سيناريو ضعيف اعتمد فقط على كاريزما البنت الشقية التى تجيدها ياسمين عبد العزيز
ماذا تنتظر من فيلم ينتهى بحفل زفاف البطل والبطلة على أنغام صاخبة لأغنية شعبية ورقص جميع الأبطال؟ بالفعل، أنت فى فيلم «سبكى»، وهذا مشهد مقدس يتماشى مع فكرة النهاية السعيدة حسب الخلطة السبكية لأفلام العيد ولا داعى للدهشة.
دعك من النهاية ولنبدأ من البداية، هذا فيلم كوميدى مصنوع على مقاس «ياسمين عبد العزيز» الكوميديانة الوحيدة التى تُصنع من أجلها أفلام سينمائية، ولأن كُتاب السيناريو يراهنون على أن الغالبية العظمى من الأفلام الكوميدية لنجوم رجال فمن الصعب العثور على فكرة تناسب بطلة كوميديانة، بعد نجاحها الأول فى «الدادة دودى» الذى كان مزيجا من أفكار أفلام أجنبية من نوعية «وحدى فى المنزل» جاءت مرحلة البحث عن عريس فى «الثلاثة يشتغلونها»، وتلاه فيلم «الآنسة مامى» عن سيدة الأعمال شابة ترفض الارتباط، لكنها تستيقظ ذات يوم لتجد نفسها زوجة وأما لتعيش داخل متاهة بين الحلم والواقع، وفى «جوازة ميرى» هى فتاة انكسر قلبها حينما قرر حبيبها أن يرتبط بصديقتها، وبدافع الانتقام تقرر الزواج بأى رجل فى نفس الشهر وقبل موعد زواج حبيبها بيوم واحد.
الفيلم المنسوب تأليفه إلى خالد جلال فكرته وشخصياته الرئيسية مقتبسة دون أى إشارة إلى المصدر الأصلى، وهو الفيلم الأمريكى «إذن هى الحرب» (This Means War)، الذى تم إنتاجه من عامين، وهو فيلم كوميدى متوسط قامت ببطولته ريس ويذرسبون أمام توم هاردى وكريس باين، ودار حول عميلى مخابرات أمريكيين صديقين يفسدان عملية للقبض على إرهابى كبير، ويتسبب أحدهما فى قتل شقيق الإرهابى، ليتم نقلهما إلى عمل مكتبى بعدها، ويحدث بينهما تنافس لاحقا حول كسب قلب البطلة التى يتعرف عليها أحدهما من خلال موقع تعارف، تقوم المنافسة فى الأساس بين شخصين، أحدهما جاد للغاية، والآخر يميل إلى المزاح، ويحتوى العمل على كم من المواقف المضحكة التى تنبع من المواقف التى تناولها السيناريو، هى محور أحداث الفيلم الأمريكى، وهى تقريبا نفس أحداث النسخة المصرية التى احتوت على كم قليل من الأكشن، أغلبه كان صور أفيشات الفيلم، وكم هائل من الاستظراف الخشن من أبطال الفيلم الثلاثة، ياسمين عبد العزيز تقدم شخصية فتاة تافهة والشخصية لا تتطور مع الأحداث، ما يثير سؤالا مهما هو، ما رسالة الشخصية وهدفها فى الفيلم؟ إنها شخصية تعيش حياة شخصية سطحية، ويدخل حياتها رجلان لا يقلان عنها سطحية، ثم لا يحدث شىء، ولا يوجد فى الفيلم قصة حب أو حتى جو رومانسى صادق يبرر اختيارها أحدهما فى النهاية، لا يهتم الفيلم بهذه الحالة الرومانسية، لأن الأبطال كانوا مشغولين بالقلش والأفورة والاستظراف لصنع فيلم كوميدى بالعافية، والعافية هنا بمعنى بذل مجهود مضن للإضحاك عن طريق الأداء، وتعنى أيضا حالة الرقص المستمر أمام الكاميرا بلا مبرر، أو السقوط على الأرض، أو الاصطدام بالأبواب الزجاجية، وهى إفيهات بدنية من تراث سينما الكوميديا الصامتة عفا عليها الزمن، وحتى إعادة إحيائها يحتاج تقديمها بشكل جديد، وهو ما لم يفعله المخرج أو الأبطال.
فى محاولته الكوميدية الثانية بعد «الآنسة مامى» يكرر حسن الرداد إخفاقه فى أن يدشن نفسه ككوميديان مع نفس الفريق، المخرج وائل إحسان، والكاتب خالد جلال، والمنتج أحمد السبكى، وهو نفس ما فعلته ياسمين عبد العزيز التى تعتقد أن القفز والرقص والأداء الحركى المبالغ فيه كافٍ لصنع عمل كوميدى، بعد أن تخلت تماما عن الاعتماد على التمثيل كأداة لإنتاج الضحك مع سيناريو كوميدى لا يضطرها إلى تكرار حركاتها البدنية المبالغ فيها، وبعد استنفادها تقديم شخصية الفتاة الشقية بلا تجديد، وهى تستعين بعوامل مساعدة لا علاقة لها بشخصيتها، كأن تكون صديقتها المقربة، وهى الفتاة الأرستقراطية بدرية طلبة بأدائها الكوميدى الذى يلائم شخصية سيدة سوقية، ويقدم كريم محمود عبد العزيز شخصية ضابط لا يبدو بملامحه الطفولية أو قوامه النحيل ملائما لضابط عمليات خاصة يقوم بمطاردة الإرهابيين، ورغم أن هذه مشكلات منطقية فإنها موظفة بشكل جيد داخل إطار أن العمل كوميدى، وكانت المشكلة الوحيدة هى ضعف الإلقاء ومخارج الألفاظ لديه حتى إن سماع جمل حواره كان صعبا للغاية، وتحت عنوان ضيف شرف يقدم صلاح عبد الله دورا ضعيفا وصغيرا لا يليق بتاريخه الفنى أو حتى تاريخه مع ياسمين عبد العزيز، حينما شاركها بطولة «الدادة دودى» و«الثلاثة يشتغلونها»، وحتى القيمة الوحيدة التى حاول السيناريو إضفاءها على دوره كأب يظهر طوال الوقت مشغولا بالشات على «فيسبوك» وألعاب الكمبيوتر، يقوم فى نهاية الفيلم بإلقاء محاضرة يتهم فيها بلا مبرر واضح مواقع التواصل الاجتماعى مثل «الفيسبوك» بأنها سبب كل البلاوى، ولا ينسى الفيلم تقديم التحية إلى مجهودات الشرطة وتضحياتها بحديث اللواء الذى يؤدى دوره بيومى فؤاد عن استشهاد لواء شرطة زميل له على يد إرهابيين، وهو مشهد محشور فى الأحداث التى لم تهتم بمشاهد الأكشن عموما، وحتى المشاهد القليلة فى بداية الفيلم ونهايته ككل شىء فى الفيلم مصنوعة باستعجال وكروتة وبلا إتقان.