
ويتناول الكتاب أحداث مذابح العثمانيين ضد الأرمن في المدينة التركية أضنة سنة 1909 ، ومردودها في مصر.، وتكمن أهمية الدراسة في أن المدة منذ يولية 1908 وحتي أبريل 1909 تعد نموذجا مثاليا لاختبار فترات التحول وسماتها وآلياتها وآثارها.
وشهدت هذه الفترة عملية التحول من إمبراطورية أممية إلي دولة قومية ، ومن سيادة التنوع العرقي إلي سيطرة العرق الأوحد. كما شهدت جدليات العلاقة بين الشريعة والدستور التي كانت بمثابة أبرز القضايا التي حركت " مسألة أضنة" وحددت مساراتها.
وتعكس الدراسة موقع مصر المحوري آنذاك في صياغة الرأي العام ليس علي امتداد الفضاء العثماني فقط، ولكن علي سائر الامتدادات الإسلامية والعربية خارج النطاق العثماني, والأكثر، خرجت من مصر " أجرأ" ردود فعل " مسألة أضنة" إنسانيا ودينيا وفكريا.
واعتمدت الدراسة علي جملة مصادر متنوعة ومتباينة أثرت معالجتها من كافة الوجوه. وفي هذا الخصوص ، برزت بشدة أسرة الصحافة المصرية التي عكست بوضوح شبكة الاتجاهات والتوجهات في مصر إزاء" مسألة أضنة". كما أنها تمثل منجما معلوماتيا بكرا وخصبا؛إذ أسهمت في صياغة الدراسة مبني ومعني ومغزي.
وفي ذات السياق، ثمة شهود عيان مصريين وأتراك وأجانب أدلوا بشهادات جد مفيدة لسد ثغرات الدراسة. زد أيضا ، ثمة وثائق حكومية وبيانات رسمية ونشرات تبشيرية في مجري تحليل المواقف الرسمية.