ايجى ميديا

الأثنين , 20 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

وائل عبد الفتاح يكتب: من المعجزة إلى العجز

-  
وائل عبد الفتاح

لم تكن حرب أكتوبر معجزة عسكرية فقط، لكنها بالنسبة إلىّ اكتشاف خاص لمشاعر أخرى

من العبور إلى التسول.. ومن المعجزة إلى العجز.. رحلة تستحق أن نفكر فيها


رأيت أبى يبكى لأول مرة فى أكتوبر 1973، كان يتابع أخبار ثغرة الدفرسوار ويكتب بقلم الكوبية أعداد الدبابات الإسرائيلية التى حطمها الجيش المصرى. يومها تعرفت على مشاعر جديدة تمامًا من دموعه ولهفته على متابعة أخبار انتصار كان معجزة بشرية من جيش مهزوم. صنعها أبطال وقادة تجاوزوا القدرات العادية بروح عرفت وأنا طفل فى الثامنة أننى شريك فيها. أبى علمنى من دون خطب أن هناك شيئا مشتركا بينى وبين أهل هذا البلد. مشاعر أبى كانت أقوى من خطب الرؤساء وتحية العلم وأناشيد الإذاعة وحصص التربية القومية.


لم تكن حرب أكتوبر معجزة عسكرية فقط، لكنها بالنسبة إلىّ اكتشاف خاص لمشاعر أخرى. تخطيطات أبى على المصحف الموجود على التليفزيون وهو يتابع بيانات عبد القادر حاتم بلهفة لا أنساها.. أول علامة تقريبًا على عاطفة جديدة ولدت داخلى.. عاطفة أكبر قليلا من الواجب الذى تحدثنى عنه تعليمات الإعلام.. وأقوى من فورات الحماس التى تنتاب الأطفال مع الأناشيد.. هذه العاطفة ما زالت هى العلامة الأولى فى علاقتى بالبلد الذى عشت فيه وستعيش ابنتى.


عاطفة تجاوزتها أحيانا بالوعى، لكنها كانت الأثر الأول لاكتشاف طاقة جديدة خارج حدودى الشخصية والعائلية.


سياسيا يسمون هذه الطاقة «روح أكتوبر»، أبى الموظف المتحمس لمصر شعر بها واهتزت مشاعره خوفا على ما تحقق منها. فهى دليل القدرة على تحدى الظروف. روح لم يصنعها ثراء ولا قدرات هائلة. لم أعرف اسمها السياسى، لكننى وقتها وبمنطق اللعب رأيتها عملية انتصار لفريق بلا إمكانات على فريق أسطورى. ومنحتنى شخصيا قوى غامضة أتحدى بها الظروف المعاكسة.. كما فعل العسكرى البسيط عندما أمسك بخرطوم ماء ليهد به السد المنيع.


هذه الصور ورغم ابتذالها فى الإعلام الرسمى.. تحولت إلى مخزن لقوة وروح لا أجد تفسيرا لهما غير قدرة البشر على قهر الممكن وصنع المستحيل.. وعدم الاستسلام لقانون القوة الراهن الذى يقول لك بأنك مهزوم.. مهزوم.


أبحث عن هذه الروح الآن.. لا أجد لها أثرا.. ماذا حدث؟ كيف سُرقت الروح بهذه البساطة؟ الأسئلة ليست شجنا سياسيا ولا رومانسية ساذجة ولا نشيدا وطنيا يغنّى لأمجاد العبور القديمة.


يضيع فعلا الشىء المشترك الذى كان بين المصريين وصنعوا به انتصار أكتوبر.. مبادرات الرئاسة عن التبرع لمصر ودعوات الرئيس فى حفل تخرُّج الضباط (ساعدنا يا رب) وإعلانات التليفزيون فى رمضان تقول إن المشترك الآن بينى وبين أهل البلد هو قدرتى على مساعدة الغلابة الذين يعيشون تحت خط الفقر.. ولا يجدون المال اللازم لحياة كريمة.. كيف تحول المشترك بيننا من العبور إلى التسول؟ كيف أصبح التسول شيئا عاديا لشعب انتصر.. من 35 سنة؟ لماذا تحولت القدرة على صنع معجزة بشرية.. إلى استدرار العطف بإظهار العجز؟


من العبور إلى التسول.. ومن المعجزة إلى العجز.. رحلة تستحق أن نفكر فيها.

التعليقات