
ويستعرض الكتاب في 26 فصلا و774 صفحة دور اجهزة الاستخبارات في جمع المعلومات ، وكيف تقوم بدور بالغ الأهمية في السلم والحرب على حد سواء.
ففى وقت السلم تؤدى دورها من خلال التعرف على ظروف الدول المجاورة وأحوالها ومواقفها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعسكرية بهدف الوقوف على مدى استعدادها للحرب أو شن العدوان، بالاضافة الى العديد من المكاسب الأخرى والتى يتمثل أهمها في المنافع الاقتصادية.
أما في زمن الحرب فهى تقوم بدور بالغ الخطورة؛ حيث تلعب دورًا مهما في تحقيق النصر سواء من خلال الحصول على معلومات دقيقة عن تسليح العدو وخططه العسكرية ومواقعه وشبكة اتصاله،أو القيام بخداعه من خلال دس معلومات وهمية تهدف الى تضليله من أجل تحقيق أهداف معينة، حيث تعمل أجهزة الاستخبارات دائما على مستويين: هما المستوى الداخلى والمستوى الخارجى، بمعنى تأمين الجبهة الداخلية وحمايتها من العملاء والمخربين ، والعمل على المستوى الدولى ضد الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة .
كما يقدم الكتاب تاريخًا وافيًا ومفصلا لأجهزة الاستخبارات البريطانية على مر العصور من حيث نشأتها وتطورها فى المراحل المختلفة سواء في السلم أو الحرب.
ومن أبرز هذه المراحل دورها في التعامل مع المشكلة الايرلندية وعمليات الجيش الجمهورى الايرلندى، بالاضافة الى دورها في الحربين العالميتين الاولى والثانية ودورها الحاسم في انتصار الحلفاء على قوات المحور.
كما يتطرق الكتاب الى دور الاستخبارات في جمع المعلومات الاقتصادية في فترة ما بعد انتهاء الحرب الباردة لما لها من اهمية قصوى في حسم المنافسة المستعرة بين الشركات العالمية لاقتناص الصفقات الكبرى ،وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة التى تعصف بالعالم.
ويوضح الكتاب أيضًا، ما يسمى بالمنظور الأخلاقى للتجسس وكيفية تطوره على مدار التاريخ؛حيث كان ينظر إليه في البداية باعتباره عملًا شائنًا يثير الاشمئزاز ويتناقض مع الأخلاق والمثل العليا ويجب ألا يقوم به الرجال المهذبون ، مما اعاق في كثير من الاحيان عملية الحصول على متطوعين أو تجنيد عملاء جدد، باعتبار أن التجسس مهنة مقيتة، ولكن مع زيادة الوعي بأهمية تلك المعلومات وأثرها الحاسم في تحقيق الانتصار تغيرت الرؤية العامة لهذه المهنة وأصبحت اكثر تفهما.