لا توجد فى الحقيقة أرقام صمّاء فى الفن تستطيع من خلالها منح درجات من عشرة لكل عنصر إبداعى، فى كثير من لجان التحكيم بالمهرجانات يُطلب منى منح أرقام ولكنى أرفض لأن الأمر ليس بهذه الدقة النظرية، لا يوجد ترمومتر تستند إليه وأنت مطمئن، كما أن كل العناصر فى النهاية تتفاعل.. فأنت لا تستطيع تقييم الممثل منفردا بعيدا المتغيرات، إلا أن الكاتبة الصحفية فاطمة شعراوى رئيسة قسم الإذاعة والتليفزيون بجريدة «الأهرام» طلبت منى أن أمنح درجات بعد أن تعددت التقييمات ولم يعد هناك سوى الرقم لكى نلجأ إليه، واختارت عشر نجوم، وهذه محاولة منى لأول وآخر مرة فى التقييم الرقمى.
عادل إمام: 4 من 10، يستسهل فى اختيار السيناريو ولا يغامر ويقدم دائما عادل إمام لا الشخصية الدرامية. رأيت فى بهجت «صاحب السعادة» ظلالا من عادل إمام، أقصد الصورة الذهنية التى صدَّرها لنا عادل طوال أربعة عقود من الزمان منذ زمن «المشاغبين» و «بهجت الأباصيرى».
محمد رمضان: 7 من 10، قدم فى «ابن حلال» دور «حبيشة» بقدر لا ينكَر من الإخلاص ووصل إلى الأسرة المصرية محققا نسبة مشاهدة مرتفعة رغم أننا بصدد مسلسل تقليدى فى بنائه، اتسعت دائرة رمضان الجماهيرية لتنتقل من الشارع إلى البيت.
رانيا يوسف: 8 من 10، ممثلة موهوبة تحمست لعمل مغاير للسائد «السبع وصايا» وبطولة جماعية تفهمت مفردات دور «بوسى» لو قارنتها بالعام الماضى فى «نيران صديقة» لنفس الكاتب محمد أمين راضى والمخرج خالد مرعى لوجدت أنها فى العام الماضى تألقت أكثر، منذ مسلسل «أهل كايرو» قبل أربع سنوات وهى تقترب بخطوات ثابتة من الجمهور.
محمود عبد العزيز: 8 من 10، أضفى على دور «أبو هيبة» لمسته السحرية ولكن «جبل الحلال» لا يحمل مغامرة إبداعية فهو يدخل فى إطار الدراما سابقة التجهيز، لا يزال «رأفت الهجان» هو الأيقونة السحرية لمحمود عبد العزيز.
يحيى الفخرانى: 9 من 10، منذ أكثر من ربع قرن صار طقسا رمضانيا، اختار هذه المرة دور «الباسل» لأنه عاشق متيم بالملك لير، يحرك الدور العديد من المشاعر المتناقضة والتفاصيل الكامنة والعميقة فى النفس البشرية وهو ما نجح فيه الفخرانى ولكن مشكلة «دهشة» أنه افتقر إلى السحر الذى كان يغلّف آخر مسلسلاته «الخواجة عبد القادر»، هذه المرة جاء ارتفاع حاجز «الباسل» أقل من «الخواجة».
أحمد عز: 5 من 10، عز فى «الاكسلانس» هو عز قبل «الاكسلانس» التعبير الثابت الذى يفتقر إلى الحميمية، يقولون إنه «البوتوكس»، ليس لدى دليل.
غادة عبد الرازق: 6 من 10، ممثلة موهوبة ولكنها بددت طاقتها فى عمل فنى تجاوزه الناس لأننا بعد ثورتين ورئيسين فى السجن لا يمكن الحديث عن «السيدة الأولى» دون تحديد الاسم، المسلسل رهان خاطئ من غادة، وأتصور أنها أذكى من أن تصدق من يقول لها مجاملا أو بالأحرى منافقا إنها «سيدة التمثيل الأولى».
ليلى علوى: 4 من 10، الدنيا تتغير والدراما تتغير ولا تزال ليلى تقدم فى العام الماضى «فرح ليلى» وهذا العام «شمس» وتُلدغ من نفس المخرج خالد الحجر مرتين، الحجر صار دراميا خارج نطاق الخدمة، يذكّرنى بالشاعر امرؤ القيس القائل «كجلمود صخر حطَّه السيل من علٍ» وليلى أصابها الحجر فى مقتل.
جمال سليمان: 2 من 10، قبوله لدور عبد الناصر أشبه بالانتحار الفنى، بذل جهدا ولا شك، ولكنه بدده ولم يستطع ضبط اللهجة ولا التعبير عن الإحساس، لا يجوز، ولا عذر مقبولا لفنان لا يقول «لا» لدور لا يشبهه ويعلم منذ اللحظة الأولى أنه بصدد عائق لغوى.
نيللى كريم: 10 من 10، إنها الملكة المتوَّجة للعام الثانى على التوالى، بعد «ذات» جاء «سجن النسا» وهو يمتلئ بلحظات الصمت التى تكشف قدرات الممثل، وكانت نيللى فى ذروة العطاء وبرعت المخرجة كاملة أبو ذكرى فى اقتناص لمحات الوهج.. نيللى كريم هى ملكة دراما رمضان 2014.
