ايجى ميديا

الخميس , 16 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب: ع الأصل دوَّر!!

-  
طارق الشناوي

ماذا لو شاهدوا المسلسل الدينى «محمد رسول الله» الذى كان يبثه التليفزيون المصرى فى الثمانينيات وما أدراك ما الثمانينيات، حيث كان خطاب التيار الدينى المتشدد مسيطرًا ويتم بثه بكثافة عبر القنوات الأرضية قبل عصر الفضاء؟


المسلسل الدينى كنا نشاهده قبل الإفطار وكان مليئًا بالطبع بالكُفار من عينة أبو لهب وإخوته ونشاهد لياليهم الماجنة وهم يحتسون الخمر ويعاقرون النساء ويتمايلون نشوة مع الراقصات السافرات مع رشة جريئة من الخلاعة والدناءة وشتائم تبدأ من ثكلتك أمك وتتجاوز ابن الزانية، ولا أدرى ما الفارق رقابيا أن تقولها بالفصحى عن العامية وغيرها وغيرها مما يمكن لك أن تُضيفه من كل الموبقات، ولم نكن وقتها نسمع إلا كلمات المديح تنهال على المخرج الراحل أحمد طنطاوى، على اعتبار أن هذا هو المسلسل الرمضانى الحق. كانت هناك رقابة واحدة وصارمة تتبع مبنى الإذاعة والتليفزيون، الآن تعددت أوجه الرقابة الرسمية وغير الرسمية، والتى لا تكتفى بمخاطبة الرأى العام، ولكنها تحاول أن تصل أيضا إلى صانع القرار ودخلنا إلى دائرة لا تنتهى، آخرها هو «صندوق مكافحة الإدمان» الذى رصد مشاهد تعاطى الخمور والمخدرات فى مسلسلات رمضان واكتشف أن المعدل فى ازدياد، هكذا أشارت الزميلة نيرمين حسن فى جريدة «الوفد» الصادرة أمس.


والحقيقة أنه ليس فقط الصندوق الذى يرصد، فلا ننسَ أن المجلس القومى للمرأة يتابع ومجلس الأمومة والطفولة يحصى والمجلس القومى لحقوق الإنسان يحذر والمجلس الأعلى للثقافة يُظهر العين «الحمرا» ويصدر بيانا بعد أقل من عشرة أيام على بداية شهر رمضان ليؤكد أن فى المسلسلات تجاوزات أخلاقية، ولا تنسَ أن مؤسسة الأزهر لن تكتفى بالفرجة، فهى فى الأشهُر الأخيرة بدأت فى ممارسة نوع من الرقابة، ومنحت لنفسها حقوقا فى هذا الشأن.


وهكذا رأى البعض أن صوت الأزهر عندما يعلو منددًا بعدد من الأعمال الفنية يغلق مباشرة الصوت الذى يعلو، متسائلا ومعاتبا تقاعس المؤسسة الدينية الرسمية، بينما مجلس الوزراء يتابع عن كثب ما يحدث والمهندس إبراهيم محلب يستعد للدخول فى معركة جديدة يُصادر فيها ما يحلو له من أعمال درامية، مؤكدًا أنه يلبى نداء المجتمع.


بداية ليس هناك غضاضة فى أن يعلن أى مجلس قومى أو وطنى أو مؤسسة دينية رأيه، سبق مثلا للفاتيكان أن حذر أتباعه من الكاثوليك فى العالم من مشاهدة فيلم «شفرة دافنشى» لاحظ أن المؤسسة الدينية هناك تحركت فقط عندما تعرض الأمر إلى فيلم يستند إلى رؤية دينية رأت هى أنها تتعارض مع صحيح الدين كما يراه الفاتيكان واكتفت فقط بتحذير أبنائها من مشاهدة الفيلم، بينما المؤسسة الدينية فى مصر تطالب بالمقاطعة وتوجه رسائل إلى الرقابة والتليفزيون بالمنع مثلما حدث فى فيلم «نوح»، كما أنها لا تتوانى عن إبداء الرأى فى الأعمال الاجتماعية. سبق مثلا أن جماعة مكافحة التدخين فى أمريكا رصدت كثرة تعاطى السجائر فى فيلم «تيتانيك» رغم حصول الفيلم عام 98 على 11 جائزة أوسكار، وهو رقم استثنائى، والفيلم واقعيا يتناول حادثة غرق «تيتانيك» عام 1912، وفى ذلك الوقت كان التدخين ينظر إليه باعتباره أحد المظاهر الإيجابية، ورغم ذلك فإن الرصد لم يتجاوز فقط الدور الاجتماعى ولم يمتد أبدًا إلى المطالبة بالمصادرة.


السجون انتشرت فى أكثر من مسلسل والتعاطى زادت مساحته والنهايات القاسية بالموت والقتل والشنق كانت هى الطابع المميز لدراما رمضان، هل نحاكم الصورة وننسى أن الأصل يزداد قتامة وبؤسًا؟!


إنهم يريدون من صُناع الدراما مسلسلات مهذبة تسير على الصراط المستقيم، لماذا لا يرصد صندوق مكافحة المخدرات وكل المجالس المماثلة انتشار الظواهر السلبية فى المجتمع؟


واجِهوا الواقع أولا قبل أن تحاكِموا الصورة، وكما قال خالد الذكر المطرب الشعبى محمد طه «ع الأصل دوَّر»!!

التعليقات