«شحَت» علشان خاطر اللاجئين السوريين
نجمة استطاعت أن تحفر اسمها فى عالم الأضواء، حتى نجحت بذكائها فى أن تصبح من نجمات الصف الأول بمصر.. إنها النجمة هند صبرى التى قدمت عددا من الأعمال الدرامية والسينمائية، كان آخرها مسلسل «إمبراطوية مين؟» الذى يُعرض فى شهر رمضان، وهو المسلسل الذى كان محببا لقلب الفنانة التونسية التى خصَّته بحديث طويل.
هند تحدَّثت عن دورها فى المسلسل، وقالت إنها تُجسِّد دورة امرأة مصرية اسمها أميرة، كانت تعيش فى لندن لمدة 15 عاما، هى وزوجها سامى (محمد شاهين)، قبل أن تقرر العودة إلى مصر بعد الثورة، لتفاجأ بما حدث للمجتمع المصرى، وتتعرض لمواقف كوميدية ساخرة.
هند أوضحت أن المسلسل من فكرتها هى، مشيرة إلى أنها ضمن أفكار كثيرة تأتيها قبل النوم، وكانت تكتبها فى ورقة، إلى أن اكتملت الفكرة، وعرضتها على المنتج طارق الجناينى، ورحَّب بها كثيرا.
وذَكَرت أنها اختارت هذه الفكرة تحديدا لاستعراض الأحداث فى إطار مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، وتابعت: «الموضوع كله قائم على مصر بعد 25 يناير، الفكرة نفسها عن التغيرات التى حدثت فى مصر خلال هذه الفترة، وعن الظروف التى كان يعيشها الشعب وقتها، السنوات القليلة تلك كانت بمنزلة تاريخ طويل تمر به الشعوب، اليوم الواحد كان به عديد من الأحداث، وكانت تمر أيام فى اليوم الواحد، ونسمع فيها عن 3 أو 4 أخبار خطيرة.. هذه الفترة الزمنية القصيرة بالنسبة إلى تاريخ مصر الطويل شهدت عديدا من التغيرات الكبيرة التى لم تحدث فى سنوات».
وعن عملها مع غادة عبد العال للمرة الثانية، قالت صبرى إن التعامل مع غادة ممتع كثيرا، خصوصا بعد عرض مسلسل «عايزة أتجوز»، واكتساب خبرات كبيرة خلال السنوات الثلاث الماضية.
وعن التعاون الأول لها مع المخرجة مريم أبو عوف، قالت صبرى: «مريم مخرجة شابة وموهوبة للغاية، وأنا أحبّ التعامل مع المواهب الشابة، لأنهم فى مثل سنى تقريبا، نستطيع التواصل مع بعضنا البعض بشكل جيد جدا، الأعمال التى قامت بها مريم من قبل كانت متميزة للغاية ونقلة فى الصورة والجودة، ففيلمها الأول (بيبو وبشير) كان جيدا جدا، كما أن مسلسل (هالة والمستخبى) الذى قامت ببطولته النجمة ليلى علوى أشاد به الجميع».
وعن اعتقاد البعض أن فكرة المسلسل شبيهة بفيلم «إمبراطورية ميم» لفاتن حمامة، قالت صبرى إنه من الطبيعى أن يحدث هذا الربط، لأن الأسماء متشابهة قليلا، لكن المسلسل مختلف تماما عن الفيلم فى كل شىء، واستطردت قائلة: «العنوان جاء على هيئة تساؤل، لأننا لا نعرف إلى مَن تؤول الأمور، فهناك عديد من الأحداث المجهولة التى حدثت فى مصر لا نعرف مَن المتسبب فيها، مَن الذى كان يحكم مصر؟ هل يستطيع أن يجزم أحد من فترة مبارك حتى الآن ويعرف ويتأكد مَن الذى كان يحكم مصر؟ لا أعتقد».
وعن ردود الفعل تجاه المسلسل، قالت إنها كانت إيجابية لأنها متابعة جيدة لرأى الجمهور، كما أن العمل الجيد يفرض نفسه فى النهاية.
فيلمها الجديد «الجزيرة 2» كان له نصيب من الحديث، إذ ذكرت أن الفيلم سيعرض فى عيد الأضحى المقبل، وهى نفس التجربة التى تخوضها مع خالد الصاوى وأحمد السقا، والمخرج شريف عرفة، وهو فريق العمل الذى سبق لهند أن عملت معه قبل ذلك فى فيلم «الجزيرة» الذى لاقى نجاحا كبيرا، بسبب الكيميا التى كانت بين فريق العمل كله، وهو ما جعل صبرى تتوقع نجاحا للتجربة الجديدة.
صبرى لم تتحدث عن شخصيتها فى الفيلم، واكتفت بقولها: «تخيَّلوا منصور وكريمة بعد كل هذه السنوات سيطرأ على حبهما تغيرات كثيرة!».
وحول فكرة تقديم أفلام مكونة من أجزاء متعددة، ضربت صبرى المثل بـ«الجزيرة»، بقولها: «الجزء الأول حقق نجاحا كبيرا على المستوى الجماهيرى والمستوى النقدى كذلك، بل وحصل على عديد من الجوائز، وكان هذا النجاح دافعا لنا لتقديم جزء ثانٍ بنفس الشخصيات، وما دام الجمهور متقبلا للفيلم وارتبط بشخصياته فما المانع من تقديم جرعة جديدة من هذه الشخصيات فى إطار وقصة جديدة؟ كما أن الموضوع نجح فى العالم كله، فلماذا لا نجرب هنا أيضا؟».
هند قالت إنها تأمل فى أن يتخذ المنتجون خطوات أخرى فى اتجاه عمل أفلام كبيرة وعالية الإنتاج، موضحة: «لا يصح أن تكون مصر قِبلة العرب فى السينما ولا يتعدَّى عدد أفلام السنة الواحدة الـ15 إلى 20 فيلما.. يجب أن يزيد الإنتاج ويزيد التنافس، وعلى الدولة أيضا أن تدعم هذه الصناعة، لأن عدد المشتغلين فى هذه الصناعة كبير، ولا نريد أن تزيد البطالة أكثر مما هى عليه الآن».
وعن الأفلام الشعبية، فتؤكد هند أن تلك الأعمال وجدت جمهورها، وأنقذت صناعة السينما فى الوقت الماضى، ولولاها ما استمرَّت صناعة السينما إلى الآن، كما أنها تعبير عن حالة البلد الآن، مشيرة إلى أن العيب الوحيد أنها كانت لفترة تزيد على السنة وحدها فى السوق دون وجود أنواع أخرى، الأهم من تقييمنا لهذه الأفلام هو المساهمة فى وجود أفلام أخرى لجمهور آخر.
نشاط صبرى لم يقف عند مصر، وتعدَّاها حيث تشارك فى بطولة فيلمين بتونس، هما «زهرة حلب» مع رضا الباهى، و«ليلة قمر مكتمل» مع فارس النعناع.
هند قالت إن الفيلمين لا يمثلان عودتها إلى السينما التونيسية قائلة: بلدى، وعندما يطلبوننى فى أى فيلم سأوافق عليه ما دام مناسبا لى.. السينما التونسية لها طابع خاص جدا، هى بدايتى وبلدى ولهجتى، وعندما أجد الفرصة لا أرفضها مطلقا».
وعن دورها كسفيرة لمنظمة الغذائى العالمى، قالت إنها قامت بزيارة لمعسكرات اللاجئين السوريين فى لبنان، وفى هذه الزيارة أدركت أن ما يحدث فى سوريا كارثة كبيرة، واحتفظت هند بشجاعتها عندما اعترفت بأنها صرحت بـ«الشحاتة» من أجل مساعدة اللاجئين السوريين، وقالت بالفعل قلت هذا، ثم ندمت عليه.
هند أصبحت أُمًّا لـ«عاليا» و«ليلى»، وتحاول التوفيق بينهما وبين عملها عن طريق الاستعانة بعائلتها لرعاية ابنتَيْها، وأضافت أن ابنتها «عاليا» تشبهها كثيرا، وتحبّ القراءة مثلها، أما «ليلى» فهى ما زالت صغيرة، وليست مدركة، لكنها لم تستطِع أن تخفى نظرة قلق لمعت فى عينيها.
وعن مشاركتها بالعمل السياسى سواء فى التصويت أو الاستفتاء، ذكرت أنها لم تشارك بسبب عدم حصولها على الجنسية المصرية.
هند تحدَّثت عن الفنانين الذين يقومون بولادة أطفالهم بالخارج، رافضة أن تكون مثلهم، بل العكس، تعتز الفنانة التونسية بوضع بنتَيْها بمصر، مشيرة إلى أن عائلتها دائما ما تقف إلى جانبها، وتساعدها فى تربية أبنائها.
وعن رؤيتها للثورات العربية، أكدت صبرى أنها لم تحقق أهدافها حتى الآن لأسباب متعددة، من بينها الأنانية التى أصابت كثيرا من الحركات السياسية التى شاركت فى هذه الثورات، فسواء فى مصر أو تونس أو ليبيا وغيرها من دول الربيع العربى، أصاب البعض داء الأنانية الذى أفسد الحلم الجميل الذى عاشت عليه الشعوب فى أثناء قيامها بثوراتها.