أحمد حسن19 يوليو 2014 10:30 م
>> الأعمال تُكتب فى وقت ضيق ولا تخرج عن الجنس وشبكات الدعارة والعلاقات غير الشرعية رغم تقديمها فى شهر الروحانيات والطاعات
أزمة كبيرة تواجه صناعة الدراما التليفزيونية، بدأت منذ أربع سنوات ومازالت مستمرة، حيث نجد أن مضمون الأعمال الدرامية التى يتم تقديمها يزداد سوءا عاما بعد الآخر، وأصبحت المسلسلات مجرد تجارة مثلها مثل أفلام السينما، بعيدا عن الفن والإبداع، وتم رفع شعار «العمل المسلوق» على أغلب مسلسلات هذا العام باستثناء قلة، وصار كل ما يهم المؤلف والمخرج والمنتج والبطل هو اللحاق بسباق رمضان، والحصول على تورتة الإعلانات بغض النظر عن المضمون.
وبالتدريج تسربت خلطة السبكى الشهيرة من السينما إلى الدراما التى تدخل بيوت كل المصريين، وأصبحت موضوعات المسلسلات التى تُكتب فى وقت ضيق لا تخرج عن الجنس وشبكات الدعارة والعلاقات غير الشرعية، وهكذا كانت السمة المميزة فى شهر الروحانيات والطاعات الإيمانية.
أسهم الانتقاد موجهة بالأساس للمؤلفين الجدد ومخرجى هذا العام بسبب ما تحتويه المسلسلات من قبح وتشويه لصورة المجتمع المصرى، فما يعرض على الشاشة هو الأقبح من مكونات النسيج المصرى، وبدلا من المنافسة بأعمال إبداعية تعيش لسنوات مثلما قدم كبار من رحلوا من الكتاب والمخرجين الذين نفتقدهم هذه الأيام، لجأنا لتقديم أعمال لموسم فقط وتُنسى من ذاكرة المشاهد، بعكس منافسهم التركى والهندى أيضا الذى يبحث عنه المشاهد طوال العام.
تحدثنا مع الناقدة خيرية البشلاوى، التى ترى أن المسلسات تقدم انحطاطًا ودعارة ومخدرات، وصورة ذهنية سيئة عن واقع مصر وعن نسائها ورجالها، فأين صورة الرجال والنساء الذين واجهوا المؤامرات والخيانات وهزموها منذ ثورة يناير؟
البشلاوى ترى أن صناع هذه الأعمال هم مجرد تجار يتاجرون بواقع ردىء يفتعلونه ويقومون بتسويقه من خلال تقديم « أقبح» ما يتخيلون وجوده فى المجتمع. وتضرب المثل بمسلسل مثل «إمبراطورية مين» الذى تعتبره من أردأ الأعمال – على حد وصفها- وتعتبر الصورة التى يقدمها لا تليق بشعب يقاوم، واستطاع أن يقوم بثورتين، بالإضافة إلى مسلسل «السيدة الأولى» الذى يقدمها كجرسونة ووالدتها مشكوك فى سلوكها، ثم تتقرب من مرشح رئاسى وتتزوجه، فهل هذا هو حال أهم سيدة فى مصر؟
أما الناقد نادر عدلى فأشار إلى أن معظم كتّاب الحوار الجدد ينقصهم الكثير من الحرفية وتميل أعمالهم إلى المبالغة وعدم الصدق الفنى، وهدفهم الأساسى يكون إثارة المتفرج فقط بعيدا عن المصداقية أو العقلانية، لهذا فهو يعتبرهم تجربة لم تنضج، وقال: إن مسلسل «سجن النسا» على سبيل المثال يعيبه أنه مكتوب فى عجالة، ومليء بالمشاهد المتكررة غير الممتعة، بالإضافة إلى «ابن حلال» الذى يميل إلى أجواء الميلودراما، وتم نقل مشاهد ومواقف محمد رمضان من السينما إلى الدراما، كذلك انتقد عدلى «كلام على ورق» و «إمبراطورية مين» و «السبع وصايا» الذى يعتبر أن به حالة من التفكك، وأيضا «السيدة الأولى».
بينما قالت الناقدة ماجدة موريس: إن هناك أزمة لغياب جيل المؤلفين الكبار، وإن الكتاب الحاليين يكتب أغلبهم لنحم بعينه يكونوا مرتبطين له، وأضافت: «لا نستطيع أن نلزم الكتاب بقضايا وموضوعات معينة، خاصة فى ظل ابتعاد التليفزيون المصرى عن الإنتاج الجاد، وعدم تفعيل دور الرقابة.