
- العلاقات المصرية المغربية بدأت منذ عصر ما قبل الميلاد
- الجامع الأزهر ومسجد القرويين يتشابهان فى فنون العمارة
تربط مصر والمغرب علاقات ثقافية ممتدة عبر التاريخ، ودائما بينهما تواصل فكري وثقافي مستمر، وفى عام 1959 تم توقيع بروتوكول ثقافي بين البلدين، فيما شهدت العلاقات الثقافية والإعلامية تطوراً من حيث تبادل الزيارات والخبرات بين البلدين.
ويعد المركز الثقافي المصري التابع لوزارة التعليم العالى أحد أهم المنارات الثقافية المشتركة بين البلدين، ويقدم أنشطة يومية فى إطار التواصل بين الجانبين من ندوات هامة وأمسيات فكرية وثقافية وعروض إبداعية ومختلفة .
وتم مؤخرا افتتاح الموسم الثقافي المصري 2014 بالمكتبة الوطنية بالرباط بعقد ندوة ثقافية تحت عنوان العلاقات الثقافية المصرية المغربية، وذلك بمشاركة الكاتب المصري جمال الغيطاني والدكتور أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشئون الإسلامية المغربي وبحضور السفير إيهاب جمال الدين.
وأشار السفير إيهاب جمال الدين في كلمته الافتتاحية أمام الندوة، إلى الروابط الإنسانية بين الدولتين والمراحل التاريخية التي مرت بها علاقاتهما منذ عهد الملك محمد الخامس، وصولا للاهتمام الذي يوليه الملك محمد السادس لتعزيز هذه العلاقات، والذي يقابله رغبة لدى القيادة المصرية في الارتقاء بها لمستوى الشراكة الاستراتيجية.
كما أكد على دور الثقافة في تعزيز علاقات الأخوة والصداقة ودور المثقفين في تشكيل الوجدان الشعبي، واستعداد السفارة المصرية للتعاون مع الجهات الحكومية المغربية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في الحقل الثقافي لتنظيم تظاهرات مشتركة في مصر والمغرب.
وأشار الدكتور أحمد التوفيق وزير الأوقاف المغربي في كلمته الي العلاقات المصرية المغربية منذ عصر ما قبل الميلاد والحاجة للمزيد من الاستقصاء للإلمام بتشعبها وتعدد أبعادها. كما تحدث عن دور مصر في الفتوحات الإسلامية للمغرب، وفي تسهيل مرور المولى إدريس الأول إلى المغرب وعن إشادة عدد من العلماء المصريين بالدور الذي قامت به دولة المرابطين ودولة الموحدين لحماية الدولة الإسلامية.
من جهة أخرى اعتبر الغيطاني أن مدينة فاس المغربية شكلت بالنسبة له مدخلا إلى كونه مقدما تشبيها قويا لمسجد القرويين بالأزهر، قائلا إن المسجدين يتشابهان كثيرا خصوصا في الركن الفاطمي بحسب تعبيره وهو سبق وأن زا ر العاصمة العلمية للمغرب (فاس) قبل حوالي 35 سنة وتحديدا سنة 1979 حين شارك في ندوة حول الرواية العربية بدعوة من اتحاد كتاب المغرب آنذاك.
ونوه الغيطاني بقدرة المغرب على الحفاظ على الثقافة والإرث الأندلسي مجسدا في الموسيقى والتقاليد والغذاء وغيرها من مميزات البعد الأندلسي في المغرب، معتبرا أن المغرب بلد مفتوح لكل الأطياف وذاكرة للثقافة العربية ونموذج للحفاظ على القديم والحديث.
ولم يخف الروائي المصري جمال الغيطاني تعلقه بمدينتين مغربيتين وعشقه لهما، ويتعلق الأمر بمدينتي تطوان وشفشاون، معتبرا أنهما من أجمل مدن العالم.
وأضاف الدكتور التوفيق وزير الأوقاف في مداخلته خلال الندوة، أن هذه العلاقات يحددها موقع البلدين في أقصى شرق الشمال الإفريقي وأقصى غربه، وطبيعتهما الزراعية، وتشابههما في مرجع الوعي واللاوعي الأدبيين وكذا في وقائع تاريخية عظمى مرت بهما.
وكان الحضور الذي ضم العديد من الأدباء والمفكرين وأصحاب الرأي والفكر قد استمتعوا بهذا الزخم الثقافي الذي شمل فضائيات قاعة المحاضرة، وحرص الكثير منهم علي اللقاء بالغيطاني وتبادل معه أطراف الحديث عن استمرارية اللقاءات الأدبية والثقافية بين المفكرين والأدباء من البلدين.