النجوم مثل الصقور ترنو دائما إلى الأعالى، فهل اعتلى الثلاثة الكبار قمة الجبل الجماهيرية والنقدية، أم تراجعوا للصفوف الخلفية أو فى أحسن الأحوال استقروا فى الركن البعيد الهادى، حيث لا إعجاب مطلق ولا استهجان مطلق، هل الصقور صارت حمائم؟
الثلاثة الكبار هم عادل إمام ومحمود عبد العزيز ويحيى الفخرانى، لا أنكر أن كلا منهم له جمهوره الذى ينتظره، ويضمنون دائما منتجا لا يزال يعتبرهم أوراقا رابحة فى البيع بالطبع مع اختلاف الدرجة، الترتيب هذه المرة تبعا للأجر عادل ويحيى ومحمود، التليفزيون بطبعه عشرى يراعى العيش والملح، فلا يضحى بنجومه سريعا لمجرد إخفاق، أو لو خابت حتى بدرجة ملحوظة التوقعات، على عكس السينما السريعة التغيير، ولا تسمح للنجم بأكثر من فرصة بعدها يرى مباشرة الوش التانى، التليفزيون أهدأ فى التعامل حتى مع الهزائم التى يُمنى بها النجوم، يمنح فرصتين وثلاثا، شركات الإنتاج فى كل الأحوال لا تشترى سمكا فى ميه، ولكنها تدرسها جيدا الموقف قبل التعاقد، يجب أن تطمئن أن المعادلة بالورقة والقلم مضبوطة تماما.
الثلاثة الكبار صاروا يصطحبون معهم فى كل مرة العائلة، هم يعملون فى إطار الأبناء، يفرضون قانونهم الأسرى على الجميع.
النتيجة التى حققتها المسلسلات الثلاثة «صاحب السعادة» و«دهشة» و«جبل الحلال» على أرض الواقع ليست مطمئنة للنجوم الثلاثة الكبار، الدنيا صارت غير الدنيا، فهم بكل هذا الرصيد لم يصبحوا هم المتسيدين للشاشة الصغيرة، ما حدث فعليا أن مسلسلات مثل «سجن النسا» و«السبع وصايا» و«ابن حلال و«عد تنازلى»، وغيرها كان نصيبها أكبر فى النجاح الجماهيرى، حتى ولو كانت هناك ملاحظات نقدية سلبية على «ابن حلال»، مثلا فلقد استطاع محمد رمضان أن يحقق قفزة جماهيرية عند رجل الشارع، «حبيشة» كان له النجاح الطاغى، أليس هذا وحده درسا كان يكفى لإيقاظهم من حالة الاطمئنان المفرط، الذى يتدثرون تحت لحافه، هكذا وجدوا فنانا يطل تليفزيونيا لأول مرة كبطل ليستقر فى البيت المصرى، لا يعود الأمر مطلقا إلى عمل فنى جيد الصنع، ولكنها بالدرجة الأولى إلى طلة نجم.
إنه الدرس الأول، أما الثانى فإن عليهم أن يعقدوا مقارنة مع أبنائهم الذين مارسوا الفن تحت مظلة آبائهم، مثل محمد إمام وكريم محمود عبد العزيز، برغم أن رمضان فى نفس المرحلة العمرية، ولكنه نجم شباك بحق وحقيقى فى السينما، وعندما انتقل إلى التليفزيون تأكدت أيضا نجوميته، فهل تمكن هؤلاء الأبناء من تحقيق شىء، رغم الفرص المتعددة التى حصلوا عليها، لديهما قدر من الموهبة لا أنكر، ولكن ألم يلاحظ عادل ومحمود أن أيا من ولديهما لم يصبح فنانا جماهيريا مثل أبيه، حب الناس لا يورث، القدرة على الجذب الجماهيرى هى منحة خاصة، ويعرف عادل ومحمود أنها تولد أو لا تولد مع الفنان، هى ومضة تلمحها فى البداية، وإذا لم تتحقق حتى الآن لأى منهما بصبح تحقيقها صعبا فى القادم من الأيام.
الثلاثة الكبار عليهم أن يتأملوا الموقف «سجن النسا» و«السبع وصايا» يجمعهما فى البناء الفكرى والفنى والدرامى والإخراجى روح الطزاجة ونبض العصرية، القضية هى المحور والنجم جزء هام وضرورى، ولكنه ليس هو البؤرة، كان بهجت «صاحب السعادة» والباسل «دهشة» وأبو هيبة «جبل الحلال» هم نقطة البدء والانتهاء، الدنيا تغيرت وذائقة الناس غيرت الصفحة، هل وصل إليهم الإنذار المبكر، قبل أن يجدوا أنفسهم «بلح»!!