فى الآونة الأخيرة لاحظنا زيادة نسبة الإلحاد فى البلاد الإسلامية، سواء كان ذلك مُعلَنًا أو غير مُعلَن، فهذا أمر لا تُخطئهُ العين والأذن، وتشير الأرقام التى يتكلم عنها بعض منظمات الأمم المتحدة، وبعض جمعيات المجتمع المدنى المعلن وغير المعلن منها إلى 75 مليون ملحد حول العالم العربى تحديدا، وهم فى تزايد، رغم عدم إعلان الكثير عن ذلك، خوفا من ردة الفعل، وإنكارنا لهذا الرصد والواقع أمر غير محمود، ونكون مثل النعام التى تدفن رأسها فى الرمال عند مواجهة الخطر، فالاعتراف والمواجهة أول طُرق العلاج ومعرفة الأسباب.. والإلحاد هو مذهب فلسفى يقوم على فكرة عدمية لفكرة وجود الإله الخالق، أساسها إنكار وجود الله الخالق سبحانه وتعالى، ومن وجهة نظرنا، فهناك سببان فى ترك هذه الأعداد الكبيرة الإسلام، والاتجاه إلى الإلحاد، الأول: هو انتشار الجماعات الكافرة التى تطلق على نفسها جماعات إسلامية دعوية (والله برىء منهم)، ولكل منهم منهجه وشريعته الخاصة مثل: داعش، والقاعدة، والإخوان، وحماس، وبوكو حرام، وحزب الله، وجماعة أبو سياف، وجماعة أنصار الشريعة، وبيت المقدس، وأنصار السنة، والنصرة، وكل الجماعات السلفية وغيرها، ممن يستخدمون العنف تحت غطاء الدين، سواء كان عنفا ماديا أو معنويا، لأن مجرد رفض المساواة مع الآخر هو نوع من درجات العنف، لأن العنف الفكرى والتحريضى لا يقل عن العنف المادى، وقد رأينا من هذه الجماعات الكافرة فى مقاطع الفيديو على الإنترنت والفضائيات من يذبح البشر، ويُمَثل بجثثهم ويمضغ قلوبهم وهو يُكبر ويرفع لافتة لا إله الله محمد رسول الله، مما جعل الملايين حول العالم تتساءل: هل هذا هو الإسلام؟ أيضا رأينا من هذه الجماعات الكافرة من يخطف أو يأمر بتهجير المختلفين فى الدين، رغم أنهم لم يقاتلونا فى الدين، أيضا رأينا ورأى العالم أن هذه الجماعات تَقتُل غيرهم من المسلمين لمجرد عدم الانتماء إلى طائفتهم، فالسنى يقتل الشيعى والعكس وأحداث العراق ما زالت جارية وخير شاهد، بل هناك أكثر من ذلك، فقد وجدنا السنى يقتل السنى لمجرد الاختلاف فى المذهب أو الانتماء لجماعة مختلفة، والواقع الصومالى الحالى هو خير شاهد ودليل على ذلك، مما يعنى أن هذه الجماعات الكافرة الوحشية الإجرامية لا تستطيع أن تعيش بغير القتل وسفك الدماء، فقد ادعوا قتال المحتل من الغرب وأمريكا والمختلف فى الدين، وبعد أن رحل هؤلاء اتجهت هذه الجماعات على إخوانهم فى الوطن، لإشباع طبيعة الشر والإجرام بداخلهم وعطشهم الدموى، بقتل إخوانهم فى الوطن، لأن طبيعة هذه الجماعات لا يمكن أن تعيش فى سلام، وللأسف تستخدم الدين غطاء، مما جعل الإيمان يهتز ويسقط لدى كثيرين، ورفض الإسلام... للبريد بقية.
نبيل فاروق يكتب: الإلحاد بهم
مقالات -
د. نبيل فاروق