ايجى ميديا

الأثنين , 20 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: لعبة تخليق الشياطين..

-  
جمال فهمي

أتابع منذ أسابيع فى وسائل الإعلام العالمية (وسائل إعلامنا هجرت الكوكب كله تقريبا) فيضًا من الأخبار والتقارير التى تتحدث عن إجراءات صارمة بدأت بعض حكومات الغرب تفرضها (أو تبحث جديا فى فرضها) على مواطنيها، خصوصًا المنحدرين من أصول عربية وإسلامية، بحيث تمنعهم من السفر إلى سوريا والعراق لئلا ينخرطوا فى عصابات القتل الوحشية التى تمزق الآن بقسوة وهمجية نسيج هذين القطرين الشقيقين، وتشيع فى ربوعهما آيات مروعة من الخراب والدمار، كما ترسل يوميا (وأحيانا كل ساعة) الآلاف من أهلهما الأبرياء العزّل، إما إلى فيافى التشرد أو إلى الآخرة.. تحت شعارات مخبولة ينسبونها للدين الحنيف الذى نشلوه وألحقوا بسمعته وصورة قومه أشد وأبشع أنواع الأذى.


وأما المفارقة الفاحشة الراقدة فى هذه الأخبار فهى أن حكومات هذه البلدان الغربية (مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا وغيرها) هى نفسها التى دعمت وما زالت تدعم هذه العصابات سياسيا وماديا وتسمى القتلة المنخرطين فيها «ثوارا» أو معارضين لنظم قمعية أو طائفية، هى أيضا التى سبق أن خَلَّقتها (كما فى العراق مثلا) أو تسامحت وتعاونت معها كثيرًا، غير أنها تريد حماية نفسها من خطر أن ينشط بعض شبابها ومواطنوها فى أوساط هؤلاء القتلة ثم يعود الأحياء منهم، وهم أكثر تشوها وتوحشا وتكتظ أدمغتهم بأفكار ناسفة وعقائد مفخخة وخبرات فى التخريب والهمجية، لا بد أنهم سيستخدمونها فى البلاد التى صدرتهم.


غنى عن البيان طبعًا أن هذه المفارقة ليست جديدة، وأن تلك اللعبة الشيطانية سبق أن لعبتها واشنطن وتوابعها الغربيات مرات عدة فى تاريخنا المعاصر أشهرها ما جرى فى أفغانستان منتصف عقد سبعينيات القرن الماضى، عندما روجوا لخرافة ما يسمى «المجاهدين الأفغان»، الذين دربتهم وسلحتهم وأشرفت على نشاطهم المخابرات الأمريكية بتمويل ومساعدة مباشرة من أنظمة عربية عميلة، وراحت تشكو بعد ذلك من إجرام شباب دفعتهم دفعًا إلى الجبال الأفغانية ثم لما عادوا أذاقوها (وأذاقوا أمريكا نفسها وفى عقر دارها) من مخزون الخراب الروحى والعقلى وخبرات القتل والتدمير التى تدربوا عليها ومارسوها سنين طويلة حتى أدمنوها.


أختم بأن هذه الدراما الحزينة تشبه تماما أسطورة «بيجماليون» اليونانية القديمة التى استلهمها مبدعنا الراحل العظيم توفيق الحكيم فى مسرحية بهذا الاسم كتبها فى مطلع ستينيات القرن الماضى، وتقوم هذه الأسطورة على فكرة جوهرية توسلت بها أيضا أديبة بريطانية تدعى «مارى شيلى» فى روايتها ذائعة الصيت «فرانكشتاين»، فأما الفكرة فى الأسطورة والرواية فتدور حول عواقب التهور ومحاولة الإقدام على «تخليق» كائنات لا بد بالضرورة أن تكون مسخًا مشوها وتنقلب أول ما تنقلب على صانعها نفسه.. فبيجماليون هو فنان نحات صنع بيديه تمثالا يجسد صورة امرأة جميلة، وإذ يفتتن بجمالها يطلب من الآلهة أن تنفخ فى تمثالها الروح وتجعله امرأة حقيقية من لحم ودم، وبعد أن تلبى الآلهة طلبه يتزوج بيجماليون من المرأة التى صنعها، لكنه سرعان ما يعود ويتمنى على الآلهة إعادتها جمادًا كما كانت، بعدما يكتشف فساد خلقها وخيانتها له، فلما ترتد تمثالا يحطمه بغل وقسوة ويتحطم هو معه.


أما «فيكتور فرانكشتاين» الباحث الطموح الذكى فى رواية «مارى شيلى» تفتنه اكتشافاته العلمية فى مجال البيولوجيا والطبيعة، فيندفع محاولا تطبيقها عمليا وصنع «كائن حى» من المواد التى يعمل عليها فى مختبر الجامعة التى يدرس فيها، وفى اللحظة التى يظن فيها أن محاولته نجحت يتذكر أنه ارتكب خطأ فى تركيب المواد ويرى مخلوقه مسخًا عملاقًا، وغاية فى القبح فيصيبه الرعب والندم ويهرب قبل أن يفيق المسخ، وعندما يعود يجده غادر المعمل.. بعد ذلك تتبع الرواية مسلسل الكوارث والمصائب التى يرتكبها هذا الكائن المُخلق وتكون النهاية موت فرانكشتاين نفسه.. ولاحول ولا قوة إلا بالله.

التعليقات