وزير الإعلام الأسبق: الإعلام ناصر الثورة ظالمة أو مظلومة.. ودخول القرضاوي التحرير كان بداية تغيير هوية الميدان
هيكل: مليونية «وثيقة السلمي» كانت «فرد عضلات» لأن الإخوان أُبلغوا قبلها بيوم أن المجلس العسكري سحبها
رئيس تحرير الوفد الأسبق: طنطاوي رفض تولي البرادعي رئاسة الوزراء عقب «شرف» بالرغم من إبداء البرادعي مرونة
صفوت حجازي تحكم في خريطة إذاعة برامج التليفزيون بصفته رئيس «مجلس أمناء الثورة» وعين أفراد تابعين للإخوان به ومازالوا في أماكنهم حتى الآن
هيكل: رشحت فايزة أبو النجا لتولي رئاسة الوزراء عقب « شرف» وطنطاوي رفض بحجة عدم قبول المجتمع للمرأة في هذا المنصب ولوجود تحفظات أمريكية عليها
كتب إيهاب علي
قال أسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق، والذي تولى رئاسة تحرير جريدة «الوفد» أثناء ثورة 25 يناير، إن حزب الوفد تردد بعض الوقت قبل إعلان تأييد الثورة، مضيفا أن صفوت حجازي كان يتحكم في خريطة إذاعة برامج التليفزيون، عن طريق رئاسته لما يسمى «مجلس أمناء الثورة»
وأضاف هيكل، خلال حواره مع الإعلامي جمال عنايت، في برنامج أيام فارقة، على قناة التحرير الفضائية، مساء أمس السبت، أنه رشح فايزة أبو النجا، لتولي مسئولية رئاسة الوزراء عقب عصام شرف ولكن المشير طنطاوي رفض قائلا «المجتمع لن يقبل ان يكون رئيس الوزراء امرأة، بالإضافة إلى وجود تحفظات أمريكية عليها».
واعتبر هيكل أن دخول القرضاوي التحرير، وإلقاء خطبة أول جمعة بعد تنحي مبارك، بداية تغيير هوية ميدان التحرير، مشيرًا إلى أن الإعلام وقتها لم يقوم بدوره في توعية الجماهير، ولكنه ناصر الثورة «ظالمة أو مظلومة» -على حد قوله-.
وعن فترة توليه وزارة الإعلام، في حكومة عصام شرف الثانية في يوليو 2011، أسمى هيكل هذه الفترة بـ «مرحلة الصراع على السلطة»، مشيرًا إلى وجود تيارات وقتها تحمل أسماء بعيدة عن جماعة الإخوان، ولكنها تخدم أهدافها، مثل حركة 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، بحسبه، مضيفا تكرار عدد من الحوادث في الشارع، مثل ماسبيرو ومسرح البالون، ومحمد محمود، وبذلك تظهر الحكومة في صورة القاتلة للشعب، وأردف أن المستشار محمد عبد العزيز الجندي، وزير العدل وقتها، انفعل على المشير طنطاوي قائلًا: "انتوا ساكتين ليه؟" ، فكان رد طنطاوي وقتها إنه لن يسمح بتحويل مصر إلى سوريا أو ليبيا.
وأكد هيكل أن المجلس العسكري والحكومة وقتها، كانوا يعلمون بأن الإخوان فصيل لا يؤتمن على مصر، ولكنهم لم يصرحوا بذلك في وسائل الإعلام، وأضاف هيكل أن مليونية 18 نوفمبر 2011، التي نظمت للاعتراض على وثيقة السلمي، كان«فرد عضلات» من التيارات الإسلامية، موضحًا أن رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف، استقبل في مكتبه قبلها بيوم، محمد مرسي والشيخ محمد عبد المقصود، لإبلاغهم أن المجلس العسكري سحب الوثيقة، ومطالبتهم بإلغاء المليونية، وأشار هيكل إلى أن المجلس العسكري وضع هذه المبادئ فوق الدستورية، لحفظ مدنية الدولة، لعدم ثقتهم في محتوى الدستور الذي يمكن للإخوان وضعه.
وبخصوص وضع الإعلام في هذه المرحلة، قال هيكل إن الإعلام وقتها كان منتقد لأسلوب تغطيته أحداث الثورة، وأضاف أن صفوت حجازي كان يتحكم في خريطة إذاعة برامج التليفزيون، عن طريق رئاسته لما يسمى «مجلس أمناء الثورة»، بالإضافة إلى تعيينه لأفراد تابعين للإخوان في بعض المناصب بالتليفزيون، وأكد أنهم مازالوا في أماكنهم حتى الآن، أما عن قرار إغلاقه لقناة الجزيرة، أوضح هيكل أن الإخوان اعتبروا هذه الخطوة ضربة لهم في عقر دارهم، ولكنه أكد أنه لم يقصد توجيه ضربة للإخوان، ولكنه أراد تطبيق القانون.
وأشار هيكل إلى أن استقالة عصام شرف على الهواء مباشرة، لم تكن متوقعة، واعتبرها المشير طنطاوي «قفزًا من المركب»، وأضاف أن المشير وقتها طلب منه ترشيح بعض الأسماء التي يمكن أن تتولى الوزارة، خاصة بعد رفضه القاطع لتولي البرادعي الوزارة، حتى بعد مقابلة البرادعي لمراد موافي رئيس المخابرات العامة وقتها، لجس نبضه حال توليه الوزارة، وأكد أن البرادعي أبدى مرونة كبيرة، وقال هيكل إنه رشح فايزة أبو النجا، ولكن المشير رفض، لقوله بأن المجتمع لن يقبل ان يكون رئيس الوزراء امرأة، بالإضافة إلى وجود تحفظات أمريكية عليها، كما اقترح تولي عمرو موسى، وهو ما رفضه الإخوان، وكان الاسم الأخير هو تولي الجنزوري، وهو ما حدث بالفعل، بالرغم من خوف المشير طنطاوي من ترديد كلمة فلول عليه.
وعن أكثر الأيام الفارقة بالنسبة له، خلال الثلاث سنوات الماضية، اعتبر هيكل أن يوم إعلان فوز محمد مرسي بالرئاسة «مأساوي»، وأكد أنه شعر يومها بأن «البلد راحت»، لإنه كان يرى الإخوان «تشكيل عصابي»، وليس ديني، ولكنه أكد أن مصر الآن في وضع أفضل كثيرًا مما كانت عليه.