قبضت إسرائيل على ستة من مواطنيها للتحقيق فى جريمة قتل مواطن فلسطينى برىء وهو محمد أبو خضر، فى حين خرج خالد مشعل على قناة «الجزيرة» ليتباهى بقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين أبرياء ويقول: «بورك هذا العمل والغضب الفلسطينى وبورك كل من يحارب المستوطنين القتلة»، مستعينا بآية قرآنية تقول «يا أيها النبى حرض المؤمنين على القتال»، محاولا تحريض المصريين على جيشهم قائلًا «ننتظر نخوة الجيش المصرى لحماية أهل غزة»، فى حين خرج إسماعيل هنية قائلا «لازم مصر توقف هدم الأنفاق لأنها تمد أهل غزة بالغذاء والسلاح».
فى نفس الوقت ليس بمستغرب أن يخرج مصطفى النجار وخالد على وعمرو حمزاوى وأمثالهم لتحريض المصريين لمساندة غزة، فهذا جزء من لعبة سياسية تصب فى النهاية لصالح الإخوان. إذن هذه العملية مخططة من قِبل حماس وأصدقائها فى المنطقة لأسباب لا علاقة لها بشعب غزة ولا بالقضية الفلسطينية، كلها حسابات سياسية كجزء من الصراع فى المنطقة. لهذا يتساءل معلق الـ«بى بى سى» جوناثان ماركوس قائلا: «من الصعب علينا أن ندرك الفائدة التى ستعود على الجانب الفلسطينى من دفعه هذه الأزمة نحو حافة الهاوية».
فى تقديرى أن التصعيد الذى بدأته وقامت به حماس بقتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين ثم إطلاق صواريخها على الأحياء المدنية داخل إسرائيل هو تصعيد مدروس ومتفق عليه لكى يبعث من خلاله الإخوان برسالة إلى أمريكا والعالم بأن التهدئة لا يضمنها إلا حكم الإخوان، وكان مرسى قد تعهد لأوباما بأنه لن تطلق طلقة واحدة على إسرائيل من حماس فى عهده. وثانيا حماس تريد تصعيد الأمر لإحراج القيادة المصرية الجديدة وإظهارها أمام شعبها بأنها لا تحفل بقضية فلسطين، وثالثا للفت النظر إلى حماس بعد أن أصبحت منبوذة من الجميع، خصوصا مصر وسوريا ولبنان وإيران والسعودية، ورابعا صمتت حماس عندما كان الربيع العربى يصب لصالح الإخوان وعندما انكشفوا أمام الشعوب وبدأ تراجعهم وأفولهم فجرت حماس الموقف لإرباك الجميع لصالح الإخوان، وخامسا تم التخطيط لتفجير المعركة فى رمضان لتحدث أكبر قدر من السخط ضد إسرائيل وأيضا لاستدرار التعاطف والمساندة لحماس من المسلمين حول العالم، وأخيرًا أعتقد أن هذا التحرك الحمساوى جاء بالتشاور مع التنظيم الدولى للإخوان وقطر وتركيا.
ولا يهم حماس ضحايا القتال من الفلسطينيين، بل على العكس كلما زادت هذه الدماء، زادت مكاسب قادة حماس وتجارتهم بأرواح الأبرياء، فمعظمهم متزوج من عدة نساء ولديه دستة أطفال وأرصدة بالملايين فى البنوك ويتلذذون بأطيب الطعام ويتحركون بين الدوحة وأنقرة وينعقون من على منبر «الجزيرة»، كما أنهم، كما يقول المفكر الإسلامى الدكتور أحمد صبحى منصور، «حماس تتبع شريعة (التتر) أى اتخاذ المدنيين دروعا و(ترسا) تحتمى بهم، أو أن تقتل آلاف المسلمين فى سبيل قتل بعض (المشركين). هذا فى صلب الفقه الجهادى، واتبعه الإخوان فى (رابعة). لا بد من استئصال حماس لإحلال السلام والأمن».
مجدى خليل