لكى لا ننسى، وبمناسبة اقتراب موعد الذكرى السنوية الأولى لفض بؤرة العفن والعنف والإجرام التى نصبتها عصابة إخوان الشياطين وتوابعها الإرهابية فى إشارة مرور رابعة العدوية، أعدت أمس نشر مقال «المجاذيب» الذى سبق أن كتبته هنا فى تلك الأيام السوداء، والآن أتركك لسطور مقالٍ ثانٍ كان عنوانه القديم «سلطانية رابعة وسلطانها»:
■ التصرف العاقل الوحيد الذى أقدم عليه قطيع من «مجاذيب رابعة» هو محاولتهم اقتحام مستشفى الأمراض العقلية فى العباسية.. صحيح أن فعلتهم ارتدت ملامح البلطجة والإجرام بسبب أن الطبع يغلب التطبع عادة، لكن ذلك لا يجب أن يلهينا عن رؤية الإشارة الإيجابية جدًّا فى هذه الحادثة، وهى أن قطاعًا من هؤلاء المجاذيب الغلابة المساكين فى عقولهم ما زال عنده بقية من حس وإدراك قابعين فى العمق تحت تلال الجهالة والجنان الرسمى، هذا الإدراك الواهن ربما جعل البعض يشعر، ولو بطريقة مبهمة وغريزية، أنه يحتاج إلى الرعاية وتلقِّى العلاج المناسب فى مستشفى العباسية.
أنا شخصيًّا أدين وأستنكر بشدة إجلاء هؤلاء المجاذيب من محيط المستشفى وإخراجهم عنوة من حديقتها (بعد أن قضوا فيها حاجتهم) فقد كان الواجب الإنسانى والوطنى يفرض مسايستهم وتشجيعهم على المضى قدمًا نحو عنبر حالات العطب العقلى الخطرة جدًّا!!
■ والحق لست أعرف إن كان الأخ الدكتور عبده البلتاجى (نسيت اسمه الأول) شارك فى عملية اقتحام مستشفى العباسية أم ظل مختبئًا فى كهف منصة «رابعة تالت»، غير أننى أكاد أجزم أن فشل العملية وطرد المساكين المرضى الذين يقودهم حضرته إلى التهلكة ويعمل عليهم ماريشالا، كان سببًا رئيسيًّا فى تفاقم حالة الرجل لدرجة أنه فى المساء توّج رأسه بـ«كسارولة» ولوّح فى الهواء بـ«كابشة» الماريشالية وهو يعلن نفسه سلطانًا على إشارة مرور «رابعة» العظمى، وقد تمادى فى الخبل والجنان وأصدر فورًا مرسومًا سلطانيًّا يقضى بتكليف الأخ صفوت حجازى «أبو خاتم» ومسدس يتدلّى طول الوقت على يسار مؤخرته، أن يؤلّف ويترأس حكومة مملكة «الإشارة» الزاهرة، تاركًا له حرية الإبقاء على المسدس فى مكانه أو زحزحته قليلًا نحو منتصف منطقة المؤخرة، وكذلك منح جناب الرئيس السلطان عامله المخلص و«صفوته» الأمين حرية مطلقة فى أن يبقى الخاتم العتيد يزين إصبعه الأوسط أو ينقله إلى صباعه الخنصر، براحته تمامًا!!
■ إعلان اعتلاء بلتاجى الست «جماعة الشر» السرية عرش «إشارة رابعة» مؤقتًا لملء الفراغ العاطفى الذى كابدته الست من بعد قيام الشعب المصرى بكنس وكسر «ذراعها الرئاسية»، سوف يؤدِّى حتمًا إلى تغييرات مرورية عميقة وتحولات مناخية دراماتيكية فظيعة على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية مجتمعة.. يعنى محليًّا مثلًا، لم يعد سهلًا ولا ممكنًا إتمام صفقات بيع مناديل «الكلينكس» فى الإشارات من دون الحصول على ترخيص وإذن مسبق من حكومة الأخ صفوت أبو خاتم ومسدس، كما سيتعيّن على بائعى المناديل وزبائنهم توثيق عقود البيع فى أحد المراحيض القذرة التى أقامها «المجاذيب الربعاويون» فى عرض الشارع.
أما على الصعيد الإقليمى فإن تولِّى البلتاجى المذكور أعلاه مهامه وسلطاته السلطانية رسميًّا سوف يوفِّر ذريعة قانونية ودستورية ومهلبية للأخ أردوغان التركى لكى يتبادل التمثيل الدبلوماسى الساخن مع الست «جماعة الشر» علنًا فى إشارة «رابعة»، كما أن «رابعة» نفسها وجماعتها الفاشية الشريرة، ستكونان فى «وضع» مريح يسمح لهما بممارسة التمثيل الدبلوماسى الساخن عينه (وعلنًا برضه) أمام الرايح والجاى على إشارة ميدان «تقسيم» فى إسطنبول.
يبقى التأثير الدولى لتتويج البلتاجى وإعلانه سلطانًا على سلطانية «رابعة» وجوارها.. وأظنه تأثيرًا من نوع زلزالى واسع المدى وينطوى على «قوة قتل ثلاثية» على الأقل، لأن إشارات المرور الضوئية فى العالم كله مزودة بثلاثة مصابيح ملوّنة، أخضر وأصفر وأحمر من كده مافيش.. بيتهيّألى!!