لا شك أن الشعب الفلسطينى فى غزة يدفع ثمنا غاليا من حياته وأرواح أبنائه الطاهرة ومن كل الأعمار، لكن ثمن الدماء للأسف ليس تحرير الأرض ولا الجهاد من أجل الأقصى، بل أصبح اليوم تجارة، فدماء الشعب الفلسطينى الغالية تقع بين مطرقة الجهل والتبعية لجماعة الإخوان وسندان بطش وخسة اليهود ليتم استمرار الوضع على ما هو عليه. حماس لا تريد إنهاء حرب ولا تريد وقف إراقة دماء أطفال أو كبار، حماس لا يعنيها عدد القتلى وأرواح الأبرياء ولا من مات بالأمس أو سيموت غدًا، حماس يهمها أن تتاجر بالحرب، حماس التى قبلت فورا وبلا أى شروط عام 2012 ترفض اليوم كل ما قبلت به سابقا لأنها تريد أن تتاجر بالأرواح على حساب مصر.
الصهاينة قبلوا وقف سفك الدماء استجابة للمبادرة المصرية حرصا على مجرد فزع أبنائهم من صواريخ لا تغنى ولا تسمن من جوع، لا قتلت أحدا ولا حررت أرضا، لكن حماس ترفض المبادرة لأنها مصرية وليست قطرية أو تركية، بل أكثر من ذلك لأنها تريد أن تستغل مصر ذاتها، بل أكثر وأكثر من ذلك، لا يخجل المتحدث الرسمى باسم حماس أن يطلب من الشعوب العربية أن تضغط على حكامها لتبتزهم. حماس لا تقبل ضغط الدماء عليها ولا ضغط الأرواح ولا القتلى بلا ذنب، إلا أنهم يعيشون تحت سيطرة حماس وميليشياتها، وولاؤهم أولا وأخيرا للإخوان المسلمين، فلا يأتمرون إلا بأمرهم، والجماعة ومكتب الإرشاد يريدون إثارة مشكلات حدودية وضغوط سياسية على الحكم فى مصر، فكانت حماس الابن المطيع ومن يستطيع. حماس تطلب وتفرض شروطا تعجيزية ما طالبت بها حين كان الإخوان على رأس السلطة فى مصر لأنها تريد توريط مصر، لا الضغط على إسرائيل. عين حماس لا تعرف إلا معبر رفح ولا تريد غيره، فقد ذهبت تجارة الأنفاق هباء، وحماس لا تريد حدودا دولية ولا منافذ رسمية، حماس تريد أن تكون شرطى الحدود، يخرج من يخرج ويدخل وسط الأبرياء من يشاء من إرهابيين وقتلة وسافكى دماء. هذه هى شروط حماس للقبول بالتوصل إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة كما أعلنها المتحدث الرسمى لحماس، وأضاف أن الورقة ستقدّم لجامعة الدول العربية ومصر والأمم المتحدة والأردن ولن تقبل بغيرها.
حماس أعلنت أنها لن تقبل بأى مبادرة لوقف إطلاق النار، لا تستجيب سلفا لشروطها، ليس من بين الشروط تحرير فلسطين ولا تحرير الأقصى ولا قيام دولة فلسطينية موحدة عاصمتها القدس ولا عرب 48 ولا عودة مهجرين، الشروط فقط لتعيش حماس وتسيطر على غزة وتتحكم فى مصيرها وتظل غزة أبد الدهر تحت رعاية دولة حماس ولا غيرها ولا عزاء فى الدماء ولا عزاء للأبرياء.
د.هانى أبو الفتوح