لشباك التذاكر رقم من الممكن أن تتأكد بسهولة من صحته، ويتحدد بعده موقع النجوم على الخريطة السينمائية، كثافة المشاهدة فى التليفزيون، برغم أنها تتعرض لكثير من المغالطات، فإنها فى نهاية الأمر من الممكن أيضا رصدها، فهى المعادل الموضوعى لشباك السينما، حيث يتم إحالتها إلى إعلانات وبيع فى سوق الفضائيات، تفرض اسم النجم على المسلسل. من البدهى أن رمضان حفل بعديد من النجوم القادرين على الجذب الجماهيرى من الكبار عادل إمام ويحيى الفخرانى ومحمود عبد العزير وليلى علوى ويسرا وغادة عبد الرازق، والجيل التالى الذى تتأكد مكانته على الخريطة، خالد الصاوى ومصطفى شعبان ويوسف الشريف وعمرو يوسف ومحمد سعد وأحمد مكى ومى عز الدين، وتبقى نيللى كريم حالة مختلفة على خريطة رمضان فى «سجن النسا»، ويبقى أيضا محمد رمضان فى «ابن حلال».
لو سألتنى من هم أكثر الرابحين؟ أقل لك محمد رمضان ونيللى كريم، مع اختلاف نوع الربح. رمضان انتقل من خانة نجم جماهيرى سينمائى اعتبره البعض مجرد ظاهرة فرضت نفسها فى ظرف أمنى واقتصادى وسياسى ونفسى ملتهب، وإفرازا لحالة العشوائية التى نعيشها، إلا أنه أثبت هذه المرة أنه أيضا نجم جماهيرى على الشاشة الصغيرة.
كان بعض دور العرض السينمائى قد تردد قبل عامين فى عرض فيلمه «عبده موتة» خوفا من السماح لجمهور يعتبرونه «بيئة» من العبث بالسينما، إلا أن هذه النظرة تغيرت فى فيلمه الثانى «قلب الأسد» بعد أن وجدوا المؤشر الرقمى يذهب إليه بقوة ويرجح كفته، مسلسله وما حققه من كثافة مشاهدة أكد أن لديه جمهورا من الطبقة المتوسطة التى تشكل أغلبية مشاهدى البيوت، وفى دوره «حبيشة» احتفظ بمفردات الشاب الفقير، الذى يتورط فى جرائم لم يرتكبها، ويلقى القبض عليه، وتبدأ رحلة المطاردات، تيمة مباشرة تُشبه تماما ملامح رمضان، أقصد الصورة الذهنية التى صدرها للناس، لو تغير اسم النجم المؤكد لن يحقق المسلسل أى قدر من الجذب، ليتأكد أن آخر عنقود نجوم الشباك فى السينما صار نجما على شاشة التليفزيون.
ويبقى فى المعادلة اسم نيللى كريم، هى فى الحقيقة توجد فى إطار شديد الخصوصية، عمل درامى يفرض حضورها، لو أخذت أقل النجمات عمرا مى عز الدين، فى العام الماضى لعبت بطولة «الشك» كان معها كل من حسين فهمى ورغدة ولكنه مسلسلها، وهو ما تكرر هذا العام، معها كثيرون، ولكنه أيضا مسلسلها يكتب لها، بينما نيللى كريم لن تجدها مثلا بين النجمات اللاتى يسبقهن حرف «فى». الكل، أقصد الكبار، ليلى فى «شمس»، غادة فى «السيدة الأولى»، مى فى «دلع البنات»، وغيرهن، التى تعنى أن العمل مصنوع من أجل هذا النجم أو النجمة. نيللى لا يُفصل لها مسلسل، ولا يكتب على مقاسها دور، بل هى التى تتشكل إبداعيا لتذوب فى الشخصية.
نيللى انتقلت مع نفس المخرجة كاملة أبو ذكرى من «ذات» إلى «سجن النساء» يشاركها من النجمات كل من درة وروبى بمساحات درامية مؤثرة، الخطوط الميلودرامية زادت هذه المرة فى تناول الكاتبة مريم ناعوم، هناك صخب فى الأحداث يبدو أن هذا هو اختيار المخرجة لتزداد الدائرة الشعبية للمسلسل، بينما نيللى فى مشاهدها لا تزال تقف باقتدار على شاطئ الهمس فى التعبير.
محمد رمضان ليس هو الأول فى فن الأداء، لأن الشخصيات الحادة فى ملامحها الخارجية لا تمنح الممثل شهية للتنوع، ولكنه كسب عن جدارة مقعد النجم الجماهيرى، نيللى نجمة الإبداع ورمضان نجم الأرقام.