رأت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية في تحليل نشرته اليوم الأربعاء، أن قيام مصر بنفسها بإعلان وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في غزة صباح أمس يؤكد على حجم المسؤولية التي ستتحملها، واعتبرت أن مصر قبلت بذلك أن تكون ليس فقط وسيطا وإنما أيضا ضامنا لتصرفات حماس.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية أن وقف إطلاق النار كان متوقفا على موافقة إسرائيل على سحب جميع قواتها من غزة.
وقالت إنه بعرض مصر هذا الطلب فإنها قبلت بذلك ليس فقط دور الوسيط وإنما أيضا الضامن لتصرفات حماس ، مضيفة أن أي إطلاق نار من جانب حماس أو غيرها من الفصائل الفلسطينية سيكون علامة سوداء ضد مصر.
فيما رأت الصحيفة أن لدى حماس مصلحة راسخة في إعادة تأهيل علاقتها مع مصر ، ليس فقط لأن مصر تسيطر على معبر رفح الذي تحتاج حماس إلى إعادة فتحه بصورة شديدة ، وإنما أيضا لأن مصر تستطيع أن تكون مصدرا لحشد الدعم السياسي العربي لحماس.
ورأت أن للقاهرة مصلحة في الحفاظ على العلاقات مع حماس طالما أنها ستظل المسيطرة على قطاع غزة ، وأيضا بهدف تحييد تدخل قطر وتركيا وإيران في قضية لطالما احتكرتها مصر.
وذكرت الصحيفة أن "عودة" حماس للصف العربي بعد قطع علاقاتها مع سورية وإيران لم يعد بأي فائدة للحركة حتى الآن. إلا أن مصالحتها مع فتح يفترض أن تنقذها من أزمة اقتصادية وسياسية وتضمن لها في نفس الوقت بعض النفوذ على إدارة أراضي فلسطينية.
وأضافت الصحيفة أن وقف إطلاق النار يشكل اختبارا ليس لمصر وحدها وإنما أيضا لإسرائيل ، موضحة أن الاختبار الإسرائيلي يكمن في مدى استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري الوثيق مع القاهرة إلى تعاون دبلوماسي أيضا. وأشارت إلى أن هذا يستلزم السماح للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للظهور بصورة منقذ غزة وحامل لواء إعادة إعمارها والكف عن وضع عراقيل غير ضرورية في طريقه.