الصحيفة: قطر دفعت مبالغ طائلة لاستيراد الزجاج المحفور والأثاث الإيطالي اليدوي وتتجاهل دفع رواتب العمال الزهيدة
ذكرت صحيفة جارديان البريطانية، أن قطر تعمل على استقطاب مئات الآلاف من العمال من بعض أفقر بلدان العالم لبناء مرافق البنية التحتية لكأس العالم. وأضافت في تقرير نشرته أمس أن “العمال الذين بنوا المكاتب الفاخرة لمنظمي مونديال 2022 في قطر، لم يتقاضوا رواتبهم منذ أكثر من عام، ويعملون الآن بصورة غير قانونية”.
وأوضحت الصحيفة، وفقاً لتحقيقاتها، أن المسؤولين في اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية، باشروا باستخدام المكاتب في الطوابق 38 و39 من البرج المعروف باسم “برج كرة القدم”، والذي أنشئ بجهود عمال لم يستلموا رواتبهم مذ 13 شهراً ومعظمهم من النيبال وسريلانكا والهند.
وتشير الصحيفة إلى أن المشروع المذكور، تم تكليفه مباشرة من قبل الحكومة القطرية، ما يشير لشكوك جديدة بشأن التزام الإمارة الاستبدادية بحقوق العمل، تزامناً مع بدء الدوحة ببناء خمسة استادات جديدة لكأس العالم، هذا العام.
وبينت الصحيفة بحسب مصادرها، أنه على الرغم من تكلفة المكاتب المرتفعة والتي بلغت 2.5 مليون جنيه إسترليني، وبالرغم من تزويدها بالزجاج المحفور الباهظ الثمن، والأثاث الإيطالي اليدوي، فإن المسؤولين القطريين تجاهلوا دفع رواتب العمال الزهيدة.
ومن المتوقع أن تستقطب قطر بنهاية هذا العام مئات الآلاف من العمال من بعض أفقر بلدان العالم لبناء مرافق البنية التحتية لكأس العالم، وسط قلق دولي من ارتفاع عدد القتلى في صفوف العمال المهاجرين.
ونقلت الصحيفة قول أحد العمال الذي لم يحصل على أجره منذ قرابة العام “نحن لا نعرف كم تنفق قطر على كأس العالم لكننا فقط بحاجة لرواتبنا”، وأضاف “كنا نعمل ولكن لم نحصل على أجرنا”.
وأكدت الصحيفة على الأوضاع الرديئة التي يعانيها العمال، مشيرة إلى أنه يتم وضع سبعة عمال في غرفة واحدة، وينامون على فرش رقيقة قذرة فوق الأرض، أو على أسرة بطابقين، ما يعتبر انتهاكاً لمعايير العمل الخاصة بقطر، وتابعت الصحيفة “يعيشون في خوف دائم من السجن لأنهم تركوا دون أوراق ثبوتية بعد انهيار شركة (لي) للتجارة والمقاولات التي تعاقدوا معها، وعلى هذا الأساس يتم استغلالهم من خلال دفع أجور زهيدة”.
ونقلت الصحيفة عن اللجنة المنظمة لكأس العالم في قطر تأكيدها بأنه بالفعل تم تجهيز مكاتب مؤقتة في الطوابق الجديدة ببرج كرة القدم، دون دفع أجر العمال المستحق، وعبرت عن استيائها لمعرفة سلوك شركة “لي” فيما يتعلق بسداد الرواتب، وشددت على أنها لم تكلف الشركة.
وقالت “نحن نرفض هذه الانتهاكات بشدة وسنواصل الضغط للحصول على نتيجة سريعة وعادلة لجميع الحالات”.
وتظهر العقود، بحسب الصحيفة، أن المشروع كلف عن طريق مشاريع كتارا، وهي منظمة حكومية قطرية تعمل تحت رعاية مكتب ولي العهد، تميم بن حمد آل ثاني، الذي هو الآن أمير البلاد، ويرأس أيضاً اللجنة العليا المنظمة لكأس العالم، والتي أنفقت مبالغ ضخمة لبناء استادات جديدة للبطولة، وغرقت في اتهامات الرشوة، في حين أن هناك حالة من الذهول لاحتمال إقامة كأس العالم في ظل درجة حرارة تصل الـ 50.