وردت إلى موقعنا على الإنترنت عشرات الأسئلة عن موضوع عذاب القبر وهل هو حقيقة تستند إلى جذور شرعية أم خرافة؟ وللإجابة عن هذا السؤال نقول: بدايةً بتوفيق من الله وإرشاده وسعيًا للحق ورضوانه وطلبًا للدعم من رسله وأحبائه، نصلِّى ونسلِّم على كليم الله موسى عليه السلام، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله، أيضًا نصلِّى ونسلِّم على سائر أنبياء الله لا نفرِّق بين أحد منهم.. أما بعد فهناك مَن يقول بشرعية وجود عذاب القبر، ويستند فى رؤيته إلى بعض آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، مثل قوله تعالى: {النار يعرضون عليها غدوًّا وعشيًّا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} (غافر: 46).
وقوله تعالى {فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذى فيه يصعقون يوم لا يغنى عنهم كيدهم شيئًا ولا هم ينصرون وإن للذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون} (الطور: 45-47) وقوله تعالى {ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون} (الأنعام: 93)، ثم حديث ابن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشى، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة».
وحديث أبى هريرة، رضى الله عنه، عن النبى (صلى الله عليه وسلم): «أنه كان يتعوّذ من عذاب القبر، وعذاب جهنم، وفتنة الدجال»، رواه مسلم. وحديث عائشة، رضى الله عنها، أن يهودية كانت تخدمها، فلا تصنع عائشة إليها شيئًا من المعروف إلا قالت لها اليهودية: وقاكِ الله عذاب القبر. قالت: فدخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، علىَّ فقلت: يا رسول الله، هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة؟ قال: لا، وعم ذاك؟. قالت: هذه يهودية لا نصنع إليها شيئًا من المعروف إلا قالت: وقاكِ الله عذاب القبر. قال: كذبت يهود، وهم على الله كذب، لا عذاب دون يوم القيامة». قالت: ثم مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث، فخرج ذات يوم بنصف النهار مشتملًا بثوبه محمرة عيناه، وهو ينادى بأعلى صوته: «أيها الناس، أظلتكم الفتن كقطع الليل المظلم، أيها الناس لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر، فإن عذاب القبر حق».. وما رواه البخارى فى كتاب الجنائز «باب الجريدة على القبر». عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، رضى الله عنهما، قَالَ: مَرّ رَسُولُ اللّهِ (صلى الله عليه وسلم) عَلَى قَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ. فَقَالَ: أَمَا إِنّهُمَا لَيُعَذّبَانِ، وَمَا يُعَذّبَانِ فِى كَبِيرٍ، أَمّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِى بِالنّمِيمَةِ، ثُمّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقّهَا نِصْفَيْنِ، ثُمّ غَرَزَ فِى كُلّ قَبْرٍ وَاحِدَةٍ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ فَقَالَ: لَعَلّهُ يُخَفّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا. وغيرها من الأحاديث.. وللفتوى بقيّة.