وصلت البجاحة إلى أقصاها فى الهجوم على ثورة 25 يناير.
.. وهناك من يدعون أنهم من أنصار النظام الحالى وثورة 30 يونيو لكنهم يرون أن ثورة 25 يناير مؤامرة ونكسة ووكسة وغيرها من عبارات السوء.
.. لكن هؤلاء المدعين يجهلون أنه لولا 25 يناير لما كانت 30 يونيو.
.. وأن من قام بـ30 يونيو فى الأساس هم من قاموا بـ25 يناير.. وذلك بعد أن اكتشفوا أن الإخوان استطاعوا السطو على ثورة 25 يناير وبتسهيلات من الذين يديرون شؤون البلاد من جنرالات المجلس العسكرى وحكومته.. ومن صار حولهم وذهب إليهم.. وكذلك الأحزاب السياسية التى تحالفت مع الجماعة ومنحتها غطاء شعبيا مقابل الفتات كما تعمل مع أى نظام فى إفساد الحياة الحزبية والسياسية.
.. فأصحاب 25 يناير هم الذين وقفوا ضد الإخوان وكشفوا سوءاتهم وفشلهم وهم الذين خرجوا فى المظاهرات بشكل مستمر للتنديد بحكم الإخوان وسرقة الثورة من أجل السلطة.
.. وهم الذين ذهبوا إلى قصر الاتحادية.. وأطلق عليهم محمد مرسى وجماعته ميليشياته لضربهم وتعذيبهم.
.. وهم الذين ذهبوا إلى مقر الحكم فى المقطم حيث مكتب الإرشاد لفضح الجماعة أمام العالم.
.. فثوار 25 يناير هم أصحاب 30 يونيو، بل هم الذين حددوا يوم 30 يونيو وذلك قبل ذلك اليوم بأشهر بدعوة إلى المظاهرة الكبرى لإسقاط حكم الإخوان بمناسبة مرور عام على تولى محمد مرسى الرئاسة.. وانضم الجميع إلى تلك الدعوة بعد ذلك بما فيها الإعلام الفضائى الذى يعتبر نفسه -ويعتبرونه قائدًا للثورة- وكذلك الأطراف الأخرى من جبهة الإنقاذ إلى الجيش.
.. فأين كان هؤلاء الذين يسبون ثورة 25 يناير «وكلهم استفادوا منها بشكل أو بآخر بعد أن كانوا موالسين لسلطة مبارك وابنه وأجهزته العميقة»؟!
.. كان هؤلاء الذين يسبون الثورة ويعتبرونها مؤامرة يذهبون إلى الإخوان سرًّا بحثا عن مغانم وعقد اتفاق على حساب الشعب!!
.. إن 25 يناير هى التى أعادت الكرامة إلى الشعب «وإن كان هناك مَن يحاول سلبها».
.. وإن 25 يناير هى التى أدت إلى التخلص من الاستبداد الذى قهر البلاد على مدى 30 عامًا من الفساد، وتخلص من التوريث الذى كان يريد أن يجعل مصر عزبة خاصة لآل مبارك.
.. وثورة 25 يناير هى التى أدت إلى خروج الشعب مرة أخرى ومن دون خوف للتخلص من حاكم مستبد.
.. فثورة 25 يناير ولدت الحرية لدى الشعب.. وجعلته يتخلص من الاستبداد والعبودية حتى ولو كان ذلك بالتجارة بالدين.
.. فثورة يناير أدت إلى ثورة 30 يونيو وخلصت مصر من حكم استبدادى آخر.
.. وكما جاء فى ديباجة الدستور: «وثورة 25 يناير - 30 يونيو فريدتان بين الثورات الكبرى فى تاريخ الإنسانية بكثافة المشاركة الشعبية التى قدرت بعشرات الملايين، وبدور بارز لشباب متطلع إلى مستقبل مشرق وبتجاوز الجماهير للطبقات والأيديولوجيات نحو آفاق وطنية وإنسانية أكثر رحابة، وبحماية جيش الشعب للإرادة الشعبية وبمباركة الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية لها، وأيضًا فريدتان بسلميتهما وبطموحهما أن تتحقق الحرية والعدالة الاجتماعية معهما.. هذه الثورة إشارة وبشارة إلى ماض ما زال حاضرًا وبشارة بمستقبل تتطلع إليه الإنسانية كلها».
لكن لا يبدو أن ذلك لا يعجب مجموعة المنافقين والموالسين الذين تربوا على طريقة العبيد.. والنهابين من خيرات الوطن بالفساد والإفساد.
.. ليقل فريد الديب ما يريد مقابل ما يحصل عليه كما حصل من قبل من حكومة العدو الصهيونى ليدافع عن الجواسيس.. فقد تعود على ذلك.
.. فمبارك سيظل فى التاريخ حاكمًا مستبدا.. وحاكما فاسدا.. أضاع على الأمة المصرية مستقبلها.. فخرج الشعب فى ثورة عليه لإسقاطه ودفنه فى مزبلة التاريخ.