ايجى ميديا

الخميس , 16 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: عندما كانت «عالميتنا» من تحت

-  
جمال فهمي

ذكَّرتنى المرافعة البهلوانية الفنشكونية الطويلة جدا (تشبه يوم الجوع) التى ألقاها محامى الأستاذ حسنى مبارك فى المحكمة التى تحاكم هذا الأخير منذ ثلاث سنوات على تهم مشينة هى أقل وأهون جرائم نظامه ضد هذا الوطن وشعبه، بسطور كنت كتبتها ونشرتها منذ نحو خمس سنوات، أى فى عز أيام عصره الأسود الذى نجاهد حاليا جهاد الأبطال لرفع سخائمه الثقيلة المتراكة من فوق صدورنا.. هذه السطور القديمة استدعيتها من ملف الذاكرة وقررت أن تكون تعليقى الوحيد على مرافعة الأخ المحامى إياه لا سيما أنها كانت بمناسبة خبر من تلك الأخبار الخرافية المشهورة أيامها عن فائض الحكمة (هل تذكرونها؟!) التى يتمتع بها جنابه، حتى إن الدنيا كلها لم تكن تنام الليل من فرط الإعجاب بها والانبهار بصاحبها.. وقتها قلت:


.. إن ذرة صغنططة من الشك لا تداعب اقتناعى بصدق ومصداقية خبر نشرته وبثته أمس وسائل الإعلام (ممكن تسميها وسائل «إعدام» للحقيقة والعقل) الحكومية وتوابعها، وجاء فيه أن مركزا مجهولا تابعا لجامعة أمريكية وُصفت بأنها «مستقلة» ذات سيادة، أجرى فى الظلام استطلاعا على عينة مصريين عشوائية (العينة وليس المصريون) أقر فيها هؤلاء العشوائيون بالحسنى ودون عنف أو إكراه بأن ما لا يقل عن 81 فى المئة من الشعب المصرى يثقون بحكمة الرئيس وقدرته على «حل مشكلات وقضايا العالم» والكوكب الذى نسكنه، لكن المبحوثين العشوائيين هؤلاء تحلّوا بنوع من التواضع الجميل ولم يقولوا إن الحكمة الرئاسية المصرية كفيلة بحل مشكلات الكون كله لا الكوكب فقط، مع أنهم لو فعلوا وادّعوا أثرا كونيا لهذه «الحكمة» لكان كثر من بينهم العبد لله وجدوا شيئا من المعقولية فى هذا الادعاء بالنظر إلى أطنان الكلام الذى يقال يوميا فى مدحها والإشادة بها بكل اللغات ومن كل لسان فى الشرق والغرب وبلاد تركب الأفيال والسلعوة، وخلافه!


ومع ذلك ربما تشاركنى حضرتك الرأى بأن اعتراف العينة العشوائية أمام خبراء تلك الجامعة «المستقلة» التى فى أمريكا بالحكمة الرئاسية التى تحسدنا عليها سائر أمم الأرض، يبقى ناقصا ما لم نقر جميعا بأن شعور المصريين بالطابع العالمى لحكمة سيادته حقيقة واضحة كالشمس فى كبد النهار ولم تكن تحتاج أصلا إلى من يثبتها باستطلاع أو بعشوائية من أى صنف.. وطبعا لا ينال أو ينتقص أبدا من قيمة هذه «الحكمة» وتأثيرها الفظيع فى حياتنا العالمية أن يقول قائل وقح قليل الأدب بهذه المناسبة السعيدة: يا فرحتى.. ننتج حكمة للتصدير ونحل مشكلات العالم ونحن فى ذيل قائمة مجتمعات البشر على كل صعيد!


إن هذا القول رغم وقاحته يحمل فى طياته إثباتا للحقيقة لا العكس، إذ إن قائله قليل الأدب يؤكد من حيث لا يدرى ولا يحتسب أن السيدة الفاضلة مصر فى عصر مبارك والأستاذ ولده تكاد تكون متفرغة تماما للعب دورها الحضارى التقدمى فى العالم، ومن فرط نبل حضرتها وحسن تربيتها وأخلاقها تبدو زاهدة طوال الوقت فى الفوز بأى نصيب من الحضارة والتقدم العالميين!


وأضيف من عند حضرتى أن «العالمية» أمر موضوعى يُستدل عليه بالجوهر المادى لا بالمظهر الشكلى، بمعنى أن نجاحنا فى تبوؤ موقع متقدم «من تحت» فى أى قائمة دولية هو نوع من البروز على الساحة العالمية، لسبب بسيط خالص وهو أن أى قائمة فى الدنيا لها طرفان، علوى وسفلى، لذلك إذا نظرت إلى قائمة معينة ولم تجد اسم مصر فى أولها فإنك تستطيع بسهولة قلب الورقة وشقلبتها وعندئذ ستجد اسم النبى حارسها منور على رأس الذين فى الذيل.


ومع ذلك نحن لا نكتفى بالإقامة فى هذا النوع «السفلي» من العالمية، بل لنا نصيب وافر ومشرّف فى العالمية «العليا»، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن مصر الآن وفى هذه اللحظة التاريخية الدقيقة تحتل ولا فخر مقدمة قائمتين اثنتين على الأقل تضم كل منهما بلدا واحدا فقط من بلدان الدنيا، أولهما قائمة الدول التى استوطنها فيروس «سى» وباقى العائلة الكريمة التى ترعى براحتها فى أبدان ملايين المصريين، والثانية قائمة المجتمعات التى تشهد بانتظام ممارسة نشطة للتحرش الجنسى الجماعى العلنى فى الشوارع والميادين والأماكن العامة، فضلا عن أننا أعضاء بارزون فى نادى النخبة القليلة الممتازة من الدول التى ما زالت تتمتع بالديكتاتورية والحكم البوليسى العائلى الفاسد الذى يعمل بجد واجتهاد على نشر الفقر والبؤس والجهل والمرض فى ربوع الوطن.. هل تريد وتطمح فى «عالمية» أكتر من كده؟!!


يبدو أنك تريد، ويبدو أن ما تريده موجود و.. السلام عليكم.

التعليقات