لا يمكن أبدًا إلا اعتبار ما يحدث على الأراضى الفلسطينية فى غزة الآن سوى مجزرة جديدة لجيش الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى ومحرقة جديدة يمارسها الإسرائيليون ضد الفلسطينيين العزّل ليستكملوا قائمة المجازر والمحارق ضد الفلسطينيين وليسجل التاريخ أنهم أسوأ من النازى فى هولوكوسته.
فها هى هولوكست جديدة فى غزة.
وحرب إبادة للفلسطينيين.
لقد بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بمحرقة، حيث أحرقوا الشاب محمد أبو خضيرة حيا بعد ما أثير عن خطف 3 مستوطنين وجدوهم مقتولين بعد ذلك ليتهموا حماس بأنها وراء ذلك.
وقرر العدو الصهيونى الاستمرار فى سياسة المحرقة وحرق غزة وفى ذهنهم استغلال ما جرى فى العالم العربى من انهيار بعد الثورات والفوضى التى سادت معظم الدول العربية.
كما قرر العدو الصهيونى وضع تلك الدول تحت الاختبار وعينها على مصر تحديدًا فى ظل النظام الجديد الذى يتشكل، وفى ظل رئيس يدعو إلى استعادة النظام الإقليمى العربى وتعظيم الدور المصرى.
وأراد العدو استغلال حالة عداء دول عربية ومصر لحركة حماس باعتبارها تابعة لتنظيم الإخوان الذى أراد الفوضى والإرهاب فى مصر من أجل أن تمر محرقته للفلسطينيين فى غزة تحت زعم ضرب حماس، والتى وجدت للأسف ترديدا لها فى بعض الأوساط وبإعلام منافق وفاشل!! وذلك رغم أن غزة ليست «حماس» رغم سيطرة الحركة عليها.
كما أرادت إسرائيل اختبار دور «السمسار» الذى كان يقوم به النظام المصرى أيام مبارك فهل يستمر الآن أم لا؟!
عمومًا حتى الآن نجحت إسرائيل فى وضع مصر والنظام الجديد فى مأزق.
وقد تبين هذا الموقف بوضوح من التعامل فى معبر رفح.
كما لا يمكن أن تغنى 500 طن من المساعدات التى أعلنتها مصر للفلسطينيين عن غياب موقفها الحقيقى المساند للفلسطينيين والقضية التى دفعت فيها الكثير ولم تزل باعتبارها فى الأساس قضية أمن قومى لمصر.
فلا يمكن لمصر أن تترك الإسرائيليين يحرقون غزة وأهلها.
ولا يمكن إلا أن تعتبر مصر ما تفعله إسرائيل فى غزة هو انتهاكا للأمن القومى المصرى، ولا بد من الوقوف ضده.
وآن الأوان لاستعادة الدور المصرى القوى فى هذه القضية والتنازل عن دور «السمسار» الذى كان يمارسه حسنى مبارك لصالح أن يبقى فى الحكم برعاية أمريكية غربية إسرائيلية.
فلم يعد دور «السمسار» يفيد مصر أو يفيد النظام الجديد الذى جاء بشعبية استعادة مصر ودورها وأمنها.
فللأسف الشديد ما زال القرار المصرى بطيئًا.
وللأسف الشديد ما زال الموقف المصرى متوقفًا على التواصل والتشاور مع بعض الدول والمنظمات والهيئات دون أى فاعلية.
فالأمر ليس فى حاجة إلى تشاور وإنما فى حاجة إلى إعلان موقف قوى حرصًا على الأمن القومى المصرى.
وإسرائيل تثبت كل يوم أنها العدو.
ويثبت الفلسطينيون العزّل كل يوم أنهم أبطال ويفضحون الإسرائيليين بمجازرهم ومحارقهم وسينتصرون عليهم بالإصرار.
وتثبت غزة أن فجرها شهادة ويومها غضب وصبرها مغالبة.
■ ■
الجامعة العربية تدعو إلى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب يوم غد الإثنين.. إنها مسخرة وغياب تام!!