ايجى ميديا

السبت , 18 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: صباح الثورة الأم

-  
جمال فهمي

اثنان وستون عاما اكتملت اليوم من عمر ثورة 23 يوليو، تلك الثورة الخالدة التى كلما تراكمت على ذكراها السنون وتعاقبت عليها الحقب والعصور ازدادت ألقًا ولمعانا، وتبدت مبادئها النبيلة ومنجزاتها وجوهرها التحررى النهضوى أشد وضوحا وأعمق رسوخا فى ضمير شعب مصر وشعوب أمتها العربية، بل والإنسانية جمعاء.. فكل عام وأنتم بخير.


أظنه كاف جدا أن عبد الله الفقير كاتب هذه السطور ينتمى لجيل، ما كان بمقدور أغلبه أن يعرف الحياة أصلا أو تعرفه لولا هذه الثورة، وليس الأمر أننا تعلمنا بفضلها وانفرجت الأبواب أمامنا واسعة، لكى يسبح من يشاء منا فى نور العلوم والثقافة والمعرفة، وينهل (مجانًا تقريبًا) من أرقى إنتاج الحضارة والتقدم الإنسانيين.. الأمر أعمق وأكبر من ذلك بكثير، فقد كان أهلنا ينتمون لكتلة بشرية هى الأغلبية الساحقة من سكان هذا البلد، ومع ذلك ظلت (بغير مبالغة) قرونا طويلة هابطة وخارج كل حساب، وتكابد عيشة بؤس وتخلف وعدم، تحت سطح حياة مجتمعية لم تكن مباهجها متاحة عمليا إلا لحفنة لا تتجاوز نسبتها نصف واحد فى المئة.


ولما خرج قائد الثورة وأيقونتها الخالدة جمال عبد الناصر (فى إحدى تجليات عبقرية المصادفة التاريخية) من رحم وقلب هذه الكتلة المحرومة ظل طوال عمره القصير (مات عن 52 عاما) ملتزما بمصالحها ومشدودا إليها وشديد الإخلاص لهدف أن تصعد وتتحرر من أغلال البؤس والتخلف، وأن تمسك بحقوقها الإنسانية كاملة، فتنهض وينهض الوطن معها، لهذا أنجز ورفاقه الأحرار منجزات هائلة بقيت جيلا بعد جيل تحلق فى سماوات الأحلام، فإذا بها تهبط على أرض الواقع بسرعة مدهشة، فمثلا بعد 48 يوما فقط من نجاح الثورة كان عبد الناصر ينفذ أول قانون للإصلاح الزراعى (تلته قوانين أخرى) بمقتضاه عرفت آلاف أسر الفلاحين الغلابة المعدمين لأول مرة معنى أن تملك شيئا من أرض الوطن التى تولد وتموت عليها وترويها بعرقها، ولا تكاد تنال شيئا من ثمارها وخيرها.


وإذا وضعنا جانبا تتويج الكفاح الوطنى الطويل للخلاص من ربقة الاحتلال الأجنبى وإنهاء هيمنة المستعمر على مقدرات البلاد المادية وقرارها السياسى معا، فقد توالت بعد ذلك مئات الخطوات والأفعال الثورية وتداعت حلقات سلسلة هائلة من القوانين والإجراءات والخطط الاقتصادية والاجتماعية ومئات المشاريع التنموية الزراعية والصناعية والتعليمية والثقافية، التى غيرت وجه مصر تماما، وقفزت بها من حضيض التأخر والضعف والفقر إلى رحابة الازدهار والتقدم المضطرد على كل صعيد، فأضحى الانتساب لهذا البلد معنى وقيمة وشرفًا عظيما، إذ تبوأ المكانة التى يستحقها، ليس بين أمته وفى إقليمه فحسب وإنما على خارطة الدنيا كلها.


هذه هى ثورة 23 يوليو، وتلك هى أسباب روعتها وعظمتها وسر بقائها فتيّة متألقة وحية فى وجدان شعبنا وأمتنا ومستعصية على التبدد والنسيان.. صحيح هى ثورة لم تكتمل بعد، وواجهت تحديات مرعبة وتعثرت فى إخفاقات مؤلمة ربما أهمها وأخطرها أنها لم تتمكن من حماية جماهيرها الغفيرة ومنجزاتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الهائلة بنظام سياسى ديمقراطى متطور، كان من شأنه أن يرفع جاهزيتها ويقوى مناعتها، ويصد عنها الحروب والهجمات المضادة الرهيبة، التى نجحت فى تعطيلها بعد رحيل قائدها، وأوقفت بالفعل مسيرتها التقدمية والنهضوية، وارتدت بحدة منذ مطلع سبعينيات القرن الماضى، عن خياراتها وأهدافها التحررية النبيلة الراقية.


كل هذا صحيح وحقيقى، لكن الحقيقة الأكبر والأكثر نصوعا الآن أن ثورة يوليو تعطلت لكنها لم تتبدد ولم تمُت، وأن منجزاتها المادية ربما أهدر منها الكثير (أربعون عاما تسرق وتستنزف، ومع ذلك ما زال أقواها باقيا يقاوم الهدم بصلابة) أما منجزها البشرى والإنسانى فهو أقوى وأهم الحضور فى هذه اللحظة، فانظر إلى الملايين الذين صنعوا وفجروا ثورة 25 يناير وصاغوا شعاراتها الأساسية التى هى نفسها أهداف الثورة الأم، ثم لما سرقت تلك الأخيرة واغتصبتها عصابة عاتية ومجرمة استعادوها بثورة أضخم وأقوى (30 يونيو)، أليس هؤلاء هم حصاد يوليو؟ حصاد مجتمعها الناهض المتحرر من التخلف والاستغلال، حصاد مدارسها وجامعاتها ومصانعها وأراضى الإصلاح الزراعى، التى وزعت على جماهيرها ومنهم أسرة محمد مرسى الذى لعب دور مندوب العصابة الإخوانية فى قصر الرئاسة لمدة عام واحد، استهله بشتم عصر الثورة التى علمته وانتشلت عائلته من حضيض العدم.. فكانت هذه الشتيمة دليلا انضم إلى آلاف الأدلة الأخرى على شذوذ هذه العصابة وتخلفها ورجعيتها وغربتها التامة عن الوطن وأهله، وعدائها المستحكم لكل أهداف وطموحات الشعب المصرى.


كل 23 يوليو وأنتم طيبون.

التعليقات