ايجى ميديا

الأحد , 19 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

وائل عبد الفتاح يكتب: اللمبى فى قصر الحكم «2»

-  
وائل عبد الفتاح

.. كيف حكى اللمبى أسطورة «جهاد وسلامة» فى فيلم «وا إسلاماه.. ».الأسطورة فى الفيلم لم تروِ التاريخ، لكنها حولت الحكاية التاريخية إلى «أمثولة» للوطنية المصرية.. كما تصورها عقل الحكم فى الستينيات.. وصاغتها بروباجندا ودودة انتشرت حتى بين فنانين لهم احترام وتقدير فنى.. كبير.


هذه «الأمثولات الوطنية» التى يشربها الوعى والوجدان عبر الراديو والتليفزيون والسينما هى التى تصنع صورة الفرد/ المواطن عن ذاته.. تلك الصورة المثالية للمواطن الصالح.


هذه الصور المعلبة استمر تأثيرها رغم انهيار الأنظمة التى صاغتها أو تهتكها مع انقلابات أنظمة تالية لتتحول إلى «فتافيت» يعاد تجميعها فى أشخاص ولدوا وعاشوا بعيدا عن رحمة الدولة، لكن ليس بعيدا جدا عن سطوتها.


فى الفيلم حكاية صراع المماليك حول عرش مصر (فى عصر شجر الدر) جسد الصراع الشهوانى على السلطة باعتباره صراعًا من أجل مصر.. وباعتبار أن السلطة مصدر الإلهام والوحى فى تحديد ما هى «مصر» التى من أجلها نضحى ونموت لكى تحيا.


مصر ذلك الكيان الخرافى الذى يستخدمه الحكام لسحق خصومهم أو ترويض الناس فى حالة تشبه الغيبوبة «المزمنة والممتدة».. تحول الوطنية إلى سلعة تحتكرها السلطة لتشترى الولاء والاستسلام.


هذه البنايات الرثة والبائسة من القيم والأفكار مارست ضراوتها رغم هزيمة صناعها أو فشلهم وعجزهم عن تلبية احتياجات الجماهير المستسلمة.. وهنا لم تعد الدولة/ أو السلطة قادرة على الإقناع أو الهيمنة لكن «فتافيت» خطابها تحولت إلى «مقولات خالدة» أو «حكم مطلقة»... وصلت إلى اللمبى الذى لا يقتصر وجوده على الطبقات المهزومة.


اللمبى ابن مرحلة سابقة على «العشوائيات.. » هو ابن الهزيمة لنظام أفكار وقيم وصور عن الوطن والناس والتاريخ.. هزيمة لم يرحل صناعها أو المسؤولون عنها لكنهم استمروا وتوارثت على الحكم سلالاتهم التى تتزايد ركاكتها ورداءتها من جيل إلى آخر.


اللمبى هو هذا الكائن المسخ الذى ولد بعد سنوات طويلة من الصمت والعجز يتكلم كلمات غير مفهومة ويعبر بنصف لسان وحركات فوضوية.


فتوة من حى شعبى، يعتقد أنه يملك قدرات خرافية «أنا ممكن أقطع الكهربا عن الحى كله»، «أنا اللمبى اللى الزلزال يزلزل الدنيا وما يهزنيش» ويشعر بثأر مع الدنيا، لأن حظه لا يناسب قدراته التى يتخيلها، لهذا يتوعد الناس كلهم فى جملة يكررها كثيرا «طيب يا بنى آدمين»، قاموس ينتمى إلى لغة سوقية. فاضح فى أخلاقه. يشرب البيرة علنا ويدخن الحشيش والبانجو. ويعلن حبه ويتبجح على الدنيا كلها.. وفى نفس الوقت رقيق وخجول ورومانسى على طريقته.


يتدخل فى كل شىء، تدخل مفرط، دون علم ولا دراية يرقص ويغنى ويبيع نفايات الطعام، يقول الشعر وينظر فى الحب.


يشعر دائما بالخطر، وهو فى نفس الوقت مصدر الخطر الأول.


يستمد ثقافته ومفاهيمه من الفجاجة غالبا. كل شىء فى حالته العارية، لا تنميق ولا عناوين براقة.


شخصية منتشرة كثيرا فى المعسكرات البشرية التى تسميها الحكومة مساكن شعبية.


وهو وحش لكنه جبان فى نفس الوقت. وفى وحشيته وخوفه شىء خاص بكائن «تجميع» وليس أصيلا. هو نفاية كل موديل... التى لديها قدرة على السخرية من منظومة الخرافات المؤسسة للسلطة بقيمها وأخلاقها التى تقوم على بلاغة تزداد رخصًا مع الزمن.

التعليقات