ايجى ميديا

الأحد , 19 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: سلاح الأخلاق..

-  
جمال فهمي

منذ ثورة 25 يناير، كتب العبد لله بدل المرة عشرًا على الأقل، عن كيف تكون «أخلاق الثوار»، واستعنت بحكايات من التاريخ الإنسانى فضلا عن روايات وقصص من الأدب العالمى تؤيد وتبرز معنى أن السلاح الأقوى والأمضى للثورى والمناضل وكل من يقاوم العدوان والظلم واغتصاب الأوطان هو تفوقه الأخلاقى على الطغاة والمحتلين وقوى الشر عموما (مثل الجماعة المجرمة إياها).


لقد قلت وكررت كثيرا أن عنف الأعداء وإجرامهم وسفالتهم لا يجب مواجهتها بأفعال من الجنس نفسه، وحذرت من إطلاق العنان لتفكير بدائى وغرائزى يبرر اللجوء إلى العنف المجانى الأعمى أو استسهال التوسل بارتكابات وسلوكيات فظة بحجة أن العدو همجى ومتوحش ومنحط، وأوضحت أن التفكير بهذه الطريقة عادة ما يخلف كوارث ويصنع أسلحة فاسدة، سرعان ما ترتد قذائفها القاتلة إلى صدور الثوار أنفسهم، وشعوبهم ومجتمعاتهم أيضا.


واليوم أعيد التذكير بأن الحفاظ على حدود وروادع أخلاقية والإبقاء عليها مرعية ومقدسة فى أثناء ممارسة أفعال المقاومة والثورة، هى أصلا ضرورة عملية وليست مجرد التزام معنوى بقيم ومبادئ سامية، تؤكد أن الثوار والمقاومين يناضلون لبناء نموذج حياة إنسانية أرقى وأكثر تحضرا، ويسعون لرسم مستقبل بملامح نقيضة تماما لمشروع جماعة الشر الفاشية، الذى ينزّ بالفحش والظلم والقهر والقسوة والجلافة.


لكن لماذا التفوق الأخلاقى للثوار الحقيقيين هو ضرورة عملية؟! لسببين، أولهما الاختلال الفادح فى توازن القوى بين الثورة وأعدائها، إذ دائما وأبدا ما يتمتع العدو بقوة قمع وآلة بطش مادى رهيبة، ومن ثم هناك استحالة مطلقة أن ينجح الثوار فى مجاراة عنف العدو ومواجهته بمثله، فضلا عن هزيمته بهذا السلاح، لذلك فالسبيل الوحيد لتعويض هذا الفارق الرهيب فى القوة المادية هو تعظيم قوة الأخلاق، التى تبدأ بعدالة قضية الثوار ونبل مقاصدهم، وتصل إلى ذروتها بصرامة الالتزام بالمعايير والروادع الأخلاقية.. عندئذ ينسحق العدو رويدا رويدا ولا تعود لآلته الإرهابية أى قيمة، سوى أنها تفاقم أزمته وتزيد من ثقل جرائمه وتقرب يوم هزيمته واستئصال شأفته.


أما السبب الثانى فهو أن التوسل بالعنف الأهوج واستباحة الخروج على معايير الأخلاق واستسهال ارتكابات وممارسات واطية ومنفلتة من عقال القانون، بذريعة أن العدو واطى ولا أخلاق له ولا ضمير، هو أمر إذا ما بدأ وسمحنا بمروره مرور الكرام فلن يتوقف وينتهى بهزيمة الأعداء، ولكنه سيفتح كل أبواب الجحيم وستطال نيرانه وقذارته حتما صفوف إخوة الثورة ورفاق الكفاح، فيأكل بعضهم بعضا، بحجج وتعلّات لا أول لها ولا آخر.. هذا هو درس تاريخ الثورات وحركات التحرر التى تسامحت قياداتها مع العنف المجانى والانفلات الخلقى.


وبعد.. فهل لهذا الكلام مناسبة أو ذريعة معينة؟! الحق أنه لا يستند إلى أى ذريعة أو واقعة محددة، وإنما ينبع من مخاوف تجاوزت حدود مجرد الشعور بالقلق المبهم، وبدأت تجد ما يبررها فى عشرات الوقائع المادية المخزية، بل وكوارث مروعة تشى بنمو بذرة ثقافة بائسة جلفة وغبية تنزّ بالجهل وتستسهل خلط الأوراق واختزال قضايانا الكبرى فى فسافس تافهة عابرة، لعل من أسوأ نماذجها تلك المحاولة المخبولة التى يقوم بها هذه الأيام بعض المعوقين عقليا وأخلاقيا (يحسبون أنفسهم بالعافية على ثورة 30 يونيو)، لجعل العدو صديقا وتسويغ جرائمه البشعة ومشاركته فحش أفعاله بالبذاءة وفحش القول.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

التعليقات