منع التصوير فى المواقع الحقيقية أجبرنا على بناء ديكورات
أحمد مراد: أجريت تعديلات على الرواية لتناسب مشاهد السينما لأن النص ليس مقدسًا
ميزانيته وصلت إلى 25 مليون جنيه.. و80 نسخة له فى دور العرض المصرية
كريم عبد العزيز طبيب نفسى يهرب من ماضيه.. وخالد الصاوى يقتل زوجته ويحاول الانتحار بفعل السحر
بعد سلسلة من التأجيلات، قرر صنّاع فيلم «الفيل الأزرق» طرحه مع أول أيام عيد الفطر المبارك، ليشارك مع مجموعة الأفلام التى تشهد عودة نجوم شباك التذاكر إلى السينما من جديد.
الفيلم الذى تم توزيع 80 نسخة منه فى دور العرض المصرية، يقوم ببطولته كريم عبد العزيز، ونيللى كريم، وخالد الصاوى، ولبلبة، وشيرين رضا، ودارين حداد، وهو صياغة سينمائية للرواية التى تحمل نفس الاسم للكاتب أحمد مراد، الذى كتب السيناريو والحوار له، وهو من إخراج مروان حامد، وإنتاج شركة الباتروس للإنتاج الفنى والتوزيع للمنتج كامل أبو على، وشركة أفلام لايت هاوس، وشركة الشروق للإنتاج الإعلامى.
تدور أحداث الفيلم حول طبيب نفسى يدعى «يحيى»، انقطع عن عمله لمدة 5 سنوات، فى عزلة اختيارية منه، قضاها فى لعب البوكر، وتناول الكحوليات، تُجبره إدارة المستشفى الذى كان يعمل به على العودة إلى عمله، ثم يختار «عنبر 8 غرب» للعمل فيه، وهو أحد أشهر أقسام مستشفى العباسية للصحة النفسية، ويتم فيه احتجاز المتهمين المشكوك فى سلامة قواهم العقلية، لتحديد حالتهم واختيار العقوبة المناسبة لهم.
ويكتشف «يحيى» أن المريض الذى يقوم بعلاجه هو «شريف» صديقه القديم، وشقيق حبيبته «لبنى»، التى عاش معها قصة حب لم يكتب لها الاستمرار، وفى رحلة بحثه حول أسباب قدوم «شريف» إلى المستشفى بعد قتله زوجته، ومحاولته الانتحار، يصطدم «يحيى» بعالم ما وراء الطبيعة، والسحر، ويواجه حقائق أكبر مما قد يذهب به عقله؛ إذ تسيطر على الرواية أجواء الغموض والإثارة.
الكاتب أحمد مراد قال لـ«الدستور الأصلي» إنه أجرى عدة تغييرات على الرواية، وذلك نظرًا لاختلاف قارئ الرواية عن مشاهد السينما، وأوضح أن الفرق بين كاتب الرواية، والسيناريو أن يكون على علم بالفرق بين الكلمة والصورة، ومن لم يعرف هذه الفروق، فلن يصبح محترفًا فى عمله. مراد استطرد قائلًا: أعتقد أننى تمكنت من إحداث نقلة جيدة بين الرواية والفيلم، كما أنها فرصة لى لإعادة هيكلة الرواية من جديد، ووضع بعض اللمسات عليها، لذا كان يتوجب علىّ عمل تغييرات على القصة المكتوبة عند تقديمها فى عمل سينمائى.
وحول ما إذا كان قارئ الرواية سيتأثر إيجابًا أو سلبًا عند متابعته الفيلم، قال مراد: قارئ الرواية سيجدها نفسها التى تعلّق بها فى العمل، ولكن مع التصريف السينمائى وظهور عناصر أخرى، وقراء روايتى سيشعرون أن هناك تجديدا عمّا قرؤوه، أما هؤلاء الذين لم يقرؤوا روايتى فأعتقد أن العمل سيقدم لهم مفاجأة عظيمة. كما لفت إلى أن تداخل الشخصيات واستعراض أحداث متشابكة هى أمور لم يجد صعوبة فى تقديمها عبر السيناريو، ما دام أن هذه القصص مكتوبة بشكل جيد، كما أنه يقدمها على الشاشة مخرج محترف، وفريق عمل متميز قام بكل التحضيرات لخروج العمل بشكل يليق بالمشاهد العربى، منهم خالد الصاوى الذى يمتلك خبرة طويلة، جعلته يتمكن من تقديم 3 شخصيات فى شخصية واحدة، بعد دراستها والتمرين عليها.
