يبدو أن الحكومة ما زالت غائبة عن القضايا الرئيسية والملفات المهمة فى المجتمع وإعادة بناء الدولة الحديثة.
.. فكلنا نعرف أننا فى مرحلة مهمة جدا ونحتاج إلى كل الجهود. نحتاج إلى خطة للخروج من الأزمة.. نحتاج إلى خيال جديد فى التعامل مع القضايا والملفات.. لكن الحكومة لم تقدم أى شىء فى أىٍّ من القضايا الكبرى حتى الآن.. اللهم إلا العمل يوما بيوم كالموظفين!!
.. فلا حل لمشكلة الكهرباء مثلا حتى الآن.
.. ولا حل لمشكلة الباعة الجائلين.
.. ولا حل لمشكلات المخالفات فى البناء على الأراضى الزراعية.. والعشوائيات التى أصبحت تطارد كل مدن مصر.. ولا حل ولا رؤية للواقع الاقتصادى المنهار .. ولا حل ولا بحث عن موارد للدولة.. بل فقط الاكتفاء بالاعتماد على رفع الدعم عن الفقراء.
.. كأننا نعود مرة أخرى إلى دولة الأغنياء.
.. فما زال الأمن غائبًا.
.. وما زالت العشوائية مسيطرة.
.. وانسَ الدستور ومواده والديمقراطية.. وبناء الدولة المدنية الحديثة.. فليس هناك ذكر لأى مسؤول عن ذلك.. كأن الحكومة ليست لها علاقة بهذا الأمر.
.. ويبدو أن الرئيس أيضا لا يعتمد على الحكومة فى عدد من المشروعات الكبرى، حتى إن الرئيس أعلن عن أهم مشروع فى غياب رئيس الحكومة.. كما أسند معظم تلك المشروعات إلى القوات المسلحة.
.. ولعل صدق ما أقوله هو البيان أو الخبر الذى ربما تقرؤه اليوم فى كل الصحف عن نشاط رئيس الحكومة، وهو كالتالى:
«بعد رحلة استغرقت نحو أسبوع فى الولايات المتحدة الأمريكية لحضور القمة الأمريكية - الإفريقية، وعقب وصوله مباشرة أجرى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، عددا من الاتصالات مع الوزراء والمعنيين لمتابعة الملفات المهمة، والاطمئنان على الخدمات المقدمة للمواطنين. قام محلب بالاتصال باللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، للاطمئنان على الوضع الأمنى، مشددا على ضرورة مواجهة الأعمال الإرهابية بكل حسم، وتطبيق القانون على الجميع. وأكد رئيس مجلس الوزراء أن الدولة باقية، والممارسات الإرهابية إلى زوال، ولن يُفلح أى عمل إرهابى جبان فى إيقاف مسيرة المصريين نحو استكمال خارطة الطريق، وتحقيق الاستقرار، والتنمية، ومستقبل أفضل للأجيال القادمة. واطمأن رئيس مجلس الوزراء، فى اتصال هاتفى، مع السفير سامح شكرى وزير الخارجية، على جهود نقل المصريين العالقين على الحدود الليبية - التونسية، مشيرا إلى أن هناك توجيهات بتقديم الرعاية الكاملة لأبنائنا العائدين إلى الوطن. وأجرى المهندس إبراهيم محلب اتصالا مع الدكتور محمد شاكر المرقبى، وزير الكهرباء، للاطمئنان على أعمال الصيانة التى تجرى حاليا للشبكات، وجهود توفير الخدمة للمواطنين، فى ظل هذه الظروف التى تم شرحها للمواطنين، مشددا على ضرورة أن تكون هناك عدالة بين المواطنين عند الاضطرار إلى قطع التيار الكهربائى عن بعض الأماكن لتخفيف الأحمال، كما شدد رئيس مجلس الوزراء أيضا على ضرورة محاسبة أى موظف يُخطئ أو يُقصر فى عمله، فلا مجال للأخطاء أو التقصير فى الخدمات المقدمة للمواطنين، فقد صبروا وتحملوا كثيرا، وما زالوا يتحملون من أجل إعادة بناء وطنهم. كما أجرى رئيس مجلس الوزراء اتصالا مع الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، للاطمئنان على موقف خدمات مياه الشرب والصرف الصحى، مؤكدا ضرورة أن تكون هناك متابعة مستمرة للبرامج الزمنية لتنفيذ المشروعات المختلفة، وأى تقاعس أو تأخير يتم سحب الأعمال على الفور من شركة المقاولات المنفذة. وفى اتصاله بالدكتور خالد حنفى، وزير التموين، طالب المهندس إبراهيم محلب بأن تكون هناك متابعة ومرور مستمر من مفتشى التموين، للتأكد من صرف السلع التموينية لمستحقيها، خصوصا أن هناك شكاوى من أهالينا فى قرى مصر، من التلاعب بالحصص التموينية، أو صرفها للمواطن بأسعار عالية غير المعتمدة، مطالبا بأن تكون هناك عقوبات مشددة لمن يثبت تورطه فى ذلك.
وأجرى رئيس مجلس الوزراء اتصالا هاتفيا بالفريق مهاب مميش، رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس، هنأه خلاله ببدء أعمال حفر القناة الثانية، مشيرا إلى أن جميع إمكانات الدولة ستكون مُسخَّرة لتنفيذ المشروع فى المواعيد المحددة، كما أن هناك دعما غير محدود من جموع المصريين لمشروع تنمية محور قناة السويس بوجه عام، فهو مشروع مصر القومى فى هذه المرحلة، كما أبدى المصريون فى الولايات المتحدة الأمريكية دعمهم الكامل للمشروع».
انتهى بيان رئاسة الحكومة..
.. فأين الرؤية؟! وأين الخطة؟!
.. لا شىء.. فالحكومة ما زالت غائبة.