
وقال صالح - فی تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة مرور 215 عاما على اكتشاف حجر رشيد بقلعة جوليان برشيد بمحافظة كفر الشيخ - إنه عند اكتشاف حجر رشيد تم تسجيله في الدورية الخاصة بالمعهد العلمي في مصر ، والانجليز عندما حصلوا عليه اشير اليه في معاهدة أبوقير ( مادة 16 ) بأنه اثر حصل عليه الفرنسيون في مصر.
وأضاف أن حجر رشيد خرج من مصر بطريقة غير قانونية فهو تم مصادرته ممن لا يملك " الفرنسيون" إلى من لايستحق (الانجليز)..مؤكدا أن تسجيل الحجر في دورية المعهد العلمي دلالة علي أنه أثر مصري وينطبق عليه قانونا 1970 و 1972 الدوليان والتي أصدرتهما منظمة اليونسكو.
وأشار صالح إلی أن حجر رشيد يحتوی علي لغتين مكتوبة ب3 خطوط ، واللغتان هما اللغة المصرية القديمة واللغة الاغريقية ،أما الخطوط الثلاثة فهي الهيروغليفي و الديموطيقي وهما يتبعان اللغة المصرية القديمة ، ويتبع الخط الثالث الإغريقي للغة الإغريقية ، وتبقي من النص المكتوب بالخطوط ال3 14 سطرا من الخط الهيروغليفي و 32 سطرا من الخط الديموطيقي تلف منها أول 14 سطرا ، ويلي ذلك 54 سطرا من الإغريقية ولكن آخر 26 سطرا تالفين .
وأوضح ان النص الموجود بحجر رشيد يدور حول قرار أصدره الكهنة في الثالث والعشرين من مارس عام 196 ق م علي شرف الملك بطلميوس الخامس الذي كان في عمر الثالثة عشرة وقتها ويبدأ النص بمدح الملك بطلميوس الخامس ويحكي عن قصة محاصرة مدينة ليكوبوليس بالدلتا ثم يذكر الأعمال التي اقرها الملك للمعابد .
وأضاف انه في الجزء الأخير نجد الغرض الأصلي من كتابة هذا النص هو تأسيس عبادة الملك بطلميوس الخامس في المعابد والتي سيقوم بها الكهنة في معابد مصر ثلاث مرات يوميا وسيتم حمل مقصورة الملك بالتيجان العشرة الذهبية له في هذه الأيام وايضا الاحتفال الخاص الذي سيقام للملك في عيد ميلاده سنويا وينتهي النص بذكر وعد المصريين بان يمجدوا الملك ثم الوعد بكتابة قرار الكهنة بالخطوط الثلاثة.
وسرد صالح تاريخ اكتشاف حجر رشيد وخروجه من مصر..مشيرا إلی أن هذا الحجر كشفه أحد الضباط المهندسين الفرنسيين ويدعي بيير فرنسوا خافيير بوشار وكان هذا الكشف في 19 يوليو عام 1799 وكان هذا الضابط مكلفا بفك حائط في قلعة سانت جوليان بمدينة رشيد بمحافظة كفر الشيخ فوجد حجرا بازلتيا أسود كبير طوله 115 سم , وعرضه 72 سم , وسمكه 11 سم .
وقال إن الضابط بوشار نقل هذا الحجر إلي القاهرة مقر إقامة الحملة الفرنسية في منتصف شهر أغسطس وأصبح موضوع دراسة المعهد المصري وبدأ النص يظهر للعامة في سبتمبر عام 1799 بعد ان طبع في مقال في مجلة البعثة الفرنسية "كوريير دو ليجيبت".
وأضاف أن جان جوزيف مارسيل و ريميه ريج ادركا أن الخط غير المعروف الديموطيقي ولكنهما لم يستطعا قراءته , ونسخ جوزيف مارسيل و أ. جالان الحجر تنفيذا لأوامر نابليون ، وقاما بتغطية سطح الحجر بحبر طباعة وقطع من الورق المقوي.
وتم ارسال نسخ من حجر رشيد إلي المعاهد والجامعات الأوروبية , ومن ضمن هذه النسخ نسخة وصلت من شارلز فرنسوا جوزيف دوجوا القائد العام للقاهرة إلي الفرنسي دو تاي الذي يعمل بالمعهد القومي بباريس , وقام دو تاي بعمل ترجمة فرنسية للنص الإغريقي , وهو الذي أشار بأن الحجر عبارة عن شكر من كهنة الإسكندرية أو مكان مجاور لها موجه إلي الملك بطلميوس الخامس , وبعد ذلك ظهرت ترجمات بلغات أخرى للنص الإغريقي منها ترجمة لاتينية عام 1801 وترجمة إنجليزية عام 1802.
وذكر انه في عام 21 مارس عام 1801 تعرض الفرنسيون بقيادة الجنرال مينو لهزيمة في معركة أبى قير البحرية مما جعله يتقهقر وحاصره الإنجليز في الإسكندرية, والتي ذهب إليها علماء الحملة الفرنسية , واخذوا معهم وثائقهم والآثار التي جمعوها معهم ومن ضمنها حجر رشيد ، وتعرض الفرنسيون لهزيمة أخرى من الأسطول البريطاني تحت قيادة اللورد نلسون.
وبموجب المادة 16 من معاهدة الاستسلام التي وقعت عام 1801 عين الجنرال هاتشنسون لمهمة مصادرة القطع الأثرية التي جمعها الفرنسيون أثناء إقامتهم ولكن علماء الحملة الفرنسية برئاسة جيفري سانت هيلير رفضوا تسليم أعمالهم العلمية و أصروا علي أخذها معهم إلي فرنسا ، وطلب مينو الاحتفاظ بحجر رشيد علي أنه ملكية شخصية ووافق هاتشنسون علي ترك الأعمال العلمية لاعضاء الحملة الفرنسية ولكنه أصر علي اخذ حجر رشيد .
وأشار إلى انه طبقا لشهادة شاهد عيان وهو الرحالة الإنجليزي وتاجر الآثار ادوارد كلارك الذي قال إن الحجر كان يسلم في شوارع الإسكندرية بواسطة موظف فرنسي و أحد أعضاء المعهد المصري ، وطلب الموظف الفرنسي السرعة في نقل الحجر قبل أن يدرك ذلك الجنود الفرنسيون الذين كانوا سيرفضون ذلك، وتم وضع الحجر علي سفينة " ه.م. س ليجيبسيان " التي كانت متجهة إلي بريطانيا في 2 سبتمبر عام 1801 ، ووصل الحجر إلي بورتسماوث في فبراير عام 1802، وتم إيداعه في "معهد الآثار بلندن " في 11 مارس.
وأوضح أنه في معهد الاثار بلندن تم عمل 4 نسخ من الجص إلي جامعات اكسفورد و كامبردج و ادنبورج و تيرنتي كولج بدبلن , وفي نهاية عام 1802 تم نقل الحجر إلي المتحف البريطاني.
وأكد صالح انه لم يكن هناك صراعا عسكريا فقط بين إنجلترا وفرنسا، بل امتد إلي حجر بازلتي أسود تمتلكه مصر وبدأ هذا الصراع عندما أرادت إنجلترا مصادرة الحجر من فرنسا بعد توقيع معاهدة الاستسلام والرحيل عن مصر ، واستمر الصراع الي فك رموز الحجر وإلي وقت قريب ظل الجدل يدور حول إجابة السؤال من الذي فك رموز حجر رشيد هل هو الفرنسي جان فرنسوا شامبليون ، أم الطبيب البريطاني توماس يونج .
ونوه صالح إلى آراء الانجليز فى موضوع حجر رشيد حيث أن أحد أعضاء البرلمان الإنجليزي ويدعي البارون كريمبنجنتون أعلن أن الحكومة البريطانية ليس لديها النية في إعادة الحجر إلي مصر لانه ملك لبريطانيا التي أخذته من فرنسا طبقا لمعاهدة الإسكندرية عام 1801 ، أما جيفري سبنسر أثري بالقسم المصري بالمتحف البريطاني يري أن الحجر مسجل ضمن ممتلكات المتحف البريطاني ويمثل أهمية كبيرة للمتحف حيث يفد الآلاف من السائحين لرؤيته خصيصا.