أين تقف اليوم؟
القتلة فى الفرافرة.. يحملون علم القاعدة أو فرقة استطلاع من داعش.. أو حتى خليّة محليّة من خلايا الإرهاب.. إنهم جميعًا الوحوش التى خُلقت من «نفايات» الأفكار التى رضعها البعض على أنها رسالة خالدة.. وقَبِلها البعض خوفًا من الاتهام بالكفر أو الخروج عن الدين و المجتمع و الناس..
داعش هى هذا الوحش المخلوق من النفايات.. (أو بالبلدى من الزبالة) تكلّم ونطق وتحرّك وتجسّد فى تنظيم وأمراء ومجاهدين.. نعم داعش هى «زبالتكم» التى تُرد إليكم وتلتهمكم الآن..
وفى اليوم الذى قُتل فيه جنود وضباط فى الفرافرة.. كان الخليفة الداعشى.. ومجاهديه فى الموصل يطاردون المسيحيين الذين سكنوا المنطقة قبل الإسلام بثلاثة قرون..
وبعدها بساعات بدأت مجزرة جديدة وهجوم بربرى إسرائيلى على حى التفاح والشجاعية فى غزة.. أى إن داعش تمارس بربريتها بطريقة تشبه خيال كتاب السيناريو عن إمارات الإرهابيين/بينما بررية إسرائيل منظمة ومنضبطة كما يليق بدولة عصابات محترفة..
كل هذا حدث فى يوم واحد.. وكأنه علامات على قيامة قريبة أو نهايات لما يمكن أن نسميه «العالم الذى أصبح قديمًا..».
أين تقف فى هذا المشهد العبثى؟
يومها كتبت خواطر سريعة، هذه بعضها:
* إبادة فى غزة/تهجير قسرى فى الموصل.. هذه مجرد مقدمات لبربرية معاصرة موديلها أكثر قتامة من الصومال.
التوحُّش العنصرى يجتاح المنطقة من غزة إلى الموصل.. والأكثر قسوة أن القادر على التصدى ليس سوى عنصرية مضادة. * صور النزوح فى حى التفاح الغزاوى.. والموصل العراقية.. علامات البربرية المعاصرة.. بربرية ما زلنا هنا نتلقّى مجرد شظاياها الصغيرة (.. إرهاب يوسع لنفسه الطريق).. النزوح علامات المجازر المصاحبة لهندسة خرائط جديدة.. وفشل التوازنات القديمة على استمرار العالم.. فقد انضم جدد إلى المتصارعين على ثروات العالم ولا بد من توسيع مساحة له.. لا بد من إعادة توزيع الأنصبة.. وفى كل مرة نزوح ومجازر.. وتوحّش تتلوه إنسانية.. ترطّب أجواف الوحوش، يبدو أن الدول الغربية اتفقت على أن تصبح هذه منطقة كوارث وأن مهمتها الآن منع تصدير الإرهاب الإسلامى إلى أراضيها.
* الغرب سيدعم الأنظمة القادرة على منع تصدر الإرهاب وسيغض الطرف عن إمارات الأممية الإسلامية/داعش مثلًا، لتكون عنصرًا جاذبًا للإرهابيين.
* فى الهندسة الجديدة للمنطقة سيسمح بإمارات للأممية الإسلامية على غرار داعش/لتكون ملعب حرب مذهبية أو على الأقل أرض الإرهابيين السنة.
هل ننتظر البرابرة أم نفكِّر فى بديل؟