدريبها الجيد على التراجع أمامها.
ورأى هاندال الذي ينحدر من أصول هندية أن اشتعال أزمة الأقليات في العراق، لا سيما الإيزيديين ألهبت المطالب بضرورة تدّخل أمريكا وبريطانيا لإغاثة تلك الأقليات وتدمير “داعش”.
وحذر الكاتب من أن هذا التدخل سيشكل مجازفة كما سيستتبع ردودا عكسية، ورأى أن أوباما محق تماما في وجهة نظره.. ونفى هاندال أن تكون معارضته للتدخل من قبيل المعارضة لمجرد المعارضة، ونوّه عن سابق دعمه لاجتياح أفغانستان للتخلص من تنظيم طالبان، وعن دعوته بعد ذلك لضرورة التدخل العسكري في سوريا لتفادي وقوع أزمة إنسانية.. ولكن بالنسبة لتنظيم “داعش”، فإن الأمر جدّ مختلف بحسب هاندال.
وأوضح صاحب المقال أن التدخل العسكري الواسع النطاق من جانب أمريكا أو بريطانيا للقضاء على “داعش” هو عملية مقضي عليها بالفشل.
وأرجع الصحفي معارضته للتدخل لسببين، الأول: أن القصف الجوي لن يؤثر كثيرا على الأرض، وربما يودي بحياة الكثيرين من المدنيين.. كما أن خبرة مسلحي “داعش” القتالية التي اكتسبوها من قتالهم للجيش السوري النظامي تنذر بعواقب وخيمة حال قيام أمريكا وبريطانيا بالاجتياح البري في حرب قد تستمر أعواما إن لم تكن عقودا.. وشدد الكاتب على وجوب أن يتم تدمير داعش على أيدي قوات بقيادة إسلامية وإلا فسوف يظل الغرب عُرضة لهجمات إرهابية إلى الأبد”.
وقال الكاتب إن السبب الثاني هو أن تطلعات “داعش” داخلية بعكس القاعدة، حيث “إن تنظيم “داعش” يسعى لتوطيد حكم داخل منطقة الشرق الأوسط، قبل النظر في مسألة تحدي القوة الأمريكية”.