كما أن العالم اليوم أصبح شبه واثق من أن أى عملية انتحارية أو تفجيرية لا يفعلها سوى المسلمين، رغم أن العالم به آلاف الأديان والمعتقدات، كما أن صراع هذه الجماعات من أجل السلطة، وقتلهم الأبرياء دون أى ضمير أو إحساس بالذنب، فى سبيل الوصول للسلطة كما يحدث الآن فى مصر، بشكل دموى إجرامى لهو خير شاهد على كُفر هذه الجماعات، وبسبب أفعال هذه الجماعات كان رد الفعل الطبيعى أن يُصدَم العالم، خصوصا المسلمين، ويرتاب كثير منهم فى حقيقة الإيمان، فيقع كثير منهم تحت عقيدة الإلحاد، أما السبب الثانى فى زيادة نسبة الإلحاد بالعالم العربى فهو وجود حكومات فاشية باسم الدين، حيث تستغل رفع راية الدين والشريعة لقهر الشعوب، فتُطبّق الشريعة التى يحدّدونها من وجهة نظرهم على الشعوب، ولا يمكن أن تُطبّق على الحكام والأمراء، ولمعالجة هذه الظاهرة يجب على العالم الإسلامى، حكاما ومحكومين، رجال دين وإعلاميين، وكل مسؤول فى موقعه، الانتباه لمحاربة هذه الجماعات الكافرة، علنا ودون مواربة أو خجل، وتغيير الأنظمة الفاشية الدينية بأنظمة مدنية تطبّق الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ويكون تفعيل ذلك بعدة طرق، أولها: هو تصحيح الخطاب والموروث الدينى الملىء بالخرافات والأكاذيب والآراء العنيفة التى يأنفها الضمير الإنسانى الحى -حسبة لله تعالى- لأن الأسلاف ليسوا مقدسين، خصوصا أن الله أعطانا علما وتكنولجيا لم يُعطها لهؤلاء الأسلاف، فالتليفزيون والراديو والطائرات والسيارات والكمبيوتر والتليفون والموبايل والأسلحة من مسدسات وبنادق وبطارية الجيب والكهرباء وكل الأدوات الحديثة، وغيرها من أبسط الأشياء التى نستعملها يوميا، كان يعتبرها كل هؤلاء الأسلاف فى قصصهم نوعا من السحر ورجسا من عمل الشيطان، يكفر من يقول بفكرتها مثل دوران الأرض.
ثانيها: مراقبة وتوجيه وتأكيد المناهج التعليمية واختيار المدرسين والخطاب الصحفى والإعلامى والقائمين عليه، تحت مظلة نص البيان العالمى لحقوق الإنسان.
ثالثها: معالجة من يحملون هذه الأفكار الإجرامية الإرهابية من الجماعات الكافرة فى المصحات النفسية التعليمية، ومعاقبة من تلوَّثت يداه بالدم منهم بشديد العقاب.
رابعها: أن تسارع الحكومات الفاشية باستبدال السلطة الدينية بسلطة مدنية ديمقراطية تسمح بالانتخاب، وتداول السلطة والمساواة أمام القانون، قبل أن تثور عليها الشعوب.
خامسها: اختيار واختبار رجال الدين بمعرفة لجنة من الطب النفسى وكبار العلماء، لتقديم خطاب دينى قائم على العقل والمنطق مبنى على الرحمة والتسامح وإعلاء الضمير الإنسانى الحى وحقوق الإنسان.
الشيخ د.مصطفى راشد عالم أزهرى مصرى وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة وعضو نقابة المحامين واتحاد الكتاب الإفريقى الآسيوى ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان.