للأسف ما زالت الحكومة (حكومة المهندس محلب) لا تعرف مهامها حتى الآن.
.. وتسير على نفس المنهج القديم.
.. ولعلّى أتحدّى رئيس الحكومة وأى وزير فيها أن يكون قد قرأ دستور مصر 2014، ليعرف المهام المنوطة بها الحكومة.
فوفقًا للمادة (167) تمارس الحكومة، بوجه خاص، الاختصاصات الآتية:
1- الاشتراك مع رئيس الجمهورية فى وضع السياسة العامة للدولة، والإشراف على تنفيذها.
2- المحافظة على أمن الوطن وحماية حقوق المواطنين ومصالح الدولة.
3- توجيه أعمال الوزارات، والجهات، والهيئات العامة التابعة لها، والتنسيق بينها، ومتابعتها.
4- إعداد مشروعات القوانين، والقرارات.
5- إصدار القرارات الإدارية وفقًا للقانون، ومتابعة تنفيذها.
6- إعداد مشروع الخطة العامة للدولة.
7- إعداد مشروع الموازنة العامة للدولة.
8- عقد القروض، ومنحها، وفقًا لأحكام الدستور.
9- تنفيذ القوانين.
فالحكومة وفقًا للدستور تشارك رئيس الجمهورية فى وضع السياسة العامة للدولة.
.. ولم تعد الحكومة برئيسها ووزرائها يمثّلون سكرتارية رئيس الجمهورية كما كان فى السابق وباعتراف إحدى الشخصيات المهمة فى فترة حكم مبارك.
.. وهو ما صارت عليه الحكومات بعد الثورة.. فقد سلَّم عصام شرف نفسه للمجلس العسكرى ولم يكن مشاركًا حقيقيًّا فى إدارة البلاد.. ففشل فشلًا ذريعًا.. وفشله ما زال له تأثير حتى الآن.
نفس الأمر ينطبق على الدكتور كمال الجنزورى وإن حاول أن يكون مستقلًّا بقدر الإمكان، لكن برلمان الإخوان عانده ولم يجد مساندة قوية من جنرالات المجلس العسكرى.
.. وحتى عندما أسند الإخوان إلى هشام قنديل رئاسة الحكومة.. كان تابعًا وسكرتيرًا لمكتب الإرشاد، والحكومة كانت تُدار من خلال تنظيم الجماعة.
.. وها هو محلب يسير على الطريق.. ولا يعرف حتى الآن أنه مشارك لرئيس الجمهورية فى وضع السياسة العامة للدولة.
..فأين محلب وحكومته من السياسة العامة للدولة ومستقبلها؟!
.. وأين الخطة الآنية لخروج البلاد من أزمتها؟!
.. فالواضح حتى الآن أن الرئيس السيسى هو الذى يضع السياسة ويتابعها بنفسه رغم أنه لم يظهر منه شىء بعد، اللهم إلا صندوق تبرعات الدولة (تحيا مصر).. والذى يبدو أنه سيأخذ وقتًا طويلًا فى الجدل بين الناس.. وسينضم إلى أصحابه من صناديق التبرعات التى فشلت فى السابق (صندوق سداد ديون مصر نموذجًا).
.. فليس المطلوب من رئيس الحكومة أن يتمشَّى ويقوم بجولة فى شارعَى 7 و9 بالمعادى وكأنه يتابع أمور الرعية!
.. وليس مطلوبًا منه أن يسأل سائق تاكسى عن زيادة أسعار البنزين ليرد عليه السائق مجاملًا بأنها كانت مطلوبة وأن الأسعار تمام.
.. وقس على ذلك ما يفعله وزراء محلب -الذين لم يقدموا شيئًا حتى الآن- اللهم إلا الكلام الذى لا يثمن ولا يغنى من جوع.. بل تدرك أن الوزير مغيَّب تمامًا عن ملف وزارته -وراجعوا تصريحات الوزراء- ولعل النموذج الواضح فى ذلك وزير التموين خالد حنفى، الذى ما زال فى تصريحاته عن السلع التموينية والتى تُصرف على بطاقات التموين ومعادلة الدعم!!
فالمطلوب أن يكون رئيس الحكومة ووزراؤه شركاء بجد فى السلطة وفى وضع السياسات العامة للدولة.
.. وأن يكون لدى رئيس الحكومة ووزرائه خطة شاملة للخروج من الأزمة الحالية.
.. وأن يكون لدى رئيس الحكومة ووزرائه خيال فى التعامل مع الأزمات.
وأن يكون لدى رئيس الحكومة ووزرائه تصوّر عام للمرحلة المقبلة.