فئة من الغاضبين، لا يعجبها العجب، ولا الصيام فى رجب. تلك الفئة تهاجم كل شىء وأى شىء، المهم أن تهاجم والسلام. وتلك الفئة تتحدّث طوال الوقت عن مصر، وسمعة مصر، ومستقبل مصر، فتجد أنهم لا يحبون مصر. إنهم وبكل بساطة لا يهتمون إطلاقا بأمر مصر، إنهم فقط يهاجمون أشخاصا يكرهونهم، ويكرهون كل ما يفعلونه، حتى ولو كان فى صالح مصر ومستقبل مصر، لأنهم كارهون حاقدون مغلولون، حتى لو سقطوا هم أنفسهم فى حفرة، ومد لهم من يكرهونه يده لانتشالهم، فهم يخرجون أولًا، ثم يهتفون بأنه لم يكن أمامهم سوى هذا، وأن خروجهم كان خطة، وضعها شخص آخر، ولن تجد منهم إيجابية، ولو مرة واحدة، فى عمرهم كله.. لن تجد منهم، حتى لو تحقّق ما أرادوه، سوى الغضب والشراسة. ولست أدرى لماذا قادنى هذا، فى انسيابية عجيبة، إلى بند هزلى، من بنود مبادرة جديدة، يطرحها أنصار المخلوع الإخوانى. بند يقول بضرورة حفظ ماء وجه المخلوع، والاعتراف بشرعيته، مع الإبقاء على الوضع الحالى!
إذا كنتم قد انقلبتم على ظهوركم من الضحك فاعتدلوا، الاعتراف بشرعيته لعدم إراقة ماء وجهه! بند جعلنى أندم على أننى وصفتهم إبان فترة ظلام حكم المخلوع إياه بأنهم لا يصلحون لأكثر من اتحاد طلاب ثانوى.. الواقع أنهم بهذا البند أثبتوا أنهم بالكتير يصلحون بالكاد لتنظيم صفوف حضانة.
لو أشار مسؤول واحد مجرد إشارة إلى الشرعية، لانتفضوا جميعا شاعرين بالنصر، ولخرجوا يهتفون بعودة صاحب الشرعية التى تم الاعتراف بها، حتى لو أقسموا بأغلظ الأيمان أنهم لن يفعلوا، وحتى لو وقّعوا ألف مليون وثيقة وتعهُّد.. فمنذ متى حفظوا عهدًا أو احترموا معاهدة؟! لقد عهدناهم فصيلًا منشقًّا عن كل مكارم الأخلاق، يكذبون ويغشون ويخدعون وينقضون العهود ويقلبون المواثيق، ويرتكبون كل ما نهى الله ورسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه، وباسم دين الله الرحمن الرحيم.. يكفى أنهم، بعد كل ما أظهروه من سوء النيات، يريدون منا أن نفترض فيهم حسن النية (حوش الريالة اللى بتخر حوش!).
أيها السادة، يا من تكرهون مصر، وشعب مصر، وشرطة مصر، وجيش مصر.. اكرهوا ما شئتم، وكما يحلو لكم، وليأكلكم غلكم، ويلتهمكم غضبكم، وتنهش أنيابها فيكم كراهيتكم.. ولكن مصر ستبقى، وأنتم ستذهبون.. والله سبحانه وتعالى المنتقم الجبار لن يساعدكم، لأنكم ترضون الشيطان بأفعال شيطانية، وتحاولون إلباسها ثوب الدين، والعزيز الحكيم عزّ وجلّ سيحمى دينه الحق، الذى صرتم أسوأ مثال له، وسيطهره المعز المذل منكم ومن أمثالكم.. وسيريق ذو الجلال والإكرام ماء وجوهكم جميعا، وليس ماء وجه المخلوع وحده.. سيخزيكم الحَكَم العدل فى الدنيا؛ لأنكم لم تتبعوا أوامره بالدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة.. الزمن بينى وبينكم.. وسترون أن مصر ستبقى فوق جثثكم.. غصب عنكم.