يعد مصطلح (غسيل الدماغ) أهم مصطلح يستخدم على نطاق واسع، حيث إن الكل يستخدمه بطريقته، أى أن الكل يتفنّن فى استخدامه، وهذا التفنن يمارس على مستوى العالم شرقه وغربه متقدّمه ومتخلّفه، حتى عندنا فى مصر فى تلك اللحظة والتى بدأت مع 19 مارس 2011م.
ونبدأ الحكاية من بدايتها مع ملاحظة شىء مهم للغاية، وهو أن الإنسان يمارس غسيل الدماغ على مر تاريخه، لكن يقترن مصطلح غسيل الدماغ بالعالم الروسى (بافلوف) الحائز على جائز نوبل سنة 1904م.
فقد كان هذا العالم يجرى تجارب كثيرة على الكلاب والأغنام، حيث كان يدرس الانعكاسات الغريزية فيها من جوع وعطش بالنسبة إلى ظروف اصطناعية يوجدها لتلك الحيوانات، ثم بعد ذلك يبنى على تلك الغرائز الأولية انعكاسات معقدة.
أى يوجد فيها عادات جديدة لم تكن تعرفها تلك الحيوانات، وفى إحدى غرف مختبراته فى (ليننجراد) كانت هناك مجموعة من الكلاب ذات العادات والانعكاسات المستحدثة التى تعلمتها بالتجربة.
وكانت الكلاب محبوسة فى أقفاصها عندما حدث فيضان (ليننجراد) الشهير سنة 1924 ودخل الماء من تحت أبواب المختبر وارتفع فى أقفاص الكلاب السجينة حتى بلغت رقابها وأشرفت الكلاب على الهلاك والموت.. فتملكها رعب قاتل وهى ترى الموت المحقّق غرقًا وفى تلك اللحظة الحرجة ظهر أحد مساعدى العالم الروسى (بافلوف) وأنقذ الكلاب بأن أخرجها من الأقفاص ونقلها إلى مكان آخر، ويأتى (بافلوف) إلى كلابه ليكمل تجاربه، فوجد أن غالبيتها قد نسيت العادات التى تعلّمتها وأصبحت فى حالة مشوَّشة أو بمعنى آخر وجد أن خلايا دماغها قد غسلت ولم يبقَ من كل التجارب التى كان قد أجرها شىء.
ومن هنا وجد مصطلح (العصاب التجريب)، حيث أصبح بالإمكان إيجاد ظروف مشابهة لـ(فيضان ليننجراد)، لإحداث حالة من التهيّج العقلى.. أو من غسل الدماغ للحيوان من فئران أو أرانب أو قطط.. أو حتى إنسان.. كما حدث فى رابعة أو فى الحرب العالمية الثانية.. ونقف هنا قليلًا قبل أن نعود إلى رابعة، نرى عملية غسيل الدماغ التى وجدت هناك، ففى الحرب العالمية الثانية كانت الناس فى أوروبا قد بلغ بها الإرهاق والتوتر العصبى مبلغًا لم ترَه أو تصاب به من ذى قبل.. ومن ألمانيا صدرت أهم عقدة فى فن الكذب وهى لزعيم الدعاية النازية (جوبلز) (اكذب: اكذب اكذب دائمًا فلا بد أن يبقى من كذبك شىء) وهذه هى القاعدة الذهبية التى عمل بها الإخوان منذ أن تقرأ استفتاء 19 مارس 2011م.
حيث عملت الإخوان على نشر الأكاذيب بكل صورها.. القريبة من الناحية الدينية والقريبة من الناحية الاقتصادية والقريبة من الناحية السياسية.. حيث إن الكذب كان هو الحل، للوصول إلى الغاية.. (اكذب ما شئت فليس ثمة إلا عدد محدود من العارفين بالحقيقة يعارضك. فإن رفع بعضهم الصوت تكفل بالتغطية عليه سبل الدعاية الجارفة) الدكتور شاكر مصطفى العربى 1983، إن غسيل الدماغ مما فيه من أفكار وغرس أفكار جديدة تناسب القبيلة أو الزعيم الدينى أو رئيس الجماعة.. أى جماعة.. وللبريد بقية