صوَّر نفسه «سيلفى» مع الجمهور.. وأهدى عشاقه قبعته البيضاء
فوجئ بعدد الحاضرين وحفظهم لأغنياته.. وعبر عن حبه للمصريين بـ«شكرًا»
رفض تدخل الأمن لمنع معجبيه وصافحهم بنفسه
عشاق النجم الإسبانى إنريكى إجلاسيوس، كانوا على موعد مع حفل نجمهم المحبوب، مساء «السبت» الماضى، بجولف بورتو مارينا بالساحل الشمالى، ويعد هذا الحفل هو الثانى لإنريكى فى مصر، إذ أحيا حفله الأول منذ عدة سنوات.
رغم محاولات البعض إفساد الحفل، وجَّه إنريكى رسالة إلى العالم فى أثناء الحفل مفادها أن مصر بلد الأمن والأمان، وأن الحياة تعود إلى مصر مجددًا، موضحًا أنه لا يصنّف مصر باعتبارها دولة إرهابية أو غير آمنة، وربما هذا ما حاول البعض أن يثنيه عنه بالاعتداء عليه منذ أسبوع تقريبًا فى منطقة العلمين، كى يعيد حساباته ويرفض إقامة الحفل، الأمر الذى سيكون بمثابة ضربة قوية أمام العالم ويلحق نقطة سوداء جديدة تؤثِّر على مجال السياحة.
الترقُّب والخوف من عدم حضور إنريكى وسط هذه الظروف كان عنصرًا من عناصر التشويق التى زادت الحفل جمالًا، وكان من المقرر عقد مؤتمر صحفى له، إلا أن تأخُّر طائرة إنريكى الخاصة تسبب فى إلغاء المؤتمر، وبعد تأجيل المؤتمر الصحفى إلى الرابعة من مساء «السبت» الماضى تم إلغاؤه مرة أخرى وسط غضب كبير من كل الإعلاميين ممن حضروا من القاهرة خصيصًا بدعوة من منظّم الحفل.
إنريكى استقبله منظمو الحفل الذى يشرف عليه رجل الأعمال منصور عامر، ضمن خطة تنشيط السياحة المصرية، كما نظَّم الحفل منظم الحفلات الشهير وليد منصور.
وتردَّد أن إنريكى لا يعرف أن هناك مؤتمرًا صحفيًّا ينتظره، بل اتفق على الحفل فقط، والتزم باتفاقه، لذا رفض عقد المؤتمر الذى أُخطر به لاحقًا، لأنه لا يقبل بنظرية الأمر الواقع وفقًا لتصريحات مدير أعماله، بينما ردَّدت الجهة المنظمة للحفل أن إنريكى تأخَّر فى نومه وهذا ما أدى إلى تأجيل المؤتمر رغم أن بند عقد المؤتمر مدرج فى شروط عقد الحفل.
الحفل بدأ وسط أجواء حماسية وصراخ من قبل عشاق إنريكى، وقبل ظهوره على المسرح قدَّم الحفل الممثل محمد كريم، وأعقبته فقرة للدى جى العالمى «ديفيد فانديتا»، ثم ظهر إنريكى بملابس «كاجوال» بسيطة، واشتعل الحفل بالهتاف والسعادة التى أضفاها إنريكى منذ أول لحظة بأغنياته الشهيرة التى ردّدها الجمهور، مثل: Bailamos، وI.Like It، وHero، وHeart Attack.
وتميّز إنريكى بخفة الظل وروحه الجميلة والتواضع اللافت مع الجمهور، حيث عانق الجمهور على المسرح وشاركهم فى تأدية أغانيه، ورغم الحراسة المشددة رفض أن يتدخَّل الأمن لإنزال الجمهور من على خشبة المسرح، بالعكس احتضنهم وقام بنفسه بالإمساك بيد أحد الشباب الذى صعد وأنزله من المسرح برفق، مصحوبًا بابتسامة كبيرة جعلت الحاضرين يصفقون ويصرخون «إنريكى بنحبك»، فرد عليهم بمنتهى الحب والود وبنظرات سعيدة «شكرًا.. شكرًا».
كما قام إنريكى بتصوير نفسه بطريقة «سيلفى» مع الجمهور، وصافح الجمهور فى أجواء مفعمة بالحب والصفاء النفسى، كذا منحهم قبعته البيضاء، وقام بتقبيل المسرح أكثر من مرة، فى لفتة واضحة لمدى امتنانه لله على كل هذا الحب، ثم اختتم الحفل بالتلويح مرارًا وتكرارًا بعلامة النصر لكل المصريين والحاضرين، فى لفتة منه تحمل كثيرًا من المعانى التى تحث المصريين على الأمل والانتصار.
فيرناندو جياكاردى مدير أعمال إنريكى، أكد لـ«الدستور الأصلي» أن إنريكى رحَّب بإقامته الحفل، وتمنَّى أن يكون عند حسن ظن الجمهور، موضحًا أن إنريكى ينوى تكرار هذا الحدث بعد تفاعل الجمهور معه بهذه الطريقة، وأنه سعيد بزيارته لمصر.
الحفل يعتبر الثانى لإنريكى فى مصر خلال مشواره الفنى، إذ يعتبر إنريكى من أشهر مغنيى العالم الذين قدموا حفلات غنائية بمصر، وفى 2004 قدَّم حفلته الأولى بمدينة 6 أكتوبر، التى حضرها ما يقرب من 25 ألف شخص، وكان هذا الحفل أيضًا ضمن جولته الغنائية حول العالم فى تلك الفترة، والتى كانت مخصصة لألبومه الرابع الذى أطلقه فى سبتمبر 2012، وكانت جميع أغانيه باللغة الإسبانية.
إنريكى ذكر أنه سعيد جدًّا ومتحمس لإطلاق ألبومه الجديد فى مصر، لأنها المكان الأمثل لجعل لغة الموسيقى العالمية توحّد الناس من أجل السلام والازدهار، ودفعهم لتقاسم فرحة هذه اللحظات مع بعضهم من خلال الموسيقى، كذا تمنّى أن تعيد أغنياته للبعض ذكريات جميلة من زيارته السابقة وتخلق ذكريات أفضل لديهم.
المطرب إنريكى إجلاسيوس الذى ولد بمدينة مريد فى 1975، يعتبر الابن الثالث لخوليو إجلاسيوس المغنى الإسبانى الغنى عن التعريف، وله خمسة إخوة آخرون من زوجة أبيه الثانية، إذ كان يعيش مع والدته فى طفولته وانتقل للعيش مع والده فى 1986، وقامت بتربيته والعناية به مربية المنزل، وذلك لانشغال والده عنه بسبب العمل، حيث عامل إنريكى هذه المربية كوالدته، وعندما بدأ مشواره الغنائى بظهوره فى المسرحية الغنائية «Hello Dolly»، وبعدها بفترة وهو فى العشرين من العمر، أطلق ألبومه الغنائى الأول فى 1995، والذى حمل اسمه واحتوى على 10 أغانٍ، أهدى إنريكى هذا الألبوم الناجح إلى مربيته التى أسهمت بشكل كبير فى تربيته بعد انتقاله للعيش مع والده.
وبعد أن بدأ مشواره الفنى فى الازدهار، ركَّز إنريكى على النجاح بشكل أكبر كمغنٍّ، لذلك لم تظهر له أى اهتمامات سياسية صريحة سواء فى بلده الأم إسبانيا أو داخل أمريكا التى يعيش فيها جزءًا كبيرًا من العام، وركَّز مع فنانين آخرين على بعض الأعمال الخيرية فى أنحاء مختلفة من العالم، كمشاركته فى جمع تبرعات لصالح هاييتى التى تضررت كثيرًا بسبب زلزال مدمر ضربها فى 2010، إذ شارك إنريكيه فى إنتاج ألبوم غنائى مشترك بين عدة فنانين تم إطلاقه للبيع على الإنترنت لصالح ضحايا الزلزال، كما أنه فى 2013 حثّ تابعيه ومحبيه على وسائل التواصل الاجتماعى للتبرع لصالح ضحايا إعصار هايين المدمر الذى أصاب الفلبين بعد شهر واحد فقط من تعرضها لزلزال كبير دمر منازل ومبانى عديدة وترك 350 ألف شخص بلا مأوى، حيث كان هذا الأمر محزنًا بشدة لإنريكيه لأن أمه فلبينية الأصل، وكان يعتبر الفلبين بمثابة بلده الثانى.
ومن المرات القلائل فى حياة إنريكى التى أثبتت أن له اهتمامات بعالم السياسة، كانت إحياءه فى عام 2000 حفلًا خاصًّا بالحزب الديمقراطى بأمريكا، مما دفع كثيرين للتساؤل حول توجهاته السياسية التى لم يرغب فى الإفصاح عنها، وبعدها بفترة بسيطة أبدى فى وسائل الإعلام إعجابه بالمرشّح الرئاسى آل جور من نفس الحزب، وذلك بعد مشاهدته الفيلم الوثائقى «An Inconvenient Truth» (حقيقة مؤلمة» الذى أطلقه آل جور خلال حملته الانتخابية الرئاسية، ليوضح للناس مخاطر تلوث البيئة وأزمة الاحتباس الحرارى، وكيفية التعامل معها، حيث كان هذا الفيلم سببًا فى أن يتواصل إنريكى مع آل جور لدعم هذا الأمر، وذلك على الرغم من تأكيده أنه لم يكن معجبًا بشخصيته من قبل، إذ أظهر ذلك الأمر اهتمامًا غير معلن من جانب إنريكى بعالم السياسة، كما أنه من الفنانين الذين لم يخلطوا بين عملهم وبين الصراعات المختلفة التى تدور داخل هذا العالم السياسى، واعتبر فنه رسالة يستطيع من خلالها بث السلام والأمل للناس جميعًا فى أى مكان بالعالم، لذلك لم يلتفت إنريكى لطلبات كثيرين من محبيه بعدم السفر للغناء داخل إسرائيل، بسبب تعديات جيشهم على الفلسطينيين، وانتقل إلى تل أبيب لإحياء حفل خاص لملياردير إسرائيلى فى 2006، وقدَّم حفلًا غنائيًّا آخر فى 2011 لأكثر من 10 آلاف شخص حضروا لرؤيته فى تل أبيب.