مراد أشار إلى أنهم لم يشعروا بأى ضغط أو إرهاق فى موقع التصوير، بقدر ما كانوا يرهقون من رغبتهم فى التجويد، وأثنى على المجهود الذى قام به مساعدو الإخراج الأربعة، واصفًا إياهم بالجنود المجهولين وراء العمل، وذكر أن واحدة منهم قد تعرضت للإغماء من فرط المجهود الذى بذلته فى موقع التصوير، وأشاد بموسيقى المؤلف الموسيقى هشام نزيه، وبمجهود مصممة الملابس ناهد نصر الله.
وحول تكثيف أحداث رواية طويلة فى فيلم مدته ساعة ونصف، قال مراد إن هذا الأمر كان مرهقًا بالنسبة إليه، وكان ينظر إلى سيناريو العمل الذى كتب روايته ليس على أنه صاحبه، وإنما على أنه عمل جديد يكتبه، لذا لا ينحاز له بقدر ما ينحاز لجودة الأحداث، وأن تخرج مطابقة للرواية، حتى لا يتم الإخلال بالعمل السينمائى، مشيرًا إلى أن الفيلم ساعده فى الوصول إلى هذه الحالة، وعدم التعامل مع النص الذى كتبه على أنه النص المقدس، وإنما إتاحة إمكانية التغيير واللعب فيه فى إطار المضمون العام.
مراد ذكر أن اختيار أبطال الفيلم تم بالاشتراك بينه وبين المخرج مروان حامد، ولكن كريم عبد العزيز هو اختيار المخرج الذى وافق عليه مراد، وعلل تراجع بعض الفنانين عن المشاركة فى الفيلم إلى أنهم لم يشعروا بوجود توافق بينهم وبين العمل السينمائى. بينما قال مروان حامد مخرج «الفيل الأزرق» إن جمهور السينما أكبر من جمهور الرواية، مشيرًا إلى أنه كانت له تجارب سابقة فى تقديم أفلام مأخوذة عن روايات منها «عمارة يعقوبيان»، وأضاف: فى أثناء عملى على فيلم مأخوذ عن رواية، يكون تركيزى الأهم على صناعة فيلم جيد، كما أنه عندما تكون الرواية ناجحة، وأحدثت صدى جيدا، فإن هذا يدعم العمل السينمائى. كما أكد أنهم لم يواجهوا أى صعوبات فى أثناء التصوير، فقد قاموا بزيارة الأماكن الحقيقية المذكورة فى القصة، ودراستها فيها مثل «عنبر 8 غرب»، ولكن نظرًا لمنع التصوير قاموا بتصميم ديكورات تقترب منها تمامًا فى الشكل، حتى إن كل مواقع تصوير الفيلم ديكورات.
حامد ذكر أنه تم تصوير «الفيل الأزرق» على مدار أكثر من عام، مشيرًا إلى أن هذه المدة ليست طويلة، وإنما مناسبة لطبيعة الفيلم الصعبة، كما تسببت الأحداث السياسية، وحظر التجول فى وقف تصوير الفيلم أكثر من مرة.
وذكر أن فريق العمل كان ينوى طرح الفيلم فى عيد الأضحى الماضى، ولكنه تراجع عن هذا القرار للسبب نفسه، لافتًا إلى أن كل المواسم السينمائية تأثرت بهذه الأحداث، التى جعلت صنّاعها يقلقون ويترددون فى طرحها، مؤكدًا أنه كان من المقدر للفيلم منذ العمل عليه أنه سيتم طرحه خلال عيد الفطر أو الأضحى، رافضًا فكرة تصنيف أفلام مناسبة للعيد، وأخرى لغير العيد، معتبرًا أن الأهم من ذلك أن يتم عرضه فى موسم سينمائى ناجح.
حامد استطرد قائلًا: اختيارنا موسم عيد الفطر جاء باعتباره مناسبًا، لا سيما فى ظل دخول إجازة الصيف معه، مما يعنى أن الجمهور سيتردد على دور العرض، فنحن نقدم العمل كى يتابعه الجمهور، لا لمجرد عرضه وحسب. وحول منافسة «الفيل الأزرق» للأفلام المطروحة معه فى نفس الموسم، قال حامد: هو شىء رائع للسينما المصرية، أرى أنه حتى يتم تقديم أفلام ناجحة يجب أن يتم عرضها وسط أفلام كذلك أيضًا، وعندما يذهب الجمهور إلى السينما لمتابعة أحدث الأفلام، يجد أمامه هذا التنوع، ويختار وفقًا لميوله، وهو ما يجعلنى اعتبره موسما سينمائيا متنوعا مبشرا جدا، سيساعد السينما فى العودة إلى تحقيق أرباحها من جديد.
كما لفت إلى أنه فى نحو عام 2008 وتحديدًا قبل أزمة السينما كان النجوم يتنافسون فى موسم الصيف، ونجدد عرض أفلام مختلفة لأحمد حلمى، ومحمد سعد، وعادل إمام، وأحمد السقا، مشيرًا إلى أن هذا أمر طبيعى، وجميعهم كان يحقق إيرادات مرتفعة بين 20 و30 مليونا.
بينما قال المنتج فادى فهيم شريك مروان حامد فى شركة «لايت هاوس» للإنتاج الفنى المساهمة فى إنتاج الفيلم، إن تصويره استغرق نحو 7 أسابيع غير متواصلة، وذلك نظرًا لوجود بعض المشاهد التى قاموا بإعادة تصويرها لرغبتهم فى خروجها بشكل جيد، لا سيما أن الفيلم يتعامل مع عالم مختلف، تطلب بناء ديكورات مناسبة لموضوع كل مشهد.
فهيم لفت إلى أن تنفيذ الجرافيك والخدع البصرية تم فى شركة «BUF» الفرنسية، التى تعد من أكبر الشركات عالميا فى مجال المؤثرات البصرية وتقنيات التحريك، وهو ما زاد من ميزانية الفيلم التى وصلت إلى 25 مليون جنيه، مشيرًا إلى أن هذه الميزانية الضخمة كانت سببًا فى عدم تعجيلهم بطرح الفيلم خلال الفترة الماضية، خوفًا من أن لا يحقق المكسب المرجو منه، رغم أنه يقوم ببطولته نجوم موهوبون.
وعن اختيارهم موسم عيد الفطر على وجه التحديد لطرح «الفيل الأزرق» قال: اتفقنا على ذلك بعدما شعرنا أن العمل تم إنهاؤه على أكمل وجه، ووضع كل اللمسات الفنية عليه، وكذلك استقرار حال البلاد عن الفترة الماضية، وأتوقع أن الوضع سيتحسن للأفضل خلال عيد الأضحى المقبل، ويزداد عدد الأفلام المطروحة. فهيم قال إنه يراهن على نجاح «الفيل الأزرق» وسط الأفلام المطروحة معه فى نفس الموسم نظرًا لميزانيته الضخمة، ويراهن أيضًا على أن جمهور كريم عبد العزيز سيسعى لمتابعة جديدة فى السينما، إلى جانب جمهور رواية أحمد مراد، والمعجبين بالتكنيك التشويقى الذى يقدمه المخرج مروان حامد، ومزجه بين الواقع والخيال عبر الصورة السينمائية.
كما لفت إلى أن وجود أكثر من منتج فى فيلم واحد هو فى صالح العمل السينمائى نفسه، لأن كل الأطراف تسعى لتقديمه على أكمل وجه، لا سيما أنهم قد اجتمع بعضهم فى إنتاج أفلام سابقة، مؤكدًا أن المنتج كامل أبو على هو صاحب النصيب الأكبر فى هذه الشراكة.