أشيد بتحرُّكات وجولات رئيس الوزراء إبراهيم محلب..
فالحقيقة أن الرجل لا يمر يوم إلا وتجده فى زيارة إلى منطقة أو هيئة أو مؤسسة..
فهذا شىء يحسب له.. وربما يمنحه بعض الجماهيرية.
بل لعل ذلك ما رشَّحه أن يكون رئىسًا للوزراء.. وذلك بعد إثبات نشاطه وجولاته فى أثناء توليه وزارة الإسكان فى حكومة الدكتور الببلاوى.. فكان دائمًا على سفر فى المحافظات وعلى استعداد للتحرُّك إلى أى شارع عندما تكون هناك مشكلة أو أزمة، مثل انهيار منزل أو طفح صرف صحى.
وهذا بالطبع منحه شعبية عند الناس وقالوا عنه إنه وزير نشيط فى الوقت الذى كان يُتهم فيه رئىس الوزراء بالكسل، فضلًا عن الفترة التى شهدت مظاهرات لجماعة الإخوان عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة.. وشهدت أحداثًا إرهابية وانتقلت المظاهرات إلى الجامعة.. وشهدت أحداثًا واعتداءات على أعضاء هيئة التدريس والمبانى.
فكان الحل هو أن يكون إبراهيم محلب الوزير النشيط رئىسًا للحكومة..
جاء إلى قمة الحكومة رغم أنه لم يقم بأى إنجاز فى وزارة الإسكان.. وحتى لم يضع أى خطة إنجاز خلال توليه الوزارة.. وحتى الآن تنطلق تصريحات لوزير الإسكان الحالى عن بناء وحدات سكنية وخطة جديدة للسنوات القادمة (ولا يحدث شىء أيضًا) جاء محلب لرئاسة الوزراء بعد شعبيته التى حصل عليها والثقة فيه بعد أن جرى التخلُّص من الأيدى المرتعشة من رئىس الحكومة ووزرائه السياسيين.
كما استمرت فيه الثقة من الرئىس عبد الفتاح السيسى، ليستمر رئيسًا للحكومة معه وليشاركه فى وضع سياسات الدولة خلال تلك المرحلة.. وحتى انتخاب البرلمان القادم الذى سيكون شريكًا أساسيًّا فى اختيار رئىس الحكومة الجديدة مع رئىس الجمهورية وفقًا للدستور الجديد.
وقد صار على الدرب.. وتحمَّل مع الرئىس السيسى قرار رفع الدعم عن الوقود.
فلم يعد هناك حل أمام الحكومة إلا التعامل بصراحة أن الدعم أصبح مستحيلًا ولا حل سوى رفعه.
فكان قرارًا جريئًا.. لم تستطع حكومات سابقة اتخاذه.. وتحمَّله الشعب وتفهّمه وتعامل معه بهدوء.
تحمَّل الشعب ذلك على أمل أن يكون هناك جديد فى سياسات الحكومة لاستعادة حقوق الشعب.
لكن لا يحدث شىء..
فما زال الأمن بعافية حتى الآن.. ما زالت حالات التعديات فى الشارع كثيرة وانتشار البلطجة أكثر! وغياب الرقابة عن الذين ينهبون الناس فى المتاجرة بالأسعار والخدمات.. وغياب الشفافية وانعدامها والسير على نفس منهج الأنظمة السابقة التى أثبتت وأكدت فشلها.. غياب الرؤية فى التعامل مع الأزمات الحالية.. وغياب الخطة التى يمكن أن تكون بها الحلول للخروج من الأزمات..
إنه يتعامل مع الموقف بالحل اليومى..
يعنى الأمور تسير يوما بيوم.. وهو منطق لا ينفع ولا ينجح أبدًا فى مجتمع مثل مصر ينشد التغيير بعد ثورتين أطاحتا بنظامين سياسيين فاشلين ومستبدين وفاسدين.
أى نعم، جولات رئىس الحكومة إبراهيم محلب يرحب بها ويشاد بها.. لكن يمكن أن يقوم بها عنه مسؤولو المحليات وتحقّق نفس النتيجة، خصوصًا إذا كان رئىس الحكومة يعمل على الخروج من الأزمات.. والتفكير للمستقبل برؤية وخطة واضحة ومعلنة.