عمرو إبراهيم19 يوليو 2014 09:48 م
>> علماء الأزهر متمسكون بعدم ظهور الأنبياء فى صورة ممثلين ويؤكدون «حرام شرعًا»
عاد إلى الواجهة من جديد، قضية «تجسيد الأنبياء» فى الأعمال الفنية، ودخل على خط الأزمة المثيرة مشيخة الأزهر ووزارة الثقافة، بعد أن ساد الجدل الدائر بين المؤسستين على صفحات الجرائد والمنابر الإعلامية على خلفية اعتراض الأزهر على عرض فيلم «نوح»، الأمر الذى واجهه وزير الثقافة الدكتور، جابر عصفور، بالرفض، ولم ينته الخلاف إلى حل وسط يرضى جميع الأطراف حتى الآن.
ويلوح فى الأفق خيط ضوء رفيع يشير إلى انفراجة قريبة، وذلك عبر قرار الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور، أحمد الطيب بتشكيل لجنة مختصة من العلماء وعدد من المثقفين، للاتفاق على وضع حلٍ للمشكلة.
«ما للدين للدين.. وما للثقافة للثقافة».. هذه هى الجملة التى نطق بها الشيخ «الطيب»، فى بادرة منه لحل هذه الأزمة، خلال زيارة وزير الثقافة للإمام الأكبر فى مكتبه.
مصدر مطلع على جدول أعمال اللجنة المختصة بمناقشة القضية، كشف لـ«الصباح» عن كواليس أول اجتماع للجنة المكونة من 11 عضوًا، من بينهم 6 علماء من مشيخة الأزهر ودار الإفتاء وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية ومجمع الفقه الإسلامى الدولى التابع لمنظمة التعاون الإسلامى، فضلًا عن علماء المجمع الفقهى الإسلامى التابع لرابطة العالم الإسلامى، وبالإضافة إلى 5 من كبار المثقفين، منهم ممثل عن وزارة الثقافة و4 آخرون من «جبهة الإبداع المصرى»، وأعضاء من لجنة الخمسين لكتابة الدستور.
وأضاف المصدر أنه جاء على رأس جدول أعمال اللجنة فى أولى جلساتها التى عقدت فى مطلع يوليه الجارى، فى مقر «المشيخة»، مناقشة أسباب الخلاف بين «الأزهر» ووزارة «الثقافة»، والذى أدى إلى تفاقم الأزمة بشأن قضية تجسيد الأنبياء فى الأفلام السينمائية.
المصدر نفسه أوضح أن اللجنة التى جاء على رأس علمائها وكيل الأزهر الدكتور، عباس شومان، بدأت استعراض عدد من النقاط التى تمثل قواعد «التجسيد « من وجهة نظر علماء الدين، وهى أن الأزهر ينكر تجسيد الأنبياء فى جميع الأعمال الفنية سينمائية كانت أو تليفزيونية، كما أنه لن يجيز هذا الفعل بتاتًا، وأن رأى مجمع البحوث الإسلامية، وكان الشيخ محمد زكى ممثلًا له فى عضوية اللجنة، جاء بـ«تحريم ظهور الأنبياء شرعًا فى صورة أشخاص (ممثلين) منهم من هو على غير ملة الإسلام، حفاظًا على مقام الرسل».
وقال المصدر إن «العلماء من أعضاء اللجنة أكدوا على أن دور الأزهر لا يتوقف عند الفتوى، ولكن هناك دورًا آخر يختص به – الأزهر- وهو الدعوة، وفى هذا الشأن يكون دوره دعوة الناس ألا تشاهد هذه الأعمال الفنية التى يتم تجسيد الأنبياء فيها لأنها غير جائز شرعًا، وإنما ليس من حق الأزهر التدخل فى عرض العمل من عدمه، فهناك جهات مختصة بهذا الشأن يجب عليها القيام بدورها».
وأضاف علماء الأزهر من أعضاء اللجنة أن «من أهم القواعد التى تقوم عليها مبادئ «خارطة طريق تجسيد الأنبياء» هو المنع التام لأى محاولة لنزع قداسة الأنبياء والشخصيات الدينية فى الأعمال الفنية، وأنه ينبغى على الكُتّاب مراعاة عدم الاقتراب من هذه المنطقة التى حرم الإسلام المساس بها فكريًا وعمليًا».
المصدر أشار إلى بند آخر تمت مناقشته من قبل أعضاء اللجنة، وهو عدم جواز القيام بأعمال فنية تمس العقائد الدينية أو تتعارض معها، وهو ما يثير حفيظة المسلمين أو غير المسلمين بتجسيد الأنبياء فى صورة بشر.
وجاء رد أعضاء اللجنة من المثقفين، وعلى رأسهم المخرج السينمائى مجدى أحمد على، على ما أوردناه من مسودة «خارطة الطريق» التى طرحها علماء الأزهر، - حسبما قال المصدر-، أن أى عمل فنى لا يراد به أصلا المساس بالعقائد السماوية عمدًا، خاصة إذا ارتبط هذا العمل بجانب دينى أو إذا كان قائمًا فى الأساس على حدث دينى تاريخى أو شخصية دينية، وأما ما يتعلق بتجسيد الأنبياء فى الأعمال السينمائية أو الدراما التليفزيونية، فليس هناك أى نص قرآنى يحرم أو يمنع ذلك، كما لا يوجد ما يجيز القيام به، فضلاً عن عدم وجود حديث نبوى ولا حتى سنة مؤكدة حرمت تجسيد الأنبياء فى الأعمال الفنية».
ولفت المصدر إلى كلمة عضو اللجنة الدكتور محمد العدل، عضو «جبهة الإبداع، التى قال فيها: « إن ما تدور فى فلك هذه المسألة يعرف باسم فقه المستحدثات»، وأن «المنطق يشير إلى أن الدستور الجديد إذا كان يجيز الحق لجميع المصريين أن يعبدوا الله وفقًا لعقائدهم السماوية وشرائعها المختلفة، فلماذا الخلاف إذن؟، فالدستور أحق لغير المسلمين من المصريين أن يعبدوا ربهم وفقًا لما يعتنقونه من أديان دون أى تدخل شرط ألا يخالف الأخلاق والآداب العامة والقواعد القانونية التى تحكم المجتمع، وبما لا يضر بالأمن القومى المصرى».