فنانون عالميون هاجموا الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين عبر «تويتر»
والد أنجلينا جولى يفتح النار على بينولوبى وزوجها ويطالبهما بالاعتذار إلى إسرائيل
الصراع داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة انتقل إلى عالم الفن، وتحديدًا هوليوود، وتحول قصف الصواريخ الإسرائيلى على غزة إلى صراع بالكلمات بين نجوم السينما العالمية، حيث قام الممثل الأمريكى جون فويت والد النجمة أنجلينا جولى، بمهاجمة الفنانة الإسبانية بينولوبى كروز وزوجها خافيير باردم، والمخرج الإسبانى بدرو ألمودوفار، وذلك بسبب تصريحاتهم التى هاجموا فيها اعتداء الجيش الإسرائيلى على الفلسطينيين، قائلا «إنها نداء صريح لدول العالم بمعاداة السامية، وستتسبب فى دمار أكثر مما يحدث الآن».
جون فويت معروف دائمًا بمساندته لإسرائيل، على عكس ابنته أنجلينا جولى والتى أظهرت مساندتها للعرب أكثر من مرة، كما زارت معسكرات اللاجئين السوريين، وقد حاول فويت فى خطاب وجهه إلى بينولوبى كروز وزوجها وأى شخص آخر يحذو حذوهما، أن يقدم صورة وردية لتاريخ إسرائيل، وكيف أنها كانت الضحية بين دول الشرق الأوسط عندما هاجمتها الدول العربية فى أكثر من مرة، كما حدث فى 1973، مضيفًا أن إسرائيل كانت المنتصرة فى كل الأحوال، وأنه بعد هذه الحروب كانت إسرائيل تحاول التصدى للهجمات الإرهابية والانتحارية التى راح ضحيتها الآلاف، مشيرًا إلى أنها كانت هى المبادرة بالسلام مع جيرانها من الدول العربية، وذلك عندما أعادت طواعية شبه جزيرة سيناء للمصريين مقابل السلام، وأعطت الفلسطينيين غزة بأكملها كبادرة سلام بينهما، وكانت النتيجة أنهم انتخبوا حماس المنظمة الإرهابية لتضرب آلاف الصواريخ على إسرائيل.
«فويت» وبعد سرد هذا الدرس التاريخى من وجهة نظره، طلب من الموقعين على الخطاب الذى نشرته بينولوبى كروز أن يراجع دوافعه التى جعلته يشارك فى هذا العمل المخرب، والهجوم على السامية، ذاكرًا أن بينولوبى وزوجها خافيير لم ينجحا عالميًّا إلا عندما حضرا إلى أمريكا الدولة الديمقراطية الأولى فى العالم، وأن هذا لم يكن ليحدث أبدًا فى دول مثل سوريا ولبنان، وأنهما كنجمين وفنانين تقع على عاتقهما مسؤوليات كبيرة أهمها استخدام هذه النجومية والفن لصالح الخير، وليس لمهاجمة إسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط، مضيفًا أن كل من شارك فى هذا الخطاب السام يجب أن يشعر بالخزى والعار، ويتقدم بأسفه وندمه على ما فعله، ويطلب الصفح من شعب إسرائيل.
ما فعله جون فويت كان هجومًا حادًا على زملائه الذين أعربوا فقط عن شجبهم واعتراضهم على الإبادة الجماعية التى يقوم بها الجيش الإسرائيلى ضد الفلسطينيين، لكن على ما يبدو فإنهم تعرضوا أيضًا لهجوم غير معلن قبل خطاب جون فويت، وذلك لأن بينلوبى وبارديم أصدرا بعد خطابهما الأول، بيانا آخر يوضح أنهما ليسا ضد إسرائيل وأنهما يحترمان شعبها، لكنهما فقط غير موافقين على ما يقوم به الجيش الإسرائيلى ضد الفلسطينيين، وقد ذكرت بينولبى كروز أنها مدركة تمامًا صعوبة وشدة تعقيد الموقف فى المنطقة العربية، وأنها ليست خبيرة سياسية وإنما أرادت فقط بهذا الخطاب أن تخطو خطوة نحو السلام بين الطرفين.
خافيير باردم وبينلوبى كروز لم يكونا أول من تعرض لهجوم بسبب انحيازهما للجانب الفلسطينى، وكان هناك نجوم آخرون تعرضوا أيضًا لهجمات غير معلنة، وردود فعل معاكسة من المعجبين، ومنهم «ريهانا» التى كتبت على «تويتر» عبارة «حرروا فلسطين» ثم قامت بمسحها بعد كتابتها بدقائق، عندما هاجمها كثيرون بسببها، وذكرت أنه تم نشر هذه التغريدة بطريق الخطأ، وأكد أحد أصدقائها للصحافة أنها تسعى للسلام بين الطرفين وأنها لم تنحَز لأى منهما.
زين مالك، المغنى الإنجليزى ذو الأصول الباكستانية، وعضو الفريق الغنائى الشبابى One Direction (وان دايركشن)، تعرض لأكثر من الهجوم بسبب تغريدة عبر فيها عن مشاعره وكتب فيها «حرروا الفلسطينيين»، حيث إنه وبعد دقائق قليلة من كتابتها تلقى تهديدات بالقتل من عدد من متابعيه على «تويتر» والبالغ عددهم 13 مليون شخص، وذكر بعض تغريداتهم أن الفريق الغنائى سيخسر أغلب محبيه بسبب هذا الأمر، لكن على عكس «ريهانا» التى خافت أن تتعرض لهجوم أكبر، لم يقم زين مالك الذى يبلغ من العمر (21 عامًا) بإلغاء ما كتبه على (تويتر)، ولم يعِر هذه التهديدات أى اهتمام.
سيلينا جوميز المغنية الشابة البالغة من العمر (22 عاما) كانت شجاعة برأيها، واستغلت موقع «إنستجرام» من بين مواقع التواصل الاجتماعى للتعبير عن رأيها، ونشرت صورة حملت عبارة «من أجل الإنسانية، صلوا لغزة»، والتى علقت عليها قائلة «رجاء صلوا لهؤلاء العائلات والأطفال هناك، وتذكروا دائما ما هو الشىء الأهم فى الحياة، فهو ليس ما يحدث هناك الآن، نحن فقط هنا لنساعد بعضنا، ونلهم ونحب الآخرين، كونوا أنتم أصحاب التغيير»، وعلى الرغم من عبارتها المليئة بالمشاعر فقد تلقت سيلينا أيضا هجومًا حادًا وتهديدات بالقتل، لكنها لم تلغِ التعليق من على صفحتها، وأعقبتها بصورة أخرى وهى تمارس اليوجا، علقت عليها قائلة «لكى أكون واضحة، أنا لست منحازة لأى طرف، أنا فقط أصلى وأدعى للسلام بين الشعوب الإنسانية كلها».