ما يحدث فى ما يسمونه الحافز الرياضى لطلاب الثانوية هو فضيحة كبرى بكل المقاييس للحكومة الحالية ووزرائها الثلاثة للشباب والتربية والتعليم والتعليم العالى..
فإلى متى يستمر الفساد فى التعليم؟
لقد مرت امتحانات الثانوية هذا العام رغم فضيحتها من تسريب الامتحانات.. ولم يحدث أى شىء.
لم يُساءل الوزير عما حدث فى ثانوية الغش والتسريب!
ولم يساءل مسؤول الامتحانات عن تلك الثانوية «المغشوشة» والفاسدة.
ولكن يبدو أنهم يريدونها أكثر فسادًا.
فجرى استغلال لائحة صدرت منذ عام ١٩٩٧ لتشجيع الطلاب المتفوقين رياضيا أسوأ استغلال لصالح بعض أصحاب النفوذ لمنح أبنائهم درجات إضافية بالتحايل ليحصلوا على مجموع أكبر لدخول كليات القمة.. ومنح طلاب لم يمارسوا رياضات درجات كأنهم أبطال أوليمبيون وحصلوا على شهادات رسمية بذلك.. وتواطأت الوزارات الثلاث فى ذلك.
لقد نشرت «التحرير» فى عددها أمس تحقيقا موثقا بالأسماء وأرقام جلوس الطلاب، مما يؤكد الفساد فى التعليم.. والفساد فى الوزارات.
ومع هذا لم يحدث شىء..
لم يستدعِ رئىس الوزراء أيًّا من وزرائه الثلاثة لسؤالهم أو مساءلتهم..
ولو حدث ذلك فى أى دولة محترمة لكانت الوزارة نفسها قد استقالت أو أقيلت.
فهل يعقل أن وزارة تقوم على تربية النشء بالتزوير؟
وهل يعقل أن وزارة تقوم على رعاية النشء تزوِّر؟
وهل يعقل أن وزارة تقوم بتعليم النشء بالطرمخة على التزوير؟
إن ما جرى فى فضيحة الحافز الرياضى لتعديل نتائج بعض أبناء أصحاب النفوذ من الضباط جريمة مكتملة.. ولا يمكن السكوت عنها.
فكفى فسادًا فى العملية التعليمية.
وكفى فسادًا فى تربية النشء..
ألم يكفِهم أنهم أهدروا قيمًا تعليميًا ولم يقدموا شيئًا حتى الآن.
نحن فى مرحلة بناء الدولة.. ولكن مثل هذه السياسات تسهم فى الهدم لا البناء.
ولا يمكن أبدًا أن يكون هناك بناء فى ظل سياسات المجاملة والطرمخة والفساد فى مثل تلك المجالات، خصوصا فى التعليم.
وكفى ما حدث فى التعليم خلال سنوات الحكم السابق.
وكفى ما حدث فى التعليم الخاص الذى يسعى كله إلى الربح برعاية حكومية.. وتحول إلى تجارة كبرى مكسبها أكثر من المخدرات.
وكفى الإهمال الحادث فى المؤسسات التعليمية الحكومية.
لقد كان من المتوقع أن يقدم وزير التربية والتعليم سياسة جديدة للتعليم فى مرحلة بناء الدولة.. ولكن يبدو أنه ما زال يعمل بالطريقة القديمة من مجاملة النظام أو ما يعتقد أنهم يمثلون النظام على حساب التعليم.
فلم يقدم وزير التربية والتعليم أى رؤية لتطوير المناهج والعملية التعليمية.. واسألوا أى حد فى مصر عن تخلف التعليم فى المدارس الحكومية.. والذى سيؤدى إلى صناعة بلطجية!!
وكان من المتوقع أن يقدم وزير الشباب خطة لرعاية الشباب فى تلك المرحلة تقوم على الانتماء للوطن والمشاركة الإيجابية فى بناء الدولة.. لكن يبدو أن هناك معايير أخرى لدى الوزير.
وكان من المتوقع أن يقدم وزير التعليم العالى رؤية لنقلة نوعية فى الجامعات والمدارس.. ولكن يبدو أن له غرضًا آخر.
لقد جرى الاتفاق على فضيحة الحافز الرياضى.
فماذا سيفعل السيد رئيس الوزراء؟