
وأكد مجاهد أن القضية المحورية التى كان يهتم بها صلاح عبد الصبور فى أعماله هى علاقة المثقف بالسلطة ودور المثقف فى التنوير ، ولم يكن صلاح عبد الصبور يعفى المثقف من مسئوليته ولم يكن يعفى الشعب من ضعفه واستكانته. وكان دائم البحث عن المثقف الذى لديه الفكر والقدرة على الحكم من خلال المشاركة. وصلاح عبد الصبور مثلما كان شاعرا كبيرا كان مسرحيا كبيرا ويدرك تماما كافة العناصر ويدرك جيدا كيف يحول الشعر إلى نص مسرحى.
وعن انحسار المسرح الشعرى تحدث محمد ابو العلا السلامونى قائلا: اذا نظرنا إلى المسرح سنجده الشعر ذاته، والشعر ينطوى على الغموض وعدم الفهم بينما المسرح يحتاج إلى الشعر ومن هنا اتسعت الهوة بين الشعر الحديث والمسرح.. والحل لهذه الهوة ان نأخذ من الشعر عناصره الرئيسية وهى الخيال والنظم وهذا ما أخذناه من الشعر الحديث فى المسرح.. وصلاح عبد الصبور يقول ان اى مسرح سنجد فيه شعرا حتى لو نثرى.
وقال السلامونى انحسار المسرح الشعرى هو خرافة وهذه المقولة غير موجودة.. ولكن أرى ان الجيل الحالى هو جيل مظلوم ولا يأخذ حقه من الكتابة وكاتب المسرح الحقيقى هو شاعر بالضرورة مثلما كان كتاب المسرح القدامى هم شعراء بالضرورة لكن الآن يكتبون بالصورة الحديثة.
وقد اختلف د.أحمد مجاهد فى الرأى مع السلامونى وعقب قائلا: يجب التفرقة بين الشاعرية والشعرية التى تجعل الأدب أدبا وهذا ليس شعرا. وعن الغموض فالنصوص متعددة المعنى والدلالة والنقد الحديث الآن يقف فى منطقة وسطى بين النص وثقافة المتلقى بحيث لا يصل كل قارئ إلى نفس المعنى.
وعن مسرح صلاح عبد الصبور قال مجاهد: "كان صلاح عبد الصبور يحمل على عاتقه قضية التنوير وعلاقة المثقف بالسلطة"، مدللا على ذلك بمسرحيات صلاح عبد الصبور، وقال : فى مأساة الحلاج كانت مشكلته الرئيسية انه يريد أن يكون مثقفا تنويريا ويساعد المجتمع فى ذلك.. والخطأ التراجيدى الذى ارتكبه الحلاج من وجهة نظرى انه لم ينتقل إلى حيز الفعل.
وأكد د. مجاهد على أن القضية المحورية التى كان يهتم بها صلاح عبد الصبور فى أعماله هى علاقة المثقف بالسلطة ودور المثقف فى التنوير، وصلاح عبد الصبور مثلما كان شاعرا كبيرا كان مسرحيا كبيرا ويدرك تماما كافة العناصر ويدرك جيدا كيف يحول الشعر إلى نص مسرحى.