أحمد حسن19 يوليو 2014 10:36 م
>> عادل إمام يسير بقوة دفع شهرته وهدفه المال ووضع ابنه على زعامة للكوميديا... وفاروق الفيشاوى عمره الافتراضى انتهى
ما بين الرغبة فى الاستمرار لأطول وقت ممكن على القمة، والحاجة للحصول على المال وجمع الملايين، يتحرك أغلب النجوم الكبار على الساحة الفنية، مستغلين جماهيرهم العريضة التى تنتظرهم سنويا فى رمضان، ومندفعين بقوة القصور الذاتى للشهرة فى أعمالهم الفنية، حتى لو لم يكن العمل الفنى نفسه يحمل أى مقومات النجاح.
ومع اقتراب خط النهاية فى ماراثون رمضان تقوم «الصباح» بعمل تقييم خاص لهؤلاء النجوم الكبار بمساعدة النقاد المتخصصين، لنعرف من منهم اجتهد فى عمله، وهم قلة، ومن ارتكن على تاريخه وشهرته ليحقق بهما النجاح، وهم الأغلبية للأسف. المحاكمة الفنية يبدأها الناقد طارق الشناوى، الذى قال: إن الفنان فاروق الفيشاوى بعد أن كان نجم شباك لعقود طويلة أصبح الآن يأخذ بقايا ما تبقى على مائدة النجوم الكبار، وبالنظر إلى هذا العام نجد أنه وصل إلى مسلسل «المرافعة» بعد اعتذار نجوم كثيرين عن العمل، لهذا فهو يعتبر أن الفيشاوى لم يخلص للدور كما ينبغى.. بينما يرى أن عادل إمام يدخل المسلسل باسمه فقط وليس بأى أفكار جديدة، ويهدف إلى ربح المال والحصول على 35 مليون جنيه، كما ينظر هذا العام لهدف آخر وهو جعل ابنه خليفة له على عرش زعامة الكوميديا، وهو ما لاحظه الشناوى من خلال المساحات الكبيرة المتروكة له فى العمل، والإيفهات الكثيرة التى يتركها له والده رغم أنه معروف بأنانيته فى الإيفهات.
وتابع الشناوي: «رغم أن يحيى الفخرانى ممثل عبقرى وواحد من كبار معالم شهر رمضان، لكن مقارنة بالأعمال السابقة نجد أنه يفتقد لسحره المعتاد، فهو يقدم مسلسلا جيدا لكنه ليس ساحرا، ولم يكسر حواجز نجاح الخواجة عبد القادر.. أيضا محمود عبد العزيز لم يقدم جديدًا، بالإضافة إلى يسرا التى أَعْتَبِرها تقدم مأساءة فى مسلسل «سراى عابدين» وأعتقد شخصيا أنها تقليد مارى منيب».
الناقد الكبير أشار إلى أن ليلى علوى مازالت تلعب بنفس المفردات القديمة رغم اختلاف الزمن، ومازالت تضع نفسها فى دور الشخصية المحورية، ناصحا إياها بأن تغير من نفسها، وتعتمد على القضية وليس الشخصية، مضيفا: «نجد أن كريمة مختار تقدم شخصية ولا أروع دون سذاجة، بينما سمير غانم كأنه غير موجود».
من جهته يرى الناقد نادر عدلى أن الفخرانى يقدم هذا العام عملا قويا يثبت به أنه مازال قادرا على تقديم أعمال راقية وجميلة ينافس بها كل من حوله، لهذا فهو يعتبره «فاكهة الشاشة»، أما فاروق الفيشاوى فعمره الافتراضى انتهى ولم يعد جذابا للمشاهدين مثل السابق، بينما يرى أن ليلى علوى مثلها مثل مصطفى شعبان، وأحمد مكى، وغادة عبد الرازق، ومحمد سعد كلهم أبطال يعتمدون على تقديم مادة استهلاكية مكررة من أجل كسب المال فقط ولا يهمهم النجاح الفنى أو التأثير على المشاهد، ناصحا ليلى بالذات لأنها إحدى النجمات الكبار بأن عليها أن تغير من جلدها فى السنوات القادمة؛ لتضمن استمرار نجاحاتها، بينما أثنى عدلى على كريمة مختار التى وافقت على دور بمساحة صغيرة؛ لأنها لا تعمل منذ فترة طويلة، وهو ما قد يحدث مع العديد من النجوم أيا كان قيمتهم، بينما اعتبر أن مشكلة التأثير الباهت لمحمود عبد العزيز هذا العام تعود لكاتب المسلسل ومخرجه.
وترى الناقدة خيرية البشلاوى أن عادل إمام يسير بقوة الدفع الذاتى مستغلا جمهوره وشعبيته الدائمة، وأبدت انزعاجها من أن «الزعيم» يستحوذ على الجانب الأكبر من ميزانية العمل رغم أنه لا يقدم ما يبنى العقل والوجدان، ولا يسهم فى أى تنمية فنية، معتمدا على نفس العقليات التى تكتب أعماله الأخيرة المفصلة خصيصا له.
أيضا تعتبر البشلاوى أن محمود عبد العزيز لا يقدم جديدا هذا العام، لكنها أبدت إعجابها بيحيى الفخرانى الذى تراه فاعلا ثقافيا، ويبتعد عن الإسفاف، وحريص على تقديم جانب فكرى وثقافى راق، أما يسرا فقالت عنها إنها تقدم دورا مصطنعا فى مسلسل ممسوخ عن حريم السلطان، وفاروق الفيشاوى لم يترك بصمة واضحة على «المرافعة»، بينما ليلى علوى تحاول تقديم عمل درامى به احترام لكنه غير واقعى وغير جذاب، وقالت إن ممدوح عبد العليم دوره ضعيف، وأسلوبه لم يتغير، وشخصيته مفتعلة وغير مقنعة.
واختتمت البشلاوى بأنها تعتبر أن الكبار أصبحوا يقدمون نوعًا من التسلية السالبة لقدرة التفكير، شبهتها بالترامدول الفكرى من خلال هذه المسلسلات.
بينما تؤكد الناقدة ماجدة موريس أن عادل إمام لم يقدم جديدا هذا العام، ويحيى الفخرانى حريص على التواجد واختيار الفكرة الجيدة، بينما ممدوح عبد العليم يحتاج لجهد لإعادة لياقته الفنية، منبهة إلى أن صناعة الدراما بالكامل من كتاب وفنانين وفنيين تحتاج إلى إنقاذ فى ظل الاستسهال الذى غمر كل الأعمال، وفى ظل وجود كتاب وفنانين لهم حجمهم يعملون باليومية ويقبلون هذا رغم تاريخهم الفنى الكبير.
وتقول الناقدة حنان شومان: إن الفنان عادل إمام نزل إلى ملعبه الأثير وهو الكوميديا، معتبرة أن ضمه الأطفال لبطولة العمل فيه ذكاء كثير، بينما محمود عبد العزيز يقدم مسلسلا ليس ذى قيمة، والقيمة الوحيدة فيه هو مشاهدة ممثل عملاق بحجم محمود عبد العزيز، خاصة أن العمل به مشاكل كثيرة فى الكتابة والإخراج، فيما نجد أن يحيى الفخرانى كل عام يقدم ملحمة فنية مختلفة، وهو الفنان الوحيد بين نجوم رمضان الذى يعمل بمنطق الاجتهاد القديم، ولا يقدم عملا «مسلوق»، بينما لن يحس الجمهور بفاروق الفيشاوى هذا العام، وممدوح عبد العليم رغم أنه فنان «ثقيل» ويسرق الكاميرا إلا أنه هذا العام فقد المرونة.
شومان أشارت إلى أن ليلى علوى تحتاج للتغيير وإعادة التفكير فى الموضوعات؛ لأن المشاهد لم يعد يرغب فى النجم الذى يقدم الشخصية المثالية، بينما يسرا أصابها الأذى نتيجة سوء الكتابة والإخراج، مثلما أصاب جميع من فى مسلسلها «سرايا عابدين»، واختتمت بأن كريمة مختار من المفترض أن تحصل على جائزة بسبب الدور الذى تقدمه.