التقارير الأمنية الأوّلية لحادثة سوق العريش الإرهابية السافلة الغادرة تشير إلى أنه أسفر عن ثلاثة قتلى واثنين وثلاثين مصابًا. خمسة إرهابيين أطلقوا قذائف الهاون.. اثنان من تنظيم أنصار بيت المقدس، الذى أصابه الحول، فضلّ طريقه إلى بيت المقدس، واكتفى بقتل العرب المسلمين.. وثلاثة فلسطينيين من (حماس).. الخمسة استقلوا سيارة «فيرنا» من منطقة التومة، واستقروا فى منطقة صحراوية، بالقرب من العريش، وأطلقوا القذائف على المدنيين والنساء والأطفال (مبروك للشيطان).. السيارة كان يقودها يونس القرم، أحد أخطر العناصر التكفيرية، وزعيم التنظيم الفرعى، وإلى جواره جلس أحمد عيد المنيعى، الذراع اليمنى لشادى المنيعى، زعيم أنصار بيت المقدس، والذى لقى مصرعه على يد الأمن، منذ بضعة أشهر، فى حين جلس الفلسطينيون الثلاثة فى الخلف.. حدث هذا فى نفس الوقت، الذى تشن فيه إسرائيل غارات قاتلة على غزة، وأنصار بيت المقدس يجاهدون فى مصر!!!... هذا يثبت أنهم لا أنصار بيت مقدس ولا دياولو، بل أنصار بيت نتنياهو، ويجاهدون من أجله، ويقتلون له المصريين نيابة عنه، أو أنهم درسوا خريطة العالم فى مستشفى الأمراض العقلية، الذى تخرّجوا منه، والذى درسوا فيه كتاب (جهاد الخرفان فى سبيل الشيطان).
ولقد توقّفت طويلًا أمام معلومة الفلسطينيين الثلاثة، وبالذات لأنهم ينتمون إلى حركة حماس!!!... جعلنى هذا أعود بذاكرتى إلى تصريح خالد مشعل، عقب ثورة الثلاثين من يونيو، عندما قال متشنجًا إن لديهم خمسة آلاف مقاتل، وخمسمئة استشهادى، سيدوسون جيش مصر بأقدامهم!!! ربطت هذا بتصريحه منذ أيام، عندما لم يجد مقاتليه ولا استشهادييه أمام الضربات الإسرائيلية الموجعة، عندما خرج لسانه من حلقه يناشد جيش مصر (العظيم) أن يتدخّل!!! التصريحان لا يمكن أن يخرجا من الفم نفسه إلا فى حالتين.. الأولى أنه لسان فحسب، على طريقة (ماتقدرش)، فى مسرحية النجم محمد صبحى، يتكلّم بما لا يملكه أو يستطيعه.. والثانية أنه يخضع للقاعدة العربية القديمة (من شكر وذمّ كذب مرتين)، أى أنه باختصار منافق لا أمان له، ينحنى أمامك اليوم، فإذا مددت يدك تساعده على النهوض طعنك فى ظهرك، دون أن يطرف له جفن.
كلنا فى الواقع نتعاطف مع الشعب الفلسطينى، الذى يعانى نير احتلالين.. إسرائيل والإخوان.. والواقع أن حماس والإخوان لا يختلفان كثيرًا عن إسرائيل، بل من الواضح أن إسرائيل أكثر إيفاءً بالعهود منهم، فسمة الإخوان الغدر والغش والخداع ونقض العهود.. أليس هذا بالضبط ما يصفون به اليهود؟!... كلنا كشعب نتعاطف مع أهل غزة، أشقائنا وإخوتنا، ولكننا وبكل صراحة لا نتعاطف مع حماس، لأننا نثق فى أنها ما إن تنهض من هذه المحنة حتى تعاود الهجوم علينا، وإرسال من يفجّر مدنيينا بلا رحمة، وبوحشية شيطانية، يلبسونها ثوب دين الرحمة والعدل!!!... حقيقى، صهاينة أكثر من الصهاينة.. وعجبى.