نتائج الكذب لا تعود على الكاذب فقط وإنما تتعداه إلى غيره
فى الحرب العالمية الثانية كان جوبلز عبقريا فى تحويل الأوهام إلى حقائق خالت أو انطلت على عقول ملايين البشر فى العالم وهى نفس الخطة التى تقوم بها قناة «الجزيرة» فى نشرها للأكاذيب بإصرار عجيب كأنها حقائق فيتلقاها المتلقى بشك ثم مع تكرار عرضها ينسى المتلقى الشك ويتعامل مع الأكاذيب على أنها حقائق وتتناقلها الأفواه على أساس أنها حقائق مسلَّم بها ولا يأتيها الشك من أى ناحية. كما قال معلم غسل الدماغ فى العصر الحديث النازى جوبلز «اكذب! اكذب دائما فلا بد أن يبقى من كذبك شىء»، وهذا ما يحدث بالضبط فمنذ هولوكست رابعة وهم يسيرون على خطى جوبلز فى الكذب والخداع من أجل إيجاد ما هو غير موجود. وحذَّرَنا رسولنا الكريم من خطورة الكذب عندما نفى عن المسلم أن يكون كذابا، لأن الكذب لا يضر بصاحبه فقط، وإنما يمكن أن يضر أسرة أو عائلة أو مجتمعا كاملا كما يحدث الآن، أى أن نتائج الكذب لا تعود على الكاذب فقط، وإنما تتعداه إلى غيره، وغيره يشمل العائلة أو القرية أو المدينة أو الدولة، كما أن اليهود أقاموا دولتهم عبر الكذب والاستمرار فى الكذب حتى نجحوا فى تحويل الكذب إلى حقائق وهذا بالضبط ما يقومون به منذ أيام «رابعة» حيث إنهم يعملون على تحويلها إلى هولوكست لكى يتم الضغط على الدولة والمجتمع من خلالها لتحقيق ما يريدون. وما يريدونه ليس خيرًا وإنما هو ضد الطبيعة الإنسانية إلى إلغاء القومية وجعل الرابط الدينى فقط هو الذى يجمع المسلمين، وهذا يتنافى ما أقره القرآن الكريم ومن بعده الفطرة الإنسانية التى فطر الله الناس عليها، فقد قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»، (الحجرات: 13). ونفهم من هذا أن البشر لو كانوا شعبا واحدا وقبيلة واحدة لما تعارفوا ولا تعاونوا معا لأن التشابه بين المجتمع لا يوجِد تعارفا أو تناغما. إن اختلاف الناس من الأمزجة والألوان والألسنة يعد آية من آيات الله لأنه هو القائل، وعز من قائل: «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين» (الروم: 22).
إن «الإخوان» تردد أفكار الصهيونية عن القومية من إذابة تلك القوميات فتبقى إسرائيل هى القومية الوحيدة فى المنطقة (والعالم إن أمكن) فقد حارب الإخوان الجيش المصرى فى اليمن كراهيةً لجمال عبد الناصر فى أثناء حرب مصر فى اليمن، حيث أشار الراحل جلال عامر إلى تلك النقطة فى مقال له فى «المصرى اليوم» بعنوان «عتاب إلى الدكتور حسن نافعة» يؤكد فيه الراحل جلال عامر أن الإخوان كانوا يحاربون الجيش المصرى فى اليمن «هؤلاء يقولون إن الوطنية وثنية، وإذا كنت حضرتك قد عاصرتهم وهم يطلبون حاكما من باكستان أو ماليزيا لمصر فأنا عاصرتهم وهم يحاربون الجيش المصرى العظيم ذاته فى الغربة مع قوات البدر بن أحمد بدعم سعودى فى اليمن فاتقوا الله فينا». رحل جلال عامر قبل أن يراهم وهم يحاربوننا فى الداخل بدعم من أعداء الإسلام.
حسين عبد العزيز